المعارك التي اندلعت في المخيم عام 2007 أسفرت عن مقتل العشرات من صفوف الجيش والمسلحين لا تزال الأبنية المتصدعة في مخيم نهر البارد تشهد على الدمار الذي لحق بهذا المخيم في معارك الجيش اللبناني مع مسلحي فتح الاسلام عام 2007. لكن ورشة اعمار الجزء القديم الذي دمر بالكامل انجزت مرحلتها الأولى فعاد عدد من سكانه اليه. لكن العدد الذي رجع لا يتعدى نسبة خمسة بالمئة من سكان المخيم لان الاجزاء الباقية ما زالت تنتظر التمويل. والعودة إلى مكان السكن وهو مكان اللجوء الأول من فلسطين اختلط فيها فرح العودة إلى منزل في البقعة الجغرافية نفسها التى كان يسكنها العائدون ولكن بمنازل جديدة بعضها خسر ما نسبته عشرة بالمئة من مساحته بسبب حاجات البيئة. وفسرت هذه الحاجات وكالة الغوث التى تولت عملية إعادة الاعمار في اطار اكبر مشروع قطعا تنفذه منذ بدئها العمل في لبنان، على انها في اطار تحسين ظروف العيش. فالمخيم الذي دمر مكتظة شوراعه، وممراته ضيقة ، وبيوته لا تدخلها الشمس والهواء حت سيارات الاسعاف كان يتعذر مرورها. أما ترتيب المخيم اليوم فمختلف بحيث وسعت طرقاته وبنيت منازله بما يسمح بتسرب الشمس والهواء. لكن من خسر مساحة من مسكنه القديم لم يعجبه ما انتهى اليه الحال وهؤلاء نسبة لا باس بها من العائدين حتى الان. والاحتجاج على خسارة مساحات من المنازل القديمة هو ما يطالع اي زائر الى المخيم المرمم في جزئه الاول. أما عدد الذين نزحوا في الأساس فهم حوالي اربعين الف من رجع منهم لا يتعدى الألف وثمانمائة. وحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التى تتولى التنسيق مع الدول المانحة لتأمين التمويل فان المخيم قسم إلى ثماني مراحل انتهت المرحلة الأولى منه والثانية جار العمل عليها اما الثالثة والرابعة فالتمويل حتى الان غير متوفر لهما وكذلك بالنسبة للبقية. ويبقى اتمام العودة ومعرفة السنوات المطلوبة لاستكمال البناء رهنا بتأمين التمويل. ويتوقع نازحون يقيمون في منازل جاهزة متراصفة وضعت قرب المخيم القديم أن يمتد نزوحهم لسنوات طويلة في حين لا تجزم الوكالة بحتمية تأمين التمويل. وتقول إن المطلوب هو يقدر بحوالي مائة وتسعة وخمسين مليون دولار أما المبلغ المتاح وغير المؤمن حاليا لبناء المرحلتين الثالثة والرابعة فهو خمسة وسبعين مليون دولار. ويعتبر الوصول إلى هذا الجزء من المخيم غير مسموح إلا لحاملي التراخيص. فالجيش اللبناني يقيم عند مدخل المخيم حاجزا للتدقيق بهويات المارة بحيث لا يدخل المخيم الا سكانه في جزئيه القديم والجديد حيث وضعت فيه بيوت جاهزة لتجمع المئات من النازحين من المخيم القديم الملاصق. كما أقيم شريط حديدي شائك للفصل بين جزئي المخيم في اطار ترتيبات الجيش نفسها. وسيكون هذا المخيم الجديد هو المخيم الفلسطيني الوحيد على الاراضي اللبنانية الخالي من السلاح والوحيد تحت سيطرة مباشرة للجيش اللبناني الذي يواكب حركة اي داخل الى المخيم من غير سكانه وهو امر لا يتم الا استثنائيا لعدد من الصحافيين. وتشير اجراءات الجيش إلى أن هذه المنطقة ما زالت تعتبر منطقة عسكرية. وكانت معارك الجيش مع مسلحي فتح الاسلام الذين قدموا إلى المخيم وتمركزوا في مراكز فتح الانتفاضة قد انتهت إلى مقتل عشرات العناصر في الجيش الللبناني والعشرات من مسلحي فتح الاسلام. كما انتهت بعملية فرار جماعي تمكن خلالها مسؤول فتح الاسلام شاكر العبسي من الفرار إلى مخيم البداوي القريب ثم جرى تهريبه إلى سورية حسب القضاء اللبناني. أما عائلات عناصر فتح الاسلام فقد رحل عدد منهم إلى الأردن وسورية، وما يزال عدد من عناصر فتح الاسلام في السجون الللبنانية من دون محاكمة. وقد سبق لوزير الداخلية اللبناني آنذاك حسن السبع أن قال إن هذا التنظيم مرتبط بالمخابرات السورية في حين يشير القضاء اللبناني إلى علاقة هؤلاء بتنظيم القاعدة.