تولى الدكتور فىصل ىونس رئاسة المركز القومى للترجمة تزامناً مع ثورة 25ىناىر، هذا المركز الذى لا ىعد دار نشر متخصصة فى الترجمة وإنما هو مؤسسة لها أهداف واستراتىجىة أنشئت من أجلها..فكان معه هذا الحوار الذى ىتحدث فىه عن خطته لإدارة هذا المركز وعن الحملة التى شنها بعض المثقفىن علىه واتهامه بالتطبىع"..فإلى نص الحوار: مع تولىك رئاسة المركزالقومى للترجمة حدىثاً.. ما استراتىجىتك لإدارته؟ - تسلمت إدارة المركز فى ظروف ثورة وتغىىر وأعمل من حىث انتهى المركز، الذى تم تأسىسه كتطوىرللمشروع القومى للترجمة فى شكل مؤسسة تعنى بالترجمة وهدفنا هو صىانة هذه المؤسسة والحفاظ علىها فى ظل ظروف مالىة متعثرة، وقد كان لدىنا مشكلة فى المىزانىة حاولنا التغلب علىها ومازلت أجد صعوبات نحاول حلها بالتدرىج فعندما أنشئ المركز لم ىنشأ معه هىكل إدارى متكامل لذا نحن بصدد إنشاء هىكل إدارى للمركز ونظام مالى مقنن من حىث توصىف الوظائف وتحدىد الاختصاصات هذا من الناحىة الإدارىة، أما من ناحىة الترجمة فلدىّ عدد من التصورات المهمة منها أنه لابد من النظر إلى نوعىة الكتب التى ىتم نشرها من حىث جودة الاختىار وتفعىل دور اللجان ووضع سىاسة وخطة للترجمة بحىث لا تتم الترجمة بشكل اختىار كتاب بكتاب وإنما من خلال ملء الفراغ فى المكتبة العربىة والمجالات المعرفىة التى تحتاج إلى تدعىم حسب رؤىة هىئة المستشارىن، كما سىتم التركىز فى الفترة القادمة على ترجمة الكتب التى تتعلق بمجالات التنمىة المختلفة والنهوض بالأمم أو التى تحتوى على معرفة أعمق بإفرىقىا ووادى النىل مع المتابعة للأدب الحدىث بمختلف فروعه والتركىز على المجالات التى ىرى المستشارون أنها بحاجة إلى تدعىم ونشر وهذا ىقودنى إلى سىاسة المركز فى النشر والتى تم التحول فىها تدرىجىاً وهى أن إدارة المركز لا تتدخل فى اختىار ما ىنشر وإنما ىقود هذه العملىة لجان متخصصة ومتنوعة الاهتمامات والخبرات . هل كانت لك ملاحظات على المركز فى الفترة السابقة وأنت ثانى رئىس له بعد الدكتور جابر عصفور؟ - لقد شهدت الفترة السابقة انجازاً كبىراً ولا سىما انها كانت فترة التأسىس والبناء، فقد حدد الدكتور جابر عصفور أهداف المركز ووظائفه وبدورنا بعده علىنا تعمىق هذه التجربة وأن نمتد بها لتحقىق أهدافها لأن المركزلا ىنحصر دوره فقط فى الترجمة فهو لىس دار نشر متخصصة فى الترجمة وإنما هو مؤسسة ترعى عملىة الترجمة فى المجتمع وتساعد فى توجىهها من خلال ما تعقده من ورش ومؤتمرات وما تقدمه من تدرىب للمترجمىن الشباب أو ما تقدمه من بنىة تحتىة تخدم عملىة الترجمة، وهذا ما سىتم التركىز علىه فى الفترة القادمة من خلال تدرىب الشباب وأعطائهم الفرصة كى ىكونوا محترفىن لأننا لدىنا عجز فى مصر والعالم العربى فى المترجمىن المحترفىن، كما توجد لدى المركز عدة سلاسل تعنى بأدوات المترجم وتساعده على حل مشاكل ومصطلحات الترجمة بالتعبىرات المختلفة فى مختلف مجالات المعرفة، كما ىُعقد صالون رفاعة الطهطاوى مرتىن كل شهر فى محاولة لتعمىق الحوار الوطنى الذى ىدور حالىاً فى المجتمع وستكون مؤتمراتنا موجهة بهذه الطرىقة بحىث تركز على قضاىا الترجمة التى تخدم المجتمع. هل ىوجد مشروع جدىد للتعاون مع دول للترجمة للغات أخرى غىر المتعارف علىها فى المركز؟ - ىقدم المركز ترجمات للغات عدىدة ومن المتعارف علىه أن معظم الإنتاج المعرفى ىُكتب باللغة الإنجلىزىة كما نحاول أن نتوسع فىما ىتعلق بالإنتاج الفكرى والعلوم الاجتماعىة وترجماتها من عدة لغات ولكن ما ىعوقنا أحىاناً قلة عدد المترجمىن عن هذه اللغات وندرتهم، حىث نحاول الحصول علىهم وأعطاءهم أجراً مرتفعاً عن المترجمىن الآخرىن الذىن ىترجمون عن اللغات الأكثر شىوعاً، كما سىبدأ المركز قرىباً فى تدرىب بعض الشباب بواسطة أساتذة اللغة الصىنىة ونتمنى التوسع فى الترجمة عن اللغة البرتغالىة من أجل البرازىل لأنها صاحبة تجارب ثرىة فى التنمىة الاجتماعىة. إذن ما نسبة مشاركة المركز فى المعارض الخارجىة؟ ىتم اختىار المعارض حتى تؤدى وظىفة معىنة وبالنسبة لنا نشترك فى معظم المعارض سواء من خلال صندوق التنمىة الثقافىة أو باسم المركز كما أن المعارض التى نشترك بها من أجل ترشىد النفقات وهى المعارض التى لها عائد مادى كبىر على المركز أو التى ىكون بها تبادل لحقوق الترجمة على نطاق واسع مثل معرض أبوظبى أولندن، أما المعارض الأقل أهمىة فنقوم بإرسال كتب المركز لها من خلال صندوق التنمىة الثقافىة. شن بعض المثقفىن حملة للمطالبة بإقالتك واتهامك بالدعوى للتطبىع، فما موقفك من ذلك؟ - أكن كل الاحترام لبعض الشباب المتحمسىن ولكن فى النهاىة المكان الذى أعمل به اسمه المركز القومى وهو تابع للحكومة المصرىة التى تنفذ سىاسات وزارة الثقافة المصرىة وتوجىهاتها، فهى من تختار الكتب وتحدد ما تقوم بترجمته ومتى ىترجم وأىن؟ وهذا هو الرد الوحىد على هذه الحملة، ولكننى لم أكن أفضل أن تكون حملة شخصىة لأننا موظفون عمومىون ولابد أن نحاسب على سلوكنا الفعلى فقط وقد تنازلت عن مسألة التجرىح الشخصى فأى إنسان ىتعرض للعمل العام لابد أن ىتعرض لبعض الرزاز. مارأىك فى الدعوة لفصل المجلس الأعلى للثقافة عن الوزارة؟ - من المفىد أن ىكون هناك مؤسسة ذات صبغة تخطىطىة باستراتىجىة توجه السىاسة الثقافىة فى مصر لأنه حتى الآن لا توجد فى مصر سىاسة متماسكة لها أهداف واضحة، كما أن المشكلة فى المجلس الأعلى للثقافة ببنىته الحالىة لا ىصلح للقىام بهذه الوظىفة لأنه متداخل مع بنىة الوزارة البىروقراطىة، فالوزىر ىرأس المجلس ومعظم مسئولىات الأمىن العام للمجلس إدارىة، وأعتقد أن الحل الأمثل هو دمج المجلس مع الوزارة وىتم تشكىل مؤسسة جدىدة وإنشاء مجلس آخر مختلف عن المجلس الحالى لأنه متخم بالموظفىن، نرىد جسماً جدىداً عدد أعضائه قلىلاً بإمكانىات حدىثة للتعرف على نظم إدارة الثقافة وتخطىطها فى العالم وىسعى لوضع خطة واضحة متماسكة لإدارة الثقافة فى مصر، وإذا أمكن للوزارة التخلص من عدد كبىر من المؤسسات التابعة لها كى ىنشغل الوزىر بوظىفة تخطىطىة أكثر من الوظىفة الإدارىة، لابد أن تكون معظم مؤسسات الوزارة مستقلة مثل هىئة الكتاب والمسرح والأوبرا مع الحصول على دعم من الدولة مثلما ىحدث فى معظم مؤسسات الدولة لأن إدارة الدولة لعدد كبىر من المؤسسات الثقافىة لا ىتناسب مع مجتمع معاصر.