من أهم مشروعات الترميم التي تشهدها حاليا مدينة الأقصر مشروع تطوير طريق الكباش ذلك الطريق الذي يربط ما بين معبد الأقصر ومعابد الكرنك و الذي يأتي في اطار خطة تعاون بين محافظة الأقصر والمجلس الأعلي للآثار لتحويل الأقصر لمدينة أثرية عالمية. حيث كادت تختفي معظم معالم هذا الطريق المقدس لتظهر بدلا منه بيوت ومنازل عشوائية وأراض زراعية لتحجب عنا واحدا من أهم وأجمل الطرق الأثرية في العالم وتدفن تحتها تماثيل الكباش لتدمرها مياه ري الزراعات ومياه الصرف الصحي التي كانت تغمرها. مشروع تطوير وعن المشروع يحدثنا عطية رضوان رئيس الإدارة المركزية لآثارمصر العليا و الواحات بالمجلس الأعلي للآثار فيقول: طريق الكباش هو الطريق الذي يربط بين معبد الأقصر و معابد الكرنك و كان يقام فيه في عهد قدماء المصريين احتفالات عيد الاوبت السنوية لمعبد الأقصر يبدأ بزيارة الإله آمون في معبد الاقصر ثم التحرك في موكب في هذا الطريق ، يبلغ طول هذا الطريق 2700 متر و يوجد علي الصفين تماثيل الكباش التي كانت كلها تحت البيوت.. و قد جاء الاهتمام بضرورة تطوير منطقة طريق الكباش و ازالة التعديات الموجودة حول الطريق بعد زيارة الرئيس مبارك في نهاية عام 2009 و التي دعا بعدها بضرورة الكشف عن باقي طريق الكباش و تطويره لذلك بدأ العمل منذ ذلك الوقت علي قدم و ساق من أجل تطوير المنطقة تطويرا شاملا يشهده العالم كله و قد شهد هذا العمل التعاون الكبير بين محافظة الأقصر و المجلس الآعلي للآثار و الاهالي بشكل رائع فقد كان العمل مستمراً بالموقع علي مدار 24 ساعة و ها هو المشروع الان علي مشارف الانتهاء منه فيمكن الان أن نري معبد الأقصر من الكرنك علي مسافة 2700 متر دون أي عائق. صعوبات المشروع ويوضح رضوان أن هذا المشروع الضخم الذي يتم تنفيذه بطريق الكباش حيث تطوير و اعمال حفائر و ترميم لما يتم اكتشافه قابله العديد من المعوقات كان بالتأكيد اهمها و اولها امتداد العشوائيات و المنازل حول بل فوق المنطقة الاثرية و لكن تم توفير كل الامكانيات الممكنة سواء من جانب المحافظة او المجلس لحل هذه المعوقات دون اصابة الضرر بأحد من أهالي المنطقة ، فقد تم ازالة60 % من الاشغالات و التعديات التي كانت حول معبد الكرنك فيمكن منه رؤية معبد حتشبسوت بوضوح، بالاضافه لتحديد مبلغ 12 مليون جنيه لازالة البيوت و العشوائيات في منطقة جنوب شرق معبد الأقصر "امتداد نجع ابو عصبة "و ذلك لتوسيع البانوراما خلف معبد الأقصر فهو الامتداد الطبيعي له وسيتم عمل حفائر به و لكن بعد تنفيذ مشروع نقل المحور الرئيسي حيث أكد د. سمير فرج محافظ الأقصر بانه سيتم البدء في مشروع عاجل لنقل هذا المحور إلي مكان آخر بالاضافة إلي حل مشاكل بعض المناطق التي صعب التعامل معها و ازالتها و المرتبطة بالطرق الرئيسية و الكباري و كابلات التليفونات و الكهرباء حيث تم وضع المبالغ المناسبة لامكانية ازالتها و نقلها لأماكن آخري و احلال الكباري وانشاء كباري اخري بارتفاع لا يحجب الرؤية للبانوراما الاثرية للمنطقة . و يضيف عطية ومن اكثر التعديات خطورة في المنطقة التعديات الموجودة في احد معابد الكرنك و التي تمتد منذ مئات السنين لذلك جاء قرار من رئيس