صورة أرشيفية للرئيس الأميركي باراك أوباما أثناء زيارة سابقة لمصر الجريدة – قالت مارينا اوتاواى رئيسة برنامج الشرق الأوسط فى معهد كارنيجى للسلام الدولى فى واشنطن، "من الواضح أن الإخوان المسلمين الآن القوة الوحيدة على الأرض"، وعلى المسؤولين الأمريكيين التحدث إليهم." وأكدت "اوتاواى" في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس" أن إدارة الرئيس السابق جورج بوش كفت عن الحديث عن برنامجها لتشجيع الحرية والديمقراطية بعدما فاز مرشحون مدعومون من الإخوان المسلمين ب 20% من مقاعد البرلمان فى انتخابات 2005. وأضافت أن إدارة بوش أقرت بشكل أساسى صحة خط مبارك بأن الإخوان المسلمين والناشطين الإسلاميين المرتبطين بهم يشكلون تهديدًا لمصر ولاستقرار المنطقة مع أنهم تخلوا عن العنف منذ عقود. وأكدت اوتاواى أن الولاياتالمتحدة دعمت مبارك فى قمعه الإخوان المسلمين. وأضافت أن مسؤولين أمريكيين رفضوا دعوات، لحضور اجتماعات مع مجموعات عربية إسلامية بينها الإخوان المسلمين المصريين بعد انتخابات 2005. وتابعت اوتاواى: "بالنسبة للولايات المتحدة، ومد يدها الآن للإخوان المسلمين فهى خطوة كبيرة، خطوة كان يجب أن تتم من قبل لكن الولاياتالمتحدة قاومتها". وأضافت "إنه تغيير هائل وهم يفعلون ذلك لضرورته". من جهته، قال المحلل ناثان براون الأستاذ فى جامعة جورج واشنطن إن الإخوان المسلمين أصدروا إشارات مطمئنة كافية لتعزيز الارتياح لهم فى الولاياتالمتحدة وتبرير الاتصالات. وأضاف أن الإخوان المسلمين يعترفون أيضا بواقع أن الولاياتالمتحدة تبقى لاعبًا دبلوماسيا مهما عليهم العمل معها. وفي المقابل يرى "براون" الإخوان جماعة منظمة محافظة جدًا اجتماعيا وسياسيًا، وتثير القلق بشأن مكانة المرأة والأقلية المسيحية فى مصر. وأشار إلى أن موقفهم من اتفاقية السلام مع إسرائيل يبقى مصدر قلق كبير فى السياسة الخارجية. بينما رأى شبلى تلهامى أستاذ كرسى أنور السادات للسلام والتنمية فى جامعة مريلاند، أن الإخوان المسلمين لا يريدون زعزعة الوضع فى السياسة الخارجية أو إجراء تغييرات جذرية بينما يسعون إلى إصلاح الاقتصاد المتضرر جدا فى مصر. وأضاف أنهم يريدون أن تواصل مصر الحصول على المساعدة الأمريكية والأجنبية. ورأى أنهم سيكونون أكثر تجاوبًا مع الرأى العام مما كان عليه مبارك. ولكنه قال إنه إذا شنت إسرائيل هجوما على قطاع غزة كما فعلت فى 2008، فقد تتخذ مصر بقيادة الإخوان المسلمين موقفا "أكثر عدائية" حيال الدولة العبرية وإن كانوا لا يريدون إلغاء معاهدة السلام. من جهة أخرى، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الأحزاب الإسلامية ضمنت أغلبية مقاعد برلمان ما بعد الثورة، كما هو متوقع، الأمر الذى اعتبرته يمهد الطريق لعقد الصفقات السياسية المكثفة قبل بدء جلسات المجلس التشريعى الجديد. وأضافت الصحيفة، فى تقرير لها أمس، أن حزب "الحرية والعدالة"، الجناح السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، أصبح الآن أكبر قوة سياسية فى أول هيئة منتخبة منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسنى مبارك فى فبراير الماضى، مع عدم وجود حزب فائز بأغلبية مطلقة. ولفتت الصحيفة إلى أن المراقبون ينتظرون ليروا ما إذا كان حزب الإخوان المسلمين سيتحالف مع حزب "النور" السلفى أو مع الليبراليين واليساريين والوسطيين، مشيرة إلى أنه قد يضطر إذا فشلت فى الحصول على دعم من الليبراليين فى البرلمان، للتحالف مع "النور".