" مدرسة القرآن " لوحة رسمها الفنان النمساوي المستشرق لودفيج دوتش [1855 _1925] عام 1905وهي إحدي اللوحات الرائعة الكثيرة التي رسمها " دوتش" من داخل المساجد ولطلاب الأزهر وشيوخه .. كما أن للفنان لوحة رائعة أخري بعنوان " القضاة الشرعيين ". في هذه اللوحة نلمس ونتلمس حسابات الضوء والإظلام كما في لوحات الهولندي العالمي رمبرانت .. ولهذه اللوحة بُعدان .. بُعد موضوعي وبُعد جمالي وكلاهما دعم البعد الآخر وعززه بما جعل اللوحة قوية ومؤثرة علي المستوي المشهد الجمالي والروحي .. في اللوحة نُشاهد أحد المشاهد التي جذبت لودفيج في جولاته داخل المساجد في مصر وحلقات الدرس التي تُعقد داخلها لطلاب العلم. نُشاهد في مُنتصف اللوحة ومع مسقط بقعة الضوء يجلس شيخ المسجد متربعاً أرضاً والمصحف الشريف مفتوح بين يديه وفوق صفحاته سقطت بقعة من الضوء جعلته مُضيئاً وقد مد الشيخ ذراعيه الي جانبيه فجذب العين الي مجموعتي الطلاب الي يمينه والي يساره وكما نري يجلس ثلاثة طلاب الي يساره ويجلس طالبان الي يمينه ويرتدي بعضهم عممهم التي اهتم الفنان برسمها كزي يميز طلاب الأزهر غير ان الصبي الواقف خلف الشيخ يستمع يبدو انه خادم المسجد. اللوحة تحمل قدرا كبيرا من الروحانية فنلاحظ ان مدخل اللوحة في المقدمة متسع ويتقدم في اتجاه مُباشر الي حيث كتاب الله الشريف والشيخ وعندهما استقر الضوء ولم يمتد الي ماوراء الشيخ .. لذا فإن مصدر الضوء قد يكون لقنديل معلق في مقدمة المشهد اعلي الشيخ أو هو نور نهاري نافذ عبر باب ضيق من جهة مدخل اللوحة الأمامي. ضوء اللوحة يتميز بحضوره الهادئ كرمزية للنور الروحاني وأيضاً يتميز بالتقائه والضوء الطبيعي القوي كالتقاء رمزي للعلم الذي هو كالنور . مع التقاء آخر ورمزية فتح الشيخ لذراعيه لطلابه الجالسين في المناطق المعتمة ليفتح لهم بالعلم طريق يخرجهم به إلي النور.