لم تكن ليلة عادية تلك التي شهدتها أسرة المواطن (سمير ع م 52 عامًا) التى تعيش في حي الكوثر بمدينة أخميم محافظة سوهاج، فخلف أبواب منزله الهادئ ظاهريًا، وقعت جريمة هزت أركان العائلة وأسدلت الستار على حياة فتاة في ريعان شبابها بطريقة مأساوية. تلقى مأمور مركز شرطة أخميم، إشارة من المستشفى المركزي بوصول جثة فتاة تدعى (دنيا سمير 17 عامًا، عاملة بمصنع أحذية)، وبمعاينة الجثة، تبين أنها ترتدي كامل ملابسها، مع وجود سحجات واضحة في منتصف الرقبة من الأمام، بينما لم تُظهر الجثة أي إصابات ظاهرية أخرى. في البداية، حاول والد دنيا، أن يقدم لأجهزة الأمن رواية تبدو طبيعية للحادث، مدعيًا أن ابنته سقطت من أعلى درجات سلم المنزل، ما أدى إلى إصابتها التي أودت بحياتها، وأنه قام بنقلها على إلى المستشفى فى محاولة منه لاسعافها. لم تمر هذه الرواية مرور الكرام على أجهزة الأمن فى محافظة سوهاج، فسرعان ما توصلت التحريات المكثفة إلى أن ما جاء في أقوال والد الفتاة المتوفاة غير حقيقي، ومع تكثيف البحث والتحريات، انجلت الصورة الصادمة وهي أن الأم، (صفاء ع.م، 50 عامًا)، هي من ارتكبت الجريمة. بعد ضبطها ومواجهتها بالأدلة، انهارت الأم واعترفت بجريمتها البشعة، كاشفة أنها اعتدت على ابنتها "دنيا" بالسب والضرب، ثم خنقتها من رقبتها بيديها، وكان الغرض بحسب اعترافاتها، "تأديبها" بسبب شجار وقع بين "دنيا" وشقيقتها الصغرى "شادية" التى لم يتجاوز عمرها 11 عامًا، مؤكدة أنها لم تقصد قتل ابنتها الكبرى. بمواجهة والد المتوفاة بما جاء في أقوال زوجته، أقر بصحتها، مؤكدًا رواية الزوجة التي كشفت عن الأسباب الحقيقية وراء نهاية حياة ابنتهما، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيقات لكشف كل ملابسات هذه الجريمة المأساوية.