ما المقصود بوجوه افتراضية؟ - هي سلسلة معارض بدأت من 2003 من غزو أمريكا لأفغانستان أنشأت معرضاً باسم حياة افتراضية عن علاقة غزو الناتو بالأفغانيين وعدم توازن القوة بين أمريكا والأفغان بعد أحداث 11 سبتمبر وقبل ذلك كان هناك معرض باسم «ذات العولمة» عن هذه الأحداث وفي عام 2004 معرض باسم «الواقع الافتراضي» عن غزو أمريكا للعراق واختلال موازين القوة وانقسام العرب والمسلمين عن انفسهم في حرب العراق. في شهر ديسمبر 2009 أقمت معرض شوارع افتراضية بدار الأوبرا بالقاعة الرئيسية وتحدث عن شوارع القاهرة التقليدية الشعبية ثم شوارع القاهرة الحديثة التي هي المولات بالسلالم المتحركة وبها كل وسائل الحياة التي تحولت إلي سوق وحياة ثم الشوارع الأرضية في مترو الأنفاق وكان هناك بداية لظهور قهاوي النت التي انتشرت وأصبح الإنسان يتواصل في أي مكان مع العالم الفضائي الإلكتروني وانتهاء التقاليد القديمة، ومن هنا ظهرت الشوارع الافتراضية وفي المعرض الأخير «وجوه افتراضية» ركزت علي الوجوه أو الناس والبشر الذين تعاملوا مع واقع حقيقي موجود لكنهم غير منتميين له ذلك في الواقع المصري، ان هناك انفصالاً بين الحياة الحقيقية بعد تزوير الانتخابات الأخيرة لمجلس الشعب وظهور دعوة للتوريث والتيارات القهرية مما أدي إلي تحول الناس إلي العالم الإلكتروني للتواصل أو لحياة موازية ونشأت الجماعات الافتراضية علي الفيس بوك مثل جماعة «كلنا خالد سعيد» و«كفاية» و«جماعة التغيير» و«حركة 6 إبريل» وغيرها هي جماعات افتراضية وتحولت إلي وجوه حقيقية عندما نزلت إلي ميدان التحرير في 25 يناير إلي أرض الواقع. هل تنبأت بالثورة؟! - قبل الثورة بأيام قليلة رسمت مجموعة لوحات بالأبيض والأسود تصور الشعب المصري وهو نائم علي الرصيف في حالة عري وبؤس في انتظار محطة الأتوبيس وفي أيديهم لافتة 2011 كنوع من التنبؤ أو الاستشراف والأمل. لماذا قسمت المعرض إلي الأبيض والأسود والألوان؟ - المجموعة الزيتية كانت في شهر أكتوبر ونوفمبر 2010 وأثناء عملي في هذه اللوحات قامت ثورة تونس وتابعتها بوسائل الإعلام وتأثرت بهذه الوجوه التي سئمت من التواصل مع الواقع الحقيقي وتحولت إلي الافتراضي وتحولت إلي أسطورة وفنجان وعادت إلي التواصل بالأساليب القديمة مثل التليفون اللاسلكي وانعزلت عن الحياة المعاصرة نتيجة الأسباب السياسية والاجتماعية والجزء الأبيض والأسود بعضها قبل ثورة يناير والآخر بعد الثورة عندما نزلت إلي الميدان في جمعة الغضب وشاهدت هذا الواقع ورسمت موقعة الجمل ولافتات إرحل والمنصة والشهيد والفتيات وهن يستعملن اللاب توب في التواصل والمنتقبات والمحجبات وجميع فئات الشعب الذي وجد في الميدان. لماذا استخدمت المرأة في جميع لوحاتك؟! - لأنها موجودة وفعالة في العالم الحقيقي ولأن هذه النقطة استوقفتني عندما نزلت إلي الميدان فوجئت بهذا الكم الهائل من السيدات والفتيات سواء مسلمة أو مسيحية باختلاف أعمارهن ومعهن أطفالهن في مرحلة الرضاعة والرعاية ورغم ذلك تواجدن بالميدان للتعبير عن الوحدة الوطنية ومدي تماسكهن وكيف صنع نوعا من الاعتصام الاجتماعي فالمرأة أثرت في الثورة وهي من عوامل نجاحها. تستخدم أي أسلوب في أعمالك؟! - أنتمي إلي المدرسة التعبيرية «السريالية» ولكن بعض النقاد غير مصريين صنفوا أعمالي بأنها لا تنتمي إلي التعبيرية أو السريالية وانها مدرسة خاصة بي، لكن هذا أسلوبي من السبعينات وهو الأبجدية والتعبيرية الفرعونية والشعبية الخاصة بي. هل الفن التشكيلي عبر عن الثورة من وجهة نظرك؟! - الثورة وليد جديد والذي يعبر عنه الآن هو انفعالات، وعبرت في معرضي الأخير عن الثورة بالأبيض والأسود لأنني إذا نفذتها بالألوان ستأخذ وقتاً طويلاً ففضلت تنفيذها بالأبيض والأسود. هل الفن التشكيلي له دور في تحقيق أهداف الثورة؟! - طبعا شأنه شأن كل الفنون، مثلا عبرت عن تزوير الانتخابات أيام السادات في لوحة بعنوان «أمون رع يدلي بصوته في الانتخابات» ومنعت من العرض لكن باحتجاجي يوم الافتتاح تم عرضها، ودور الفن التشكيلي هو التعبير عن الثورة بكل صراحة ووضوح حتي تظهر للعالم وللأجيال القادمة وتخلدها.