يطل علينا هذا العام بثمانية مسلسلات منها اللص والكتاب وماما في القسم وفرح العمدة هو نجم له مذاق مختلف، استطاع أن يعمل علي المزج بين موسيقانا الشرقية والموسيقي الغربية ليقدم لنا توليفة جديدة من الموسيقي استطاعت أن تجد طريقها لقلوبنا بمنتهي السهولة، وذلك لعذوبتها والتلقائية الشديدة اللتين امتازت بهما، وهذا ليس بغريب علي الموسيقار محمود طلعت الذي استطاع أن يترك لنفسه علامة مضيئة علي كل عمل يقدمه، واحتل عرش الموسيقي التصويرية للمسلسلات والأفلام في الأونة الأخيرة، واقترن رمضان بمحمود طلعت والدويتو الرائع الذي يشكله مع العبقري أيمن بهجت قمر، لذلك ظهر مدي التناغم والانسجام بينهما، ونحن مع محمود في هذا الحوار يحكي لنا عن رحلته مع الموسيقي التصويرية في المسلسلات والأفلام وسر الكيميا الجميلة التي تجمعه بأيمن بهجت قمر. بداياتك الفنية كيف كانت؟ - أنا عاشق للموسيقي منذ طفولتي، كنت أعزف الأورج وعمري 9 سنوات، وتعلمت الموسيقي في المدرسة، ولكني التحقت بكلية التجارة، وبالرغم من رغبتي في الدراسة في معهد الموسيقي العربية إلا أن الروتين والعراقيل حالت دون ذلك، فاستعضت عن المعهد بدراسة المزيد من كورسات الموسيقي، إلي أن اشتركت أثناء دراستي في إحدي الفرق الموسيقية وبعدها كانت بدايتي الحقيقية عندما قدمت إحدي الأغنيات لفارس في ألبوم «سوسنه» وهي أغنية «وعدت قلبي» من كلمات محمد القصاص وتعرفت في هذا الألبوم علي أيمن بهجت قمر والذي كان يتعاون مع فارس أيضا، ثم دخلت بعدها مجال الموسيقي التصويرية في فوازير وبرامج art مع أيمن أيضا، إلي أن كانت الانطلاقة في مسلسل «الوتد» من إخراج أحمد النحاس، ولم أكن أتخيل ذلك النجاح المذهل الذي حققه هذا المسلسل، إلي أن جاءت نقطة التحول في حياتي أنا وأيمن من خلال مسلسل «الشيخ الشعراوي» وأغنية «أمين يارب العالمين» غناء محمد فؤاد. كيمياء ما سر الكيمياء التي جمعتك بأيمن بهجت قمر وخصوصاً أن مدة التعامل بينكما حوالي 15 سنة؟ - لا يوجد سر، ولكن أنا وأيمن تجمعنا حالة من التفاهم الفني وتقارب في وجهات النظر وراحة نفسية، فقد عملنا «كاسيت» مع بعض واتجهنا للموسيقي التصويرية أيضا معا من خلال العديد من المسلسلات منها «الوتد»، «المزداوية» «شيء من الخوف»، بالإضافة إلي حبي لكلمات أيمن لأنها تميل للبساطة وأنا أحب ذلك ولا أحب التعقيد، رغم أني في بداياتي كانت عندي خطوط موسيقية معقدة، لكن بعد ذلك اتجهت للبساطة لأنها تعبر عن طبيعة شخصيتي الحقيقية. من هم الشعراء الذين تفضل التعامل معهم بخلاف أيمن؟ - الشاعر حسن عطية، وقد تعاونت معه في مسلسل «عصابة بابا وماما»، وفيلم «أسد وأربع قطط»مع هاني رمزي، وكذلك إبراهيم عبدالفتاح، وهما لهما نفس سكة أيمن وهي البساطة، وكذلك الشاعر العظيم سيد حجاب وتعاونت معه في مسلسلات «بنت بنوت»، «وجع البعاد»، «علي نار هادية». ما اللغة التي تحب الاعتماد عليها في الموسيقي التصويرية؟ - عندما أقوم بوضع موسيقي لعمل درامي لابد أولا أن أحدد طبيعة العمل الدرامي، وأضع اللغة الموسيقية حسب شخصيات العمل ما الذي ساعد علي تشكيل ثقافتك الموسيقية وجعلك تعمل علي التركيز في مجال الموسيقي التصويرية؟ - أنا من عشاق سيد درويش ومحمد فوزي، كذلك بليغ حمدي، وبالرغم من إني لست من مدرسته لكني أحبه، فقد استطاع أن يقدم كل الأشكال الموسيقية وقد قمت بذلك أنا أيضا، فقدمت الشكل الديني في أغنية «آمين»، والصعيدي في «أزهار» والرومانسي «بعد الفراق»، والفلاحي وغيرها، وبليغ حمدي قدم نفس الكوكتيل، وهذا ما ميزني عن غيري في مجال الموسيقي التصويرية وفضلت أن استمر فيها. إلي أي مدرسة تنتمي في الموسيقي التصويرية؟ - مدرسة علي إسماعيل، بالإضافة إلي كوكتيل من بليغ وسيد درويش ومحمد فوزي، ولكن الاستفادة التي حصلت عليها من إسماعيل أني أصبحت أصنع تيمة للفيلم بحيث يصبح هناك توحد بين الموسيقي والشخوص وبالتالي لا يوجد ملل وذلك من خلال التنوع في الجمل الموسيقية نفسها. معني المؤلف الموسيقي دائماً ما توزع لنفسك فلماذا ألا تفضل التعامل مع موزعين لألحانك؟ - أغنية «فارس» في بداياتي هي الأغنية الوحيدة التي وزعها لي موزع وهو طارق مدكور، وبعد ذلك أصبحت أوزع عملي بنفسي، لأن معني مؤلف موسيقي أن يكون ملحنا وموزعا في نفس الوقت، لأنه في الموسيقي التصويرية لا ينفع أن يأتي موزع لتوزيع ألحاني علي مشهد معين. ما الفرق بين الملحن والموزع؟ - الملحن يضع النغمات لكلام الشاعر بصرف النظر عن الموسيقي التي حوله، لكن الموزع هو الذي يقوم بتوزيع المهام الموسيقية علي الآلات مثل الكمانجات والبيانو والدرامز، لذلك فإن الموزع والملحن والشاعر ومعهم المطرب كلهم يتعاونون مع بعض لإنجاح العمل الفني. ولماذا لم تستمر في التأليف وخصوصا أنه كانت توجد تجارب لك في هذا المجال؟ - لأن صاحب بالين كداب، فأنا أفضل التركيز في مجال الموسيقي التصويرية في المسلسلات، واتمني التواجد بشكل مكثف في السينما أيضا. لماذا لم تفكر في الغناء علي الرغم من حلاوة صوتك؟ - هذا شيء يتطلب مجهوداً في التفكير والابتكار، علي الرغم من أن الجمهور سمع صوتي في برنامج صوتين وغنوة لحلمي بكر وأشادوا به، لكنني لا أفكر في الغناء، وأفضل أن أنجح كملحن وموزع وأهم من ذلك الحفاظ علي هذا النجاح. ما الأصوات التي ترتاح للتعامل معها؟ - مدحت صالح وتعاونت معه في (سكة الهلالي وعباس الأبيض) وكذلك علي الحجار وهو من الذين وقفوا بجانبي في بداياتي حيث تعاون معي ووافق علي غناء تتر مسلسل «المزداوية» من ألحاني، وأشعار أيمن، وكذلك مسلسل «العصيان» وجع البعاد، عفريت القرش، ومن المطربات جنات، حنان ماضي، نانسي عجرم وقدمت معها تجربة رائعة في ابن الأرندلي. مشكلات وحلول هل تجد أن الملحنين والموزعين حاصلون علي حقوقهم المادية والمعنوية؟ - بصراحة نحن لا نحصل علي حقوقنا المادية، وبالفعل قمنا بعمل احتجاج ضد جمعية الملحنين والمؤلفين، وقمت بعقد اجتماع في الاستوديو الخاص بي وحضره أغلب الشعراء والملحنين المنتشرين الان وعلي الرغم من ذلك فإننا أقل طرف يحصل علي المال ولا نعرف السبب، وفي نفس الوقت لم نتوصل لحل مع جمعية المؤلفين والملحنين، ولكننا نحاول هذه الأيام مخاطبة الجمعية الأم في فرنسا. ألم تتوصلوا لحلول؟ - لا أبداً، لا توجد حلول جذرية، فيكفي أن قنوات النايل سات لاندفع شيئا من حقوق الملكية الفكرية، فمجرد إحساسنا بأن حقنا مهدر يغمرنا بإحساس قاتل. لماذا لا تحب التعامل مع النجوم في الألبومات الخاصة بهم؟ - أنا لا أرفض ذلك، ولكن الفكرة أن الموسيقي التصويرية تأخذ كل وقتي، وليس باستطاعة أحد القيام بها، فكوني أضع موسيقي لثلاثين حلقة فهذا جهد كبير، بخلاف أن الأغنية في المسلسل تأخذ شهرا ونصف الشهر مثل أغنية «متخافوش» مع كوثر مصطفي فأنا أعشق عملي وأحب دائماً أن يظهر علي أكمل وجه، ولكن هذا العام قدمت أغنية سنجل في أول تعاون لي مع بهاء الدين محمد وريهام عبدالحكيم وقد حصلنا علي الميكرفون الذهبي. هل يضايقك الإسفاف في الفضائيات لذلك لا تفضل التعامل في الألبومات؟ - بالعكس لأني لو تعاملت في الألبومات فسوف أتعامل مع أشخاص محترمين وهم كثيرون مثل أنغام، شيرين، أما عن الفضائيات فأنا لا أشاهدها وتخيلي إني لا أعرف معظم هؤلاء المطربات أصلا، لأنهن يعتمدن علي العري للفت النظر ويغنين بأجسامهن فقط ولا يملكن أصوتا من أساسه، واتمني أحيانا أن اطلق الرصاص عليهن من رداءة أصواتهن. ما أسباب انهيار الصناعة؟ - السبب الرئيسي قرصنة النت، والتي أدت لانهيار شركة روتانا، والتي بدأت في تصفية 80% من المطربين عندها وكذلك عالم الفن ونصر محروس، ولا يوجد حل لتلك القرصنة غير تدخل وزير الثقافة ووزير النقل والموصلات ولكنها أصبحت شيئا عالميا وهذه ضريبة «العولمة»، ولكن لابد من تدخل المسئولين للسيطرة علي مواقع ومنتديات النت، فلابد من وجود رقابة، لأن هذا يعني أنه سيجيء الوقت الذي لن نجد فيه من يغني ولا من ينتج، ومن يقدم الآن أغنية سنجل لن يستطع تكملة الألبوم لحجم الخسارة التي يتعرض لها. هل يوجد مجال للمنافسات بينكم كملحنين وموزعين؟ - ننافس بعضنا منافسة شريفة، وكما يوجد حاليا دويتو بيني وبين أيمن، كان يوجد من قبل دويتو بين عمار الشريعي وسيد حجاب. يتربي في عزو لماذا لم تقدم سي دي عليه مقطوعات موسيقية بعد سي دي «يتربي في عزو»؟ - لقد وضعت ثلاث أغنيات مع يتربي في عزو، وبالفعل أتمني طرح سيديهات أخري مثل عمار الشريعي، وعمر خيرت لأن هذا سيضاف إلي تاريخي، وقريبا سأطرح سي دي ابن الأرندلي، بعد الفراق، إلي جانب مقطوعات موسيقية أخري، وسوف استعين بعازفين أجانب في تلك المقطوعات. هل الوصول للعالمية يأتي بالاستعانة بالأجانب؟ - ليست العالمية، ولكني استعين بالأجانب لادخال آلات جديدة علي موسيقاي ولا يستطيع العزف عليها إلا هم، مثلما قدمت ذلك في مسلسل سكة الهلالي واستعنت بمزمار هندي، ولكن أريد الاستعانة بهم أيضا في حفلات «Life» اتمني القيام بها قريبا وتكون علي غرار حفلات الملحن «ياني»، ولكن للأسف تلك الحفلات تحتاج إلي مزيد من التفرغ. هل أنت مع أم ضد الموسيقي الاكترونيك؟ - لست ضدها، لأننا لن نسمع موسيقي شرقي طوال الوقت فنحن في عام 2010، ولكن لو استطعنا عمل توليفة من الآلات الشرقية مع المودرن مثلما أقدم أنا ذلك في ألحاني فهذا جيد، لأننا يجب أن نحافظ علي هويتنا الشرقية ولكن بطعم الحداثة. وما تعليقك علي من يقوم بسرقة الألحان الغربية؟ - هو مجرد شخص يريد الاستسهال وعنده نوع من الكسل، حتي لو كان هناك حدود لما يسمي بالاقتباس، ولكنها سرقة، فلماذا لا يتعب هذا الملحن ويقوم بعمل موسيقي خاصة به، فنحن لم نسمع قط أن محمد فوزي سرق لحنا، فالموسيقي الغربية جميلة، لكن لها ناسها، ولكن تجدين مثلا حميد الشاعري استطاع أن يأخذ روح الموسيقي الغربية بطعم شرقي وقدم موسيقي الجيل التي لاقت نجاحا منقطع النظير في مصر والعالم العربي، وأصبحنا نسمع حميد بدل من الأغاني الأجنيية، وللعلم فحميد لم يسرق ألحان أحد قط. ما طموحك في مجال التلحين والتوزيع؟ - أحافظ علي نجاحي واستمر فيه، فأنا أذاكر طوال الوقت واستفيد من خبرات السابقين.