واصل الجيش اللبناني صباح اليوم الخميس قصف مواقع يعتقد أنها لجماعة فتح الإسلام في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمالي لبنان بالقذائف الثقيلة وذلك بعد ليل من الاشتباكات العنيفة بين الطرفين تدخلت فيه للمرة الثانية المروحيات العسكرية. وجدد الجيش - بعد هدوء حذر استمر نحو ساعتين صباح اليوم – بحسب وكالة الأنباء الفرنسية- قصف مواقع فتح الإسلام خصوصا عند المدخل الشمالي للمخيم فيما اقتصر رد الجماعة على استخدام الأسلحة الخفيفة. وتدخلت مساء أمس الأربعاء مروحيات الجيش للمرة الثانية في المعارك فحلقت في أجواء مخيم نهر البارد الذي أنارته قنابل مضيئة وأطلقت نيران رشاشاتها فيما كان الجيش يستهدف مواقع فتح الإسلام عند المدخلين الشرقي والشمالي بمختلف أنواع القذائف. ويحاصر الجيش اللبناني عناصر فتح الإسلام داخل مخيم نهر البارد ويشتبك معها منذ 19 يوما بعنف حينا وبتقطع حينا. وعلى نفس السياق توعدت حركة فتح الإسلام بنقل القتال من مخيم نهر البارد إلى مناطق أخرى في لبنان وخارجه إذا لم يوقف الجيش اللبناني هجومه على المخيم. وقال القائد العسكري بالحركة شاهين شاهين – بحسب الجزيرة - إن مقاتليه سوف ينتقلون إلى المرحلة الثانية من المعركة في حال استمرار الجيش في قصف المدنيين وما وصفها بممارساته اللا إنسانية متعهدا بتوسيع المعركة إلى أجزاء أخرى من لبنان وصولا إلى بلاد الشام. وكان الجانبان قد تبادلا أمس الأربعاء إطلاق النار باستخدام القذائف المضادة للدروع والرشاشات الثقيلة في ساعات الصباح وقبيل الظهر. وأوضح متحدث باسم الجيش اللبناني أن من أسماهم الإرهابيين أطلقوا النار من أسلحة خفيفة صباح الأربعاء باتجاه مواقع للجيش. وأضاف أن إطلاق النار هذا جاء إثر عمليات قصف ليلية شنها الجيش على مواقع لفتح الإسلام التي أطلقت نيران رشاشاتها الثقيلة "على جنودنا المنتشرين حول المخيم". هذا وقد أعلن مصدر قضائي لبناني أمس الأربعاء أن القضاء اللبناني ادعى على 31 موقوفا غالبيتهم الساحقة من اللبنانيين بتهمة الانتماء إلى مجموعة فتح الإسلام . وأشار المصدر- بحسب فرانس برس- إلى أن القضاء ادعى كذلك غيابيا بالتهمة نفسها على لبناني موقوف في السعودية. وقد تم اعتقال غالبية الموقوفين خلال مداهمات نفذتها القوى الأمنية في شمال لبنان بعد اندلاع المواجهات التي شملت في يومها الأول طرابلس كبرى مدن شمال لبنان لتنحصر لاحقا في مخيم نهر البارد حيث يتحصن أفراد المجموعة المتهمة. كما تم القبض على بعضهم خلال محاولتهم الهروب من المخيم المذكور. وغالبية الموقوفين من اللبنانيين ومعهم سوريين إضافة إلى فلسطيني واحد. وأكد المصدر عدم وجود أي مواطن سعودي بين هؤلاء مشيرا إلى وجود ثلاثة سعوديين أوقفوا قبل نحو شهر ونصف للاشتباه بانتمائهم إلى فتح الإسلام. كما قتل أربعة سعوديين خلال المواجهات التي جرت بين القوى الأمنية وعناصر فتح الإسلام الذين كانوا متمركزين في إحدى أبنية طرابلس في 20 مايو. كذلك أفادت مصادر فلسطينية بأن عناصر من فتح الإسلام بدأت تسلم نفسها إلى حركة فتح الفلسطينية داخل مخيم البارد فيما انسحبت عناصر أخرى من المعركة وطالبت بضمانات محاكمة عادلة للتسليم. وقدرت المصادر الفلسطينية عدد المسلحين المتبقين لفتح الإسلام بنحو 75 عنصرا. وتقدر مصادر متطابقة عدد عناصر المجموعة قبل بدء الاشتباكات في 20 مايو بنحو 250 عنصر غالبيتهم من اللبنانيين إضافة إلى سوريين وفلسطينيين وسعوديين ومن جنسيات عربية أخرى. ويتهم لبنان المجموعة بأعمال مسلحة وتصفية 27 جنديا في 20 مايو إما في مراكزهم أو خارج الخدمة ويطالبها بالاستسلام. كما أسفرت الاشتباكات بين الجيش والجماعة طيلة الأيام الماضية عن مقتل 104 أشخاص منهم 45 عسكريا لبنانيا و41 عنصر لفتح الإسلام و18 مدنيا. في هذه الأثناء أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الذخائر غير المنفجرة داخل مخيم نهر البارد تجعل من الصعب وصول سيارات الإسعاف وإجلاء الجرحى. وبموازاة ذلك انتشرت قوة أمنية فلسطينية في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان لمنع تجدد الاشتباكات بين جماعة جند الشام والجيش. وتمركزت القوة عند المدخل الشمالي للمخيم وقوامها أربعون مسلحا ينتمون إلى حركة فتح وتحالف القوى الفلسطينية ومجموعات إسلامية. فيما بدأت مجموعات إصلاح أعطال شبكتي الكهرباء والمياه كما تقوم لجنة رسمية بتقييم الأضرار في الممتلكات الخاصة. وأوضح مسؤول حركة فتح منير المقدح أن مهمة القوة المشتركة حفظ النظام ومنع تجدد الاشتباكات في منطقة التعمير الواقعة عند المدخل الشمالي للمخيم. وكانت اشتباكات قد اندلعت الأحد بين الجيش وجند الشام قتل خلالها جنديان ومقاتلان من جند الشام وربطها مسؤولون لبنانيون بما يجري في نهر البارد.