كثيرا مايحدث هذا،نجم ما تحبه وتتابع أعماله وتعتبره الافضل،ثم يتغير رأيك فيه تماماً وتفقد احترامك له،أو علي الاقل تراجع نفسك في حبك وإعجابك به،بعد أن تستمع الي حديث تليفزيوني له أو تقرأ له حوارا مكتوبا،يتجلي فيه وياخد راحته، ويبدو علي سجيته، فتظهر حقيقة ثقافته المتواضعه ونفسه الخربه،ولكن أحيانا كثيرة يحدث العكس، أي تزداد إعجابا بالنجم عندما يتحدث، ويعلن عن أفكاره أو يسرد بعض تفاصيل حياته التي لم تكن تعرفها! من خلال برنامج "واحد من الناس" الذي يقدمه عمرو الليثي، تابعت لقاء له مع كريم عبد العزيز،وهو من قلائل النجوم الذين يتجنبون الظهور المتكرر في أجهزة الاعلام،بل يندر أن تتذكر له لقاءات تليفزيونية،وهذا ماكان يسبب لمن يحبونه حالة من الحيرة، وخاصة وأن غيره من النجوم يحترفون الظهور الاعلامي، بمناسبة ودون مناسبه، ويتباهون باستعراض جهلهم، في جميع المجالات، حتي تلك التي تتعلق بالفن الذي يتكسبون منه رزقهم،ونجوميتهم، بل ان هؤلاء يسرفون في الظهور الاعلامي بعد كل فشل فني يصادفونه، وكأنهم يتحدون مشاعر الناس! حقق كريم عبد العزيز مع فيلمه "ولاد العم" اعلي نسبة إقبال جماهيري وفني،تحدث لفيلم مصري خلال السنوات الثلاث السابقة، فالافلام المصرية، إما أن تحقق نجاحا فنيا علي مستوي النقاد والمهرجانات السينمائية، وإما أن تحقق إيرادات ضخمه،رغم ضعف مستواها الفني! أما ولاد العم للمخرج شريف عرفه،فهو استثناء من تلك القاعدة المجحفة، ومع ذلك فقد كان حوار كريم عبد العزيز في برنامج واحد من الناس بعيدا عن الغرور والادعاء، ومفعما بالدفء وخفة الظل بدون أي افتعال، وبدا أكثر رشاقه رغم اعترافه بحبه الشديد للطعام! وهي مشكلة يجب أن يواجهها بحسم، لأنها قد تؤثر سلبا في صورته كنجم شباك، ولأول مرة يتحدث كريم عبد العزيز عن حياته الشخصية، والالم الذي لازمه منذ الطفوله، نتيجة انفصال والديه! كما تحدث عن تصوره لمستقبله الفني،عندما يتقدم به العمر،وأبدي تفهما واستعدادا لتغيير نوعية أدواره بما يتفق مع كل مراحل العمر القادمة،وضرب مثلا بالفنان الراحل فريد شوقي الذي ظل نجما حتي آخر العمر، وكمال الشناوي الذي غير من أسلوب أدائه وفقا لطبيعه كل دور يقدمه!ربما لايكون كريم عبد العزيز واسع الاطلاع ولكنه،علي درايه بما يحدث في المجتمع من مشاكل ومتغيرات،ثم إنه يتمتع بميزة تنقص بعض زملائه، وهي أدب الحوار، وعدم الاساءة لفكرة أو منهج أو موقف، دون أن يكون ملماً بتفاصيله،ثم والاهم من كل مافات، أنه لايدافع عن تجاربه التي لم تصادف نجاحا، ولم يتهم في حياته النقاد بعدم الموضوعيه، لمجرد الاختلاف علي مستوي وقيمة أي من أعماله، تقدر تقول انه متربي كويس،بالاضافة لكونه موهوبًا ويتمتع بقبول رباني ونفس بعيدة عن الغرور، وإذا كنت لم تتابع حديث كريم عبد العزيز في برنامج "واحد من الناس" فيمكنك أن تدخل علي موقع "اليوتيوب" وتستمتع بالحوار الذي تطرق لقضايا الفن والسياسة وبعض الأمور الشخصية وتتأكد أن كريم عبد العزيز لم يلجأ الي الفزلكة وادعاء المعرفة ولكنه تحدث مثل أي واحد من الناس لديه قدر من الوعي والخبرات الخاصة والاهم من ذلك أنه أعاد الفضل لاصحابه دون أن يبدو وكأنه يتفضل عليهم وإذا قارنت بين حوار كريم عبد العزيز، وبين أي حوار آخر يظهر فيه أحمد السقا،فسوف تعرف الفرق بين نجم لديه حالة تصالح مع النفس، وآخر يدرك أن الايام القادمه ليست في صالحه لأنها سوف تكشف فقر موهبته وقلة وعيه وضعف إدراكه لما يدور حوله! بعض النجوم يكثرون من ظهورهم الاعلامي عند إحساسهم بالفشل،معتقدين ان الالحاح الاعلامي يمكن أن" يغلوش" علي الفشل أو يبدله نجاحا!والبعض الآخر يتعفف عن الافراط في الظهور، ولكنه ينتقي برنامج أو اثنين لهما شعبية ومصداقية لدي الجمهور ويظهر عليهم من خلاله، وهو مافعلته "مني زكي" حين استجابت لدعوة برنامج العاشرة مساء، وأطلت علي جمهورها من خلاله، وتطرق الموضوع لأحدث افلامها ولاد العم، ولكن الحديث عن الفيلم لم يستغرق كل مدة اللقاء،وكان أهم النقاط التي ناقشتها مني الشاذلي مع ضيفتها،هي كيفية تنمية قدراتها التمثيليه وكيفية إدارة موهبتها! وهو أمر يغيب عن ذهن معظم من يعملون في مهنة التمثيل، بل وفي كل المهن الاخري التي تتطلب تطويرا دائما لمستوي الاداء، والغريب ان بعض النجوم لايجدون حرجا في الاعتراف بأنهم لايتابعون إنتاج السينما العالمية، ولاالمحلية، وإذا "زنقتهم" في السؤال، ربما تفاجأ بأنهم لايشاهدون إلا الافلام التي تعرض علي القنوات الفضائية، أي بعد إنتاجها بثلاث سنوات علي الاقل! ولن تجد من بينهم من يحرص علي متابعه المهرجانات السينمائية، وإذا حدث وتم دعوته لحضور مهرجان ما، فسوف يكتفي بالظهور في حفلات الافتتاح فقط، أما الأفلام المعروضة، فإنه يهرب منها وكأنها عفريت يطارده،و خلال أكثر من عشرين عاماً قضيتها في حضور مهرجان "كان" السينمائي لم أصادف من نجوم مصر،من هو أكثر حرصا علي متابعه الافلام، من الفنان محمود حميدة، الذي يعتبر ان حضوره المهرجانات السينمائية جزءا من مهنته، ومن تدريبه الشخصي لتنمية موهبته وأدواته،بل إنه الوحيد الذي بدأ فكرة السفر الي أمريكا للالتحاق بمعهد لتدريب الممثل،ثم عاد ليطبق فكرة إنشاء معهد تدريب خاص مع د.عبد الهادي الذي كان له فضل تدريب عشرات المواهب الشابه، وإعدادهم للوقوف أمام الكاميرا،ولذلك فربما يكون الفنان محمود حميده هو الوحيد من بين النجوم الكبار،الذي يدهشك مع كل دور يقوم بأدائه، وتبدو موهبته وكأنها مثل شجرة تجدد أوراقها بشكل مستمر،بينما أصاب الجمود والتكاسل غيره من النجوم! والذين أبدوا دهشتهم وحيرتهم من أن تقوم فنانة مثل "مني زكي"، بالسفر الي أمريكا للحصول علي دورة تدريبية في فن الاداء، لم يلحظوا قدر التغير والتطور في اسلوب إدارتها لموهبتها وثقتها في نفسها التي ظهرت من خلال اختيارها لنوعية ادوارها،وخاصة في فيلم "احكي ياشهرزاد" ثم فيلمها الاخير "ولاد العم" حيث وقفت بثبات أمام طغيان حضور "شريف منير" من ناحية، وبريق نجومية كريم عبد العزيز وأدائه السلس من ناحية أخري! وفي الوقت الذي ازدادت فيه قامة مني زكي ارتفاعا، كانت موهبة بعض الزميلات في حالة خفوت وانكسار! نجاح فيلم ولاد العم لم يأت من فراغ ولاهو ضربة حظ، ولكنه نتاج حالة من الوعي والإصرار الفني لمجموعه من أصحاب الموهبة "كل في مجالة " اجتهدوا في عملهم فكان النجاح حليفهم!