أصدر المستشار هشام بركات النائب العام، اليوم السبت، أمرًا بإحالة 23 متهمًا إلى محكمة الجنايات. وذلك لاتهامهم بقتل اللواء نبيل فرج، مساعد مدير أمن الجيزة، عمدًا مع سبق الإصرار والترصد وتكوين تنظيم تكفيري إرهابي لقتل رجال الشرطة والجيش. كانت التحقيقات قد أفادت بأنه أثناء توجه قوات الشرطة إلى مدينة كرداسة لتنفيذ خطة تأمين الأهالي أطلق مجهولون النار على القوات، ما أدى إلى مقتل مساعد مدير أمن الجيزة. وذكرت التحقيقات أن الأدلة أكدت تورط كل من: "محمد نصر الدين فرج الغزلاني، وعصام عبدالمجيد دياب" في القضية، وتبين أنهما اعتنقا أفكارًا تكفيرية، قوامها تكفير الحاكم وأجهزة الجيش والