قرر الجيش اللبناني وقف إطلاق النار بمخيم نهر البارد بهدف إجلاء الجرحى وإدخال المؤن بعد أن أدى استمرار قصف جماعة فتح الإسلام بالمخيم إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى المدنيين. وقد جاء القرار في أعقاب التهديد الذي أطلقه المتحدث باسم فتح الإسلام بنقل المعركة إلى خارج طرابلس في حال استمر قصف الجيش اللبناني للمخيم. وأحكم الجيش اللبناني سيطرته على مداخل مخيم نهر البارد شمال لبنان بعد قصف مكثف للمخيم صباح اليوم أسفر عن مقتل أحد عناصر جماعة فتح الإسلام . وأشار أهالي المخيم – بحسب الجزيرة - إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى المدنيين ووصفوا الوضع الإنساني في المخيم بالخطير جدا بعد نفاد مياه الشرب والمواد الغذائية ومواد الإسعاف الأولي. وقد جدد الجيش اللبناني قصفه لمخيم نهر البارد مستهدفا ما يعتقد أنها مواقع لجماعة فتح الإسلام داخل المخيم لليوم الثاني على التوالي. وقصف الجيش اللبناني بكثافة أماكن يعتقد أن مسلحي فتح الإسلام يتحصنون فيها بجميع أرجاء مخيم نهر البارد مستخدما المدفعية والرشاشات الثقيلة.في حين تعالت المناشدات داخل المخيم لانتشال الجثث والجرحى. من جانبه قال مسؤول اللجنة الشعبية بمخيم نهر البارد أبو هشام ليلى إن المخيم يتعرض لقصف عشوائي أوقع قتلى وجرحى من المدنيين، ذاكرا خمسة أسماء للقتلى على الأقل. وأشار إلى أن خزانات المياه فوق أسطح المنازل قصفت جميعها مما تسبب بانقطاع المياه عن المخيم كما تضررت ثلاثة مساجد جراء القصف العشوائي للمخيم. وناشد أبو هشام الأطراف المعنية السماح لسيارات الإسعاف والإطفاء بدخول المخيم خصوصا وأن الحرائق اندلعت في بعض المنازل والمباني واصفا الوضع في المخيم بالسيئ جدا مع عدم وجود مواد غذائية ومياه. أما رئيس المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان محمود الحنفي فقال من داخل المخيم إن عائلة بأكملها سقطت تحت الأنقاض جراء القصف فيما تضرر مستوصف الشعبية الطبي. وأوضح الحنفي أن القصف منذ أمس أوقع 34 قتيلا و150 جريحا معظمهم من المدنيين مشيرا إلى أنه تم السماح بنقل 20 جريحا فقط للعلاج خارج المخيم ومشددا على ضرورة وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية. وفي السياق قال شاهد العيان فرحان عبدو من داخل المخيم إن الجيش اللبناني قصف حي الصفوة ومسجده بأكثر من 45 قذيفة خلال ساعة مما أسفر عن سقوط خمسة قتلى وعشرات الجرحى المدنيين. وتساءل عبدو لماذا يقصف الجيش اللبناني الأحياء السكنية والمستوصفات الطبية لمخيم مكتظ بالسكان مساحته لا تزيد على كيلومتر واحد في حين أن مواقع فتح الإسلام معروفة لديه وهي على أطراف المخيم وليس داخله. وفي السياق شدد ممثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في لبنان أسامة حمدان على ضرورة حماية المدنيين في المخيم واصفا الوضع الإنساني بالسيئ جدا ومطالبا بإجلاء الجرحى ونقل الجثث. وطالب حمدان بفتح طريق لعبور المدنيين ووصول الإمدادات لأهالي المخيم من ماء وغذاء، محذرا من أن هذا النوع من الضغط من شأنه أن يرتب تداعيات أخرى. ويأتي تجدد الاشتباكات بعدما أحكم الجيش اللبناني الليلة الماضية سيطرته على مدينة طرابلس شمال البلاد، واستعاد مواقعه على مداخل ومخارج مخيم نهر البارد بعد اشتباكات دامية أوقعت نحو 50 قتيلا من الجانبين في أسوأ اقتتال منذ الحرب الأهلية (1975-1989). وقد اتسعت دائرة العنف في لبنان ليلة أمس من طرابلس إلى بيروت حيث أدى انفجار عبوة قرب مجمع تجاري بحي الأشرفية إلى مقتل سيدة وجرح 12 شخصا. وطلبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر دخول المخيم، لكن القتال الشرس لم يمكنها من ذلك حسبما قالت المتحدثة باسم اللجنة فرجينيا ديلاغوارديا. وربط وزير الشباب والرياضة أحمد فتفت الذي كان يتحدث في مدينة طرابلس أمس بين الاشتباكات وما قال إنه مسعى لعرقلة خطوات إنشاء محكمة الحريري الدولية. من جانبها قالت جماعة فتح الاسلام في بيان لها إن الاشتباكات بدأت بشن الجيش اللبناني ما سمته هجوما لا مبرر له على مسلحيها في مخيم نهر البارد وحذرت الجماعة الجيش من عواقب استمرار ما وصفتها بأعمال استفزازية. من جهته ندد الرئيس اللبناني إميل لحود بشدة التعرض للجيش وللقوى الأمنية اللبنانية وشدد على وجوب اتخاذ كافة الإجراءات لردع المسلحين. وبدوره دعا رئيس كتلة تيار المستقبل النائب سعد الحريري أنصاره إلى التعاون مع القوى الأمنية الشرعية وتسهيل عملها.