جاء الإعلان عن جوائز الدولة هذا العام دون بريق اعتدنا عليه يصاحب الإعلان عن المبدعين المفكرين الفائزين بجوائزها وما يصاحبه من ترقب لأيام طوال قبل الإعلان عن الأسماء الفائزة .. فقد جاءت جوائز العام 2011-2012 في ظل ظروف تشهدها مصر أصابت انتباهنا بالتشوش لكثرة الجدال السياسي وتداخل وتضارب المصالح الصغيرة والكبيرة لأفراد وجماعات بعيداً عن مصلحة الوطن الي حداً كبير مما أثر علي بهجة تلقي اسماء الفائزين والاحتفاء بهم في مناسبة تُعد عيداً للثقافة والمبدعين المصريين .. فلم يشعر الكثيرون ولا من المهتمين عن اعلان اسماء الفائزين إلا الفائزين أنفسهم .. ولم تنل الجائزة وما يتناسب وقدرها المعنوي الكاشف عن الحال الثقافي المصري في أرفع مستوياته. رغم ذلك كان ذهاب جائزتين من جوائز الدولة في الفنون الي مجال النحت تأثير ايجابي كبير في زمن يلقي وسيلقي فيه فن النحت جدل خاص وقد بدت بعض علاماته من عدد من الجماعات المتشددة فكرياً وانسانياً تجاه مفهوم النحت المعاصر وحصره داخل مفهوم وحيد وقديم ولا دلالة له علي الاطلاق في عصرنا اليوم لا في المفهوم او الوظيفة. وكان ذهاب التقديرية في مجال النحت للفنان القدير عبدالهادي الوشاحي من اهم التقديرات لإستحقاق الفنان عن جدارة لهذه الجائزة التي ربما تأخرت كثيراً في طريقها الي الفنان عن تجربته الفنية وعطائه المتميز للارتقاء بمفهوم النحت ذي البعد المفاهيمي المرتبط بالبعد السياسي في لا مباشرة وفي قدرته علي جعله لمنحوتاته قدرة علي التطلع لمستقبل أفضل واستشرافه. والتشجيعية هي جائزة النحت الثانية والتي فاز بها الفنان طارق الكومي بأعمال قدمها للجائزة تحت عنوان " معالجات فنية حديثة للشكل الإنساني " قدم فيها قدرته في الإيجاز الشكلي بتجريدية مقتطعة في اسلوب خاص ومتميز لإعادة صياغة الجسد الإنساني في عمق درامي وبساطة بصرية. أما جائزة التفوق للفنون فاز بها أستاذ الخزف الفنان سمير الجندي وكان قد سبق وحصل علي التشجيعية منذ أحد وعشرين عاما .. وللفنان الخزاف الجندي دور كبير ومثابر في اثرائه بتقنيات عديدة لفن الخزف مستلهماً في ابداع من التراث الإسلامي والشعبي في حرية تصرف ميزت آنيته وحافظت علي روح الإناء المستوحي من تراثنا الإسلامي الغني بأشكاله وأحجامه وزخارفه.