انتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة الميني ألبوم في ظل الركود الذي يتعرض له سوق الكاسيت بسبب قرصنة النت وحالة الركودالاقتصادي مما أدي ببعض المطربين باللجوء لها من باب التواجد والتواصل مع الجمهور. ولكن هناك البعض الآخر الذي يرفضها ويعدها تحايلاً علي الجمهور والساحة الغنائية. كما شبهها البعض بظاهرة السيت كوم باعتبار أن كلاً منهما يحمل مفردات جديدة..فكان هذا التحقيق للوقوف علي حقيقة الميني ألبوم.. في البداية تري الفنانة نادية مصطفي أن الميني ألبوم وسيلة فعالة يضمن من خلالها المطرب التواجد علي الساحة الفنية طوال الوقت خاصة في ظل الركود الذي يعاني منه سوق الكاسيت بعد انتشار المواقع الاليكترونية التي تتيح تحميل الألبومات الغنائية بالمجان وتتمني أن تخوض تلك التجربة قريباً سواء كانت عن طريق الميني ألبوم أو الأغنية السنجل أفضل من الغياب والسقوط في بئر النسيان والجلوس في انتظار تقديم ألبوم كامل يتكون من ثماني أوعشر أغنيات يستغرق عامين في تحضيره وفي النهاية لن يعرف أو يعيش منه سوي أغنيتين أوثلاث أغنيات علي الأكثر. فلماذا لا يكون التركيز علي هذا العدد من خلال ميني ألبوم يقدم للجمهور بتكلفة لا ترهق ميزانية المنتج؟ ولكن ينبغي علي المنتج في نفس الوقت أن يخفض ثمن الميني ألبوم طالما أنه لايحمل نفس تكلفة الألبوم الكامل لأنه علي المدي البعيد وعند انتشار تلك الأغنيات سيحقق أرباحاً كبيرة له. كما أنه سيتيح الفرصة لتقديم أصوات جديدة ربما كان تكلفة الألبوم الكامل عائق في طريقها. أما المطربة المغربية سميرة سعيد والتي تستعد لتقديم ميني ألبوم حالياً فتري أنها ظاهرة فرضتها الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها سوق الكاسيت في العالم العربي فقد أصبح الألبوم الكامل يتكلف كثيراً في المقابل لا يجني المنتج أي أرباح ، حيث يتم سرقة الألبوم قبل عرضه لذا لابد من الاستفادة بتلك الظاهرة الجديدة حتي لا يتكبد المنتج خسائر كثيرة. وان كان يحصر المطرب في اختيارات محددة وأشكال موسيقية قليلة حيث يجبر الألبوم الكامل المطرب علي التنوع نظراً لاحتوائه علي عدد كبير من الأغنيات. إهداء للجمهور علي الجانب الآخر يرفض المطرب السوري مجد القاسم ظاهرة الميني ألبوم بشكل قاطع ويعتبرها "ضحك علي الجمهور" لأنه يباع بنفس سعر الألبوم الكامل ولايحمل أي تنوع ولكنه يفضل الاتجاه للأغنية"السنجل" أو أن تُضع الأغنيتان أوالثلاث التي يضمهم الميني ألبوم في كوكتيل يضم أكثر من مطرب ولكل مطرب جمهوره ومن هنا يباع الكوكتيل بسعر الألبوم الكامل ويحقق رغبة الجمهور في سماع مطربهم المفضل كما يحقق التواجد للمطرب. والتنوع في الأذواق والأغاني عكس الميني ألبوم والذي سيحصرالمطرب والجمهور في شكل محدد ولن يشبع المستمع الذي اعتاد الاستماع إلي جرعة غنائية دسمة من مطربه المفضل. لذا أرفض الميني ألبوم ولن أفكر في تقديمه وأري أنه من واجب المطرب الذي يتجه لتلك الظاهرة أن يهديها للجمهور أفضل من التحايل عليه بثلاث أغنيات بسعر ألبوم كامل. كما أن هذه الظاهرة لن تقضي علي القرصنة لأنه من السهولة أن يتم تحميله أيضاً من النت بمجرد طرحه في الأسواق وستستمر القرصة ما لم يكن هناك وقفة عالمية للتصدي للقرصنة وسرقات النت. من جهة آخري وعلي العكس تماماً من الرأي السابق أعرب الفنان خالد عجاج عن سعادته بهذه الفكرة وتفكيره في تقديمها في المستقبل فهي غير مكلفة للمنتج أو المطرب وتجعل المطرب في تواصل مستمر مع جمهوره بشكل دائم أفضل من تقديم ألبوم كامل علي فترة طويلة. في حين أنه يمكنه أن يقدم ميني ألبوم مرتين في العام دون اجهاد لأحد.هي ظاهرة مفيدة للمطرب الذي يعرف كيف يستغلها ويقدمها بطريقة تضيف له كما ستساهم في إنعاش سوق الموسيقي. فكرة قديمة يعتقد الناقد الموسيقي أشرف عبدالمنعم أن هذه الظاهرة ليست وليدة اليوم ولكنها قديمة وتم تقديمها بشكل آخر في صورة الأغنية السنجل والعالم الغربي يعمل بها ولكننا في مصر اعتدنا علي تقديم شريط يضم أكثر من عشر أغنيات واستنزاف ميزانية المنتج وفي النهاية لا يحقق الكاسيت صدي فيما عدا أغنية أو اثنتين علي الأكثر. قديماً كانت الإذاعة تهتم بإذاعة الأغاني ويحدث تجاوب بينها وبين الجمهور ولكن مع دخول النت انتهي هذا التجاوب كما أن الجمهور لم يعد لديه القدرة علي شراء سي دي في ظل الظروف الاقتصادية الحالية فلديه أولويات أخري والمنتج لن يخفض سعره بالطبع وقد تحولت الموسيقي إلي صناعة تافهة ليس لها مردود ثقافي مما جعل الناس تعزف عنها كما أخطأنا عندما وضعناها في منطقة الرفاهية . وأري أن الميني ألبوم تحايل علي حالة عاجلة في السوق الغنائي ويعد النزع الأخير في سوق الكاسيت أو الشكل النهائي لفكرة الكاسيت. فقد تحولت الأمور الكترونياً وانتهي زمن الكاسيت كما انتهي الفيديو. لذا الميني ألبوم يمثل حلاً مؤقتا وليس حلا جذريا في سوق الكاسيت ولكن علي المنتج أن يخفض ثمنه حتي يحدث إقبال عليه كما أنه سيعوض خسارته منه عن طريق الحفلات الغنائية. موضة لن تستمر يؤكد الملحن هاني شنودة أن الميني ألبوم حل مؤقت لسوق الكاسيت لأن القرصنة قضت علي الإنتاج الغنائي وفي طريقها للقضاء علي الإنتاج السينمائي رغم أن مصر لها الريادة في هذين المجالين. والمطرب الشعبي لاخوف عليه من القرصنة لأنه بإمكانه أن يغني في الكباريهات علي العكس من المطربين الآخريين سيجلسون في بيوتهم وللأسف أن البطالة ستمتد لجميع من يعمل في الحقل الغنائي من ملحن وموزع وشاعر وغيره. كما يري أن الميني ألبوم لن يستمر كثيراً حيث ينظر إليه المنتج من منطلق أن الخسارة البسيطة في أغان قليلة أفضل من الخسارة الكبيرة في أغان كثيرة. علماً بأن الخسارة لن تثبت الاستمرار. ويعدالمنتج محسن جابر أول من طرح ميني ألبوم بعنوان "الكبيركبير"للمطرب والملحن عمرومصطفي بعدما أقنعه الأخير بفكرته عن طريق دراسة تسويقية شرح من خلالها مميزات الميني ألبوم حيث يري أن الميني ألبوم رد فعل طبيعي لحالة الكساد التي تسود سوق الكاسيت بهدف تقليل الخسارة التي يتكبدها المنتج لحين السيطرة علي سرقة النت وتحميل الأغاني بمقابل مادي. الشباب لن يتحمس لشراء أغنية مطربه المفضل طالما لديه مئات المواقع المجانية التي تتيح له تحميلها في أقل من خمس دقائق. لذا لابد من الاستفادة بتلك الظاهرة الجديدة ولن يكون هناك فرق بين طرح الأغنية من خلال ميني ألبوم أو ألبوم كامل وان كنت أري أنه من مصلحة المطرب طرح أغنيات منفصلة علي فترات متباعدة من العام أفضل من طرح ألبوم كامل خلال فترة زمنية واحدة لأن ذلك يخلق نوعاً من التواصل بينه وبين جمهوره.