صدر حديثاً عن دار النجوم للنشر باكورة أعمال د.احمد كامل مدير عام المكتب الفني بقطاع المتاحف ومدير عام متحف شرم الشيخ القومي وهو كتاب: " الاحلام في عقيدة المصري القديم". والكتاب الصادر كان موضوع رسالة الدكتوراة للمؤلف وقد تميز موضوع البحث بالطرافه والجاذبية لمزجه مابين احد اهم اهتمامات الشعب المصري عبر العصور حتي الآن الا وهو الأحلام وتفسيراتها ودلالات ورموز الرؤي المختلفة وربطها بعلم النفس الحديث. يتكون الكتاب من ثلاثة فصول .. وقد بدأ د.كامل بحثه عن معني الحلم وانواعه في علم النفس الحديث وذلك من خلال العديد من النظريات وصنفهم لنوعين احلام عاديه واحلام يقظه وذلك من خلال علم النفس. كما تطرق في بحثه لآراء رجال الدين الإسلامي في الحلم من خلال القرآن والسنه وضرب عدة امثال علي وجود الاحلام وتاويلها من خلال تاويل سيدنا يوسف لاحلامه واحلام صاحبي السجن وكذلك في الأدب المصري القديم ودلالات الأحلام فيه. وقد بدأ الفصل الاول بالمدلول اللفظي لكلمة حلم وذلك من خلال اللغة المصرية وتحدث ايضا عن رسائل الموتي او الرسائل التي كان يتركها الميت قديما وتتضمن بعض الأحلام التي سجلها داخل مقبرته وقد شرح الكتاب انواعا جديده للحلم عند المصري وهي احلام الخوف والشفاء ومدلولات السحر قديما كما فرق البحث بين الحلم والتنبؤ قديما وذلك من خلال مقارنته بين الحضارة المصرية القديمة والحضارة العراقية القديمة لنفس الرموز في الاحلام قديما. كما تطرق البحث الي الحديث عن علاقه الفلك بالتنبؤ واوضح ان النصوص المصرية القديمة اثبتت عدم وجود علاقة بين القمر او الفلك وبين الحلم كما يدعي ذلك البعض الان . أما الفصل الثاني فاستعرض فيه الباحث الاحلام وتفسيراتها وظهور الالهة قديما في الاحلام وخاصة في احلام الملوك وقد فسر في كتابه ان هذا الحلم بالالهة كان يعتبره الملك قديما دلالة علي منحه القدسية طوال عمره وبعد مماته واعطي امثلة كثيرة علي ذلك والتي من أشهرها حلم الملكة حتشسوت والتي استطاعت من خلاله ان تحكم مصر بدلا من تحتمس الثالث. كما سرد البحث عددا من الاحلام للملوك وكذا الاشخاص العاديين ومنها حلم لوحة ( نب - اي بو - سنوسرت ) الموجودة الان في المتحف البريطاني وغيرها من المقتنيات الاثرية التي توضح الاحلام عند المصري القديم مثل اناء احشاء في متحف فيينا وعليه أيضا احد احلامه كما فسر الكتاب الرموز القديمة للحيوانات وغيرها التي وردت في احلام المصريين قديماً. اما في الفصل الثالث والذي استعرض خلاله الباحث اهم الأحلام في الادب المصري القديم ومعناها وذلك من خلال 12 حلما كنماذج علي هذه الاحلام مثل حلم نفر كا سوكر وحلم زوسر وحلم الاسكندر الاكبر وحلم بطليموس . أما أحلام الافراد فقد استعرض الباحث حوالي 6 احلام للافراد العاديين امثال جحوتي ام حاب وحلم ايبوي وحلم باشري بتاح وغيرهم مستدلا علي تفسيرات هذه الاحلام من خلال النقوش الجدارية القديمة والبرديات كما اختتم الباحث كتابه باجمال لما قام بسرده في كتابه لمعني الحلم وماذا يجب علي مفسري الاحلام ان يأخدوه في الاعتبار عند تفسيرهم للأحلام . والكتاب عباره عن 261 صفحة من القطع المتوسط.. وقد ذيل بقائمة بالمراجع والمصادر المستخدمة والتي تزيد عن مائة مرجع عربي وأجنبي ومترجم، كما يتضمن أهم النصوص الهيروغليفية والهيراطيقية المرتبطة بالموضوع.