من ألف وأربعمائة عام تحسر أبو الأسود الدؤلي قائلا: «وما كنت أحسب أمر الناس صار إلي هذا» . كانت السيدة عائشة تردد دوما بيت " لبيد " القائل : ذهب الذين يعاش في أكنافهم / وبقيت في خلف كجلد الأجرب وقد روي الإمام الطبري هذه الحكاية وروي تعليق كل رواتها بقولهم : رحم الله لبيدا فكيف لو أدرك من نحن بين ظهرانيهم الآن .. ويحق لنا أن نعيد السؤال : فكيف لو أدركوا حالنا ، وعاشوا حياتنا، وأكلوا زادنا، وشاهدوا دراماتنا، وغرقوا في قنواتنا ، وشاهدوا رقصنا وعرينا وسفهنا؟!! لكنه رمضان تبقي ذؤاباته الخافتة تبث ضوءا ونورا وجمالا.. كيق يعيش العرب رمضان بعد ربيعهم العربي؟ وماذا تبقي من رمضاناتهم الجميلة القديمة ؟ هذا التقرير يقدم صورة من رمضان في بعض الدول العربية: ماذا فقدوا ؟ وكيف يحسون برمضانهم ؟ يا قدس.. يا مدينة الصلاة " قوموا لسحوركم خلوا النبي يزوركم " هكذا كان ينطلق صوت المسحراتي في حواري القدس العتيقة، حاملا " البازة " أو ما يشبه الطبلة الصغيرة ، وأمامه غلامه يحمل الفانوس لينير له، هذه الطقوس صارت تاريخا، يقول للقاهرة " دكتور عمر عتيق وهو أستاذ جامعي بجامعة القدس: من عاداتنا التي بقيت حتي الآن " أنه يتم بعد منتصف شهر شعبان دعوة البنات المتزوجات والشقيقات وغيرهن من الأرحام العمات والخالات إلي بيوت الآباء والأجداد، والإقامة مدة اسبوع وبخاصة في مدينتي نابلس والخليل، وتسمي هذه العادات التي تسبق رمضان ب الشعبنة أو الشعبونة . ومن العرف الرمضاني (الفقدة ) التي تهدي فيها الارحام مالا أو ملابس أو حلويات من العادات أيضا التحضير لقدوم رمضان (استقبال رمضان) عدا عن تحضير المشروبات والعصائر منها التمر هندي وقمر الدين، والمكسرات والحلاوة . وهناك عادة ( الزينة ) في العديد من المناطق يتم تعليق الاضاءة بشكل لافت وبخاصة اشكالها ذات الطابع الديني منها شكل الهلال والنجمه ويتم تزيين المدن القديمه والاعتناء بزينتها وقد تميزت مدينة القدس بهذه الزينة حيث يتم تزيين السوق المؤدية للمسجد الاقصي وخاصة باب العامود . في الممالك لا تختلف العادات كثيرا بين الدول العربية، هكذا تؤكد الكتابة السعودية" زينب البحراني ل"القاهرة"، وتقول " عادات الشعوب الإسلامية تكاد تكون متشابهة لكن يبقي لكل شعب خصوصية صغيرة يحكمها التاريخ، والبيئة، وظروف المجتمع وتركيبته الإنسانية، كما تتفاوت سلوكيات الناس في مجتمع البلد الواحد بين منطقة وأخري مثلما يحدث في المملكة العربية السعودية. فلدينا، في المنطقة الشرقية علي سبيل المثال؛ لكل مدينة وقرية عاداتها الخاصة. في مدينتي "الدمام" تمتليء الأجواء بطابع روحاني لطيف، وتزدهر الأسواق والفعاليات الرمضانية الدينية والترفيهية علي حدٍ سواء. يتزاور الناس ليتبادلون التهاني في بدايته، ثم يلتقون خلال الفعاليات الدينية في فترات متقاربة، ويبدأ موسم الأطباق الرمضانية التي تشتهر بها المدن الواقعة علي ساحل الخليج العربي كاللقيمات، والسمبوسة، والهريس، والعصيد، وغيرها من الأطباق التقليدية الشهية . بينما تخبرنا شمس حسنين من الأردن: أن الناس في الأردن يعملون علي شراء هلال يضيء بعدة ألوان ويعلقونه علي النوافذ والأبواب وعلي الأبراج الموجودة علي سطح البيت حيث يراها الناس عن بعد مضيئة ولامعة. في بعض المناطق الشعبية عند ما يحين وقت السحور يأتي رجل يطرق علي ابواب الناس او يقرع الجرس أو يستخدم اله لإقاظ الناس للسحور. خلال نهار رمضان يصطف باعة الحلوي بجميع اشكالها في الطرقات ليبيعوا للناس وهؤلاء نراهم في رمضان اكثر من اي وقت في السنة.انواع الحلوي (القطائف بالقشطة او جوز الهند او الجوز العجمي) البسبوسة (بالقشطة او العادية المعروفه. لقمة القاضي ونقول لها ( العوامة) نوع من الحلوي.كل هؤلاء ينتشرون علي عرباتهم في الشارع. بالنسبة للطعام لدينا اكلات شامية مشهورة مثل: المنسف الاردني والمقلوبة و الملوخية والمسخن اكلة فلسطينية شائعة ولذيذة والكبسة بانواعها. بالإضافة للشوربات والسلطات ( الخضار والفواكه) عند مائدة الافطار نكون اعددنا صنف واحد مثلا المنسف الي جانبه طبق السلطة + طبق الحساء + كوب من الماء والعصير + التمر كلها تجتمع في مائدة واحدة عند الاذان . تجري العادات عمل عزائم وهي للارحام علي الاكثر للتواصل بيننا. بعض الناس يفضلون افطار اول يوم في رمضان عند الرأس الاكبر للعائله تجتمع كل العائلة بفروعها في جو جميل .تقريبا عادات الريف مشابهة للمدينة لكن الاختلاف في نوع الطعام حيث انه في الريف صحي اكثر وطازج. عند الاذان نسمع احيانا صوت المدفع وليس دائما. رمضان بالشطة والكاري وبالتحديد في كوريا الجنوبية ، حيث يحدثنا الباحث المصري دكتور مهندس منتصر دويدار أنه أثناء عمله كباحث بإحدي الجامعات الكورية، عاش رمضان هناك، ويتذكر في حواره ل " القاهرة " يبلغ تعداد كوريا الجنوبية 49 مليون نسمة.. ويبلغ عدد المسلمين فيها حوالي 120 الف مسلم، ويقال ان منهم حوالي 35 إلي 40 الف مسلم من اصل كوري، ورمضان في كوريا يأتي غريبا ويذهب غريبا، فلا تتم رؤية الهلال في كوريا،ويتبع الاتحاد الاسلامي لمسلمي كوريا في صيام شهر رمضان والاعياد دولة ماليزيا، حيث انها اقرب دولة مسلمة لكوريا ويوجد ساعة واحدة كفارق في التوقيت،حيث أن كوريا تسبق ماليزيا بساعة واحدة، ويتم إبلاغ المراكز الاسلامية بمواعيد الصيام والاعياد عن طريق التليفونات، ولا توجد أي إشارة في وسائل الإعلام المرئ والمسموع والمقروء عن رمضان، وعادة ما يجتمع الشباب المسلم من الدول الاسيوية الذين يدرسون أو يعملون بكوريا،بالمساجد وبالمراكز الاسلامية في التاسع والعشرين من شعبان وإذا ثبتت الرؤية في ماليزيا يقومون بصلاة التراويح، ويزداد عدد المصلين في المسجد طوال شهر رمضان ليصل لأقصي عدد موجود بالمدينة،وهم نفس العدد الذي يصلي صلاة الجمعة، في صلاة العشاء والتراويح، وتبلغ عدد ركعات صلاة التراويح 20 ركعة و 3 ركعات الشفع والوتر، ويعقد الإفطار في المسجد عدة مرات في الشهر قد تصل إلي ثماني مرات فيقوم الهنود بدعوة كافة المسلمين علي الافطار مرة، ويعقد الإفطار في المسجد عدة مرات في الشهر قد تصل إلي ثماني مرات فيقوم الهنود بدعوة كافة المسلمين علي الافطار مرة، وكذلك يفعل المصريون، والباكستانيون،والبنغال، والاوزباكستابيين،والسوريون، وقد يدعم اتحاد المسلمين بكوريا الافطار لمرة أو اثنتين، وكل مجموعة تقوم بصنع الطعام بذات الطريقة التي يصنعون بها الطعام في بلادهم،فتجد مسلمي دور وسط اسيا يصنعون وجبة من الشطة والكاري والتوابل الاخري وبها بعض الطعام،وإن لم تكن معدتك مصنوعة من خامات خاصة فقل علي نفسك يا رحمن يا رحيم.