الوزراء بضرورة ازالة كل هذه التعديات و تعويض الأهالي بالمبالغ المناسبة، وتكوين لجنة للتعويضات لإزالة التعديات والعشوائيات حول المناطق الاثرية وتعويض أصحابها او المنتفعين بها وبالفعل بدأت المحافظة بالتعاون مع المجلس تنفيذ ذلك و سط ترحيب وتفهم و تعاون كبير من أهالي المنطقة الذين يدركون مدي اهمية مدينة الأقصر و الخير الذي سيعود عليهم بعد هذه التطورات بالمنطقة ، فقد تم إزالة ثلاثة مساجد و بناء ثلاثة بدائل في مكان آخر ، و هناك اتفاق لازالة الكنيسة الانجيلية الموجودة في طريق الكباش إلي بناء واحدة آخري في مكان آخر. اكتشافات جديدة ويقول رئيس الإدارة المركزية لاثارمصر العليا و الواحات إن طريق الكباش يعتبر رحلة رائعة لزائري المنطقة ربما لم يشاهده أحد في مكان آخر في العالم و قد تكثفت الجهود في الفترة الماضية لاكتشاف اثاره بالكامل خصوصا بعد إزالة التعديات و العشوائيات فتم اكتشاف جزء كبير منه حتي الان قد يصل ل 80 % و اكتشاف مقاصير به يتم ترميمها حاليا ، كما تم الكشف عن مجموعة كبيرة من تماثيل الكباش والتي كانت في الماضي تزين هذا الطريق ليصل إجمالي عدد التماثيل المكتشفة حتي الآن 650 تمثالاً من أصل 1350 تمثالاً ، بعض هذه التماثيل عثر عليها مهمشة إلي أجزاء حيث أعيد استخدام الطريق في العصور الرومانية وكذلك في القرون الوسطي يتم ترميمه أيضا حاليا ، كما تم العثور علي العديد من قواعد تماثيل الكباش ، بالاضافة إلي العثور علي مقياس للنيل رائع كان يستخدم لقياس اوقات الفيضان و الجفاف للمنطقة مشيد من الحجر الرملي وعلي شكل دائري ويحوي سلما حلزونيا يبلغ قطره سبعة أمتار ، وعثر بداخله علي مجموعة من الأواني الفخارية التي ترجع لنهاية عصر الدولة الحديثة، بالاضافة إلي اكتشاف أطلال مدينة سكنية كبيرة مشيدة بالطوب الأحمر، تعود إلي العصر الروماني، وتحتوي علي بقايا أفران لصناعة الفخار، واستراحات خاصة بالمراكب المقدسة لموكب الإله "آمون " في رحلته بين معبدي الكرنك والأقصر، بالإضافة إلي بقايا قناة مائية لري أحواض الزهور كانت موجودة أمام طريق الكباش، تتكون من أنبوب فخاري مكسو بالطوب الأحمر ، هذا إلي جانب أن معبد الأقصر له امتدادات حوله بالتأكيد ستكشف الاعمال الحالية بالحفائر عما هو جديد به خصوصا مع سهولة العمل بالمنطقة بعد إزالة كل التعديات . البانوراما الأخيرة مشروع تطوير طريق الكباش مشروع رائع ينضم لقائمة التغييرات التي حدثت بمدينة الأقصر و يعتبر نقلة حضارية بعد تطوير و إنارة البر الغربي حيث سيكون بانوراما طريق الكباش تمتد منذ ان يضع الزائر قدمه في المنطقة من كورنيش النيل فيستطيع ان يري بكل سهولة ووضوح معابد الكرنك من معبد الأقصر و اللذين سيتم انارتهما بالكامل بانارة تضاهي انارة البر الغربي بالاضافة إلي إعادة حديقة النباتات المصورة علي معبد الكرنك ذات محاصيل الزبيب التي اقامها الرومان في العصور الوسطي و سيتم اضافتها للبانوراما الاثرية ، و سيتم الانتهاء من المشروع يونيه القادم نهائيا و سيتم افتتاحه خلال 2011 حيث سيتم استغلال هذه الفترة لوضع اللمسات الاخيرة قبل الافتتاح الرسمي والذي سيشهده العالم كله من خلال احتفالية عالمية رائعة .