تشهد الساحة الغنائية حاليا اتجاه بعض المطربين، خاصة ممن ابتعدوا عن الغناء فترة كبيرة الي المجال الديني وهجرهم لانواع الغناء الاخري خاصة العاطفي والتي كانت في فترة من الزمن لديهم بمثابة المسار الاول والاخير والذين نجحوا في بداياتهم، الا اننا نري كذلك في الفترة الاخيرة انهم قد يقطعون عزلتهم عن الاغنية بهذا الاتجاه الديني ليعودوا من بعده الي الاغنية العاطفية وغيرها، ولكن ما السبب وراء هذه العزلة والعودة بعدها لخط البداية؟! وفي ذلك يقول الموسيقار منير الوسيمي نقيب الموسيقيين بان هذه الظاهرة عادية حيث قد يلجأ المطرب الي الاغنية الدينية في هذه الفترة هروبا من انهيار سوق الكاسيت الذي لم يعد كما هو، او ربما تعود هذه الظاهرة الي حالة الاحباط التي يشعر بها المطربون والمطربات بسبب القرصنة علي الاغنيات من خلال الانترنت، وكذلك تخلي بعض شركات الانتاج عن تقديم البومات قوية قد تتعرض للخسارة بسبب ما تقدم من اسباب حيث تتجه الي الاغنية الشعبية والنجوم الشباب والذين لا يكلفون كثيرا في انتاج البومات لهم. وفي سياق آخر يقول الموسيقار حلمي بكر ان ما يفعله هؤلاء المطربون يعتبر سلوكا مماثلا لما تقوم به بعض الفنانات من ارتداء الحجاب ثم خلعه بعد فترة بالاضافة الي ذلك كثرة هؤلاء المطربين وان معظمهم قد صعد ليس لاسباب ابداعية، ولكن عندما لاقت اغنية دينية قدمها رواجا عالميا خاصة في سوق الخليج. وعلي النقيض من ذلك لم تلاق البوماتهم الرواج كما قدمها مطربوا الاغنية الدينية امثال سامي يوسف فهو معروف بهذا اللون من بداياته. ووجهة نظر اخري يطرحها د. جمال سلامة بأن المطرب يغني كل الالوان، حيث يتقبله جمهوره بمختلف الاغنيات التي يقدمها حتي لو تخصص في لون معين وكانت لديه اسبابه الخاصة الا ان الجمهور قد لا يتقبله في هذا اللون من الغناء الديني خاصة انه قد تكون له سابقة من قبل في تقديم الغناء العاطفي الامر الذي يراه الجمهور تناقضا يفشل حياله المطرب في مواكبة اللونين ويخلق الازدواجية غير المقبولة عنه لدي جمهوره. ويضيف ان مثل هذه الاتجاهات قد انتشرت حاليا خاصة في المواسم الدينية مثل رمضان ومن قبله المولد النبوي الشريف وغيرها من المناسبات الدينية التي يستغلها بعض المطربين لتحقيق رواج لما يطرحونه من اغنيات الا ان الجمهور قد لا يتقبله خاصة عند تغير مساره الذي الفه من خلاله غير ان هذا لا ينطبق علي حالات خاصة من الفنانين الذين يقدمون المضامين الغنائية المختلفة والتي يتقبلها الجمهور. ويضع د. جمال سلامة تفسيرا لذلك قائلا: انهم حاولوا واجتهدوا ولم يحققوا النجاح المطلوب في الاستمرار لذلك عادوا يتحسسون طريقهم علي استحياء وهذا السبب وراء انتكاستهم في طريق نجاحهم. ويتفق الموسيقار رضا رجب مع الموسيقار حلمي بكر في كثير من النقاط الا انه يري ان هؤلاء لا يمثلون ظاهرة، لانها اسماء تحصي علي اصابع اليد ولم يكن لهم المكانة المؤثرة بعزلتهم وتحولهم الي الاتجاه الديني حيث لم تتأثر الساحة الغنائية بمختلف الوانها بعد وجودهم ومن ثم فان الموضوع يكمن في افراد بعينهم اغلقت معظم شركات الكاسيت ابوابها دونهم، الامر الذي ادي الي تقلص انتاجهم، حتي اصبح من الصعب تواجدهم في سوق الاغنية لكنهم حاولوا الكرة، التي كانت ظروفها قاسية علي سوق انتاج الكاسيت والتي كانت احد اسباب اخفاقهم مرة اخري فالامر يعود في المقام الاول لتقبل الجمهور لاداء مطرب الاغنية الدينية ان يكون ذلك هو اتجاهه منذ بدايته والا يكون هذا الرجوع سعيا وراء المال او الشهرة.