(رويترز) – تجددت صباح يوم الثلاثاء الاشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين في ميدان التحرير قبل ساعات من مظاهرات حاشدة دعا اليها النشطاء تحت اسم "مليونية الانقاذ الوطني"، لمطالبة المجلس العسكري بتسليم السلطة إلى مدنيين منتخبين. وفي الصباح الباكر من اليوم الثلاثاء هرول مئات المتظاهرين إلى شارعين يؤديان إلى الميدان محذرين زملائهم من قدوم قوات الأمن في الشارعين وسمع دوي طلقات خرطوش، كما أُطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع. وقال نشطاء أن قوات الأمن توقفت عن استهداف المحتجين لنحو ثلاث ساعات مرت هادئة على خط التماس بين الجانبين في شارع محمد محمود المؤدي إلى مبنى وزارة الداخلية. ومنذ شهور أصبحت وزارة الداخلية هدفًا للمحتجين الذين يطالبون باعادة هيكلة جهاز الشرطة.لكن نشطاء يقولون إنهم يحتشدون قرب مقر الوزارة لمنع القوات المنطلقة منه من معاودة اقتحام ميدان التحرير. وبدأت الاشتباكات التي تدخل الثلاثاء يومها الرابع على التوالي بين قوات الامن والمحتجين منذ يوم السبت بعد لجوء الشرطة إلى القوة لفض اعتصام في الميدان. ويطالب المعتصمون بحسب لافتة في وسط الميدان بتنحي المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن السلطة واستقالة حكومة رئيس الوزراء عصام شرف وتشكيل مجلس رئاسي مدني وحكومة انقاذ وطني "تمتلك كل الصلاحيات لادارة المرحلة الانتقالية". وكانت حكومة الدكتور عصام شرف طرحت أمس رسميًا استقالتها على مائدة المجلس العسكري، فيما لم تصدر أنباء نهائية عن قبول الاستقالة بعد، لكن مصادر إعلامية أكدت أن قبول الاستقالة من عدمه لن يغُني عن استقالة وزير الداخلية اللواء منصور العيسوي. وأعلن الدكتور عصام أبو غازي وزير الثقافة أمس الأول استقالته احتجاجًا على أحداث التحرير. ويهدد العنف في ميدان التحرير الذي كان بؤرة الثورة التي أسقطت الرئيس السابق حسني مبارك في فبراير بتعطيل أول انتخابات برلمانية حرة في مصر منذ عقود والتي من المقرر أن تبدأ جولتها الاولى في 28 نوفمبر. وقال مصدر بوزارة الصحة أن عدد المصابين منذ يوم السبت بلغ 1250 على الأقل لكن طبيبا يعمل في ميدان التحرير منذ يوم السبت قدر عدد المصابين بما لا يقل عن ثلاثة الاف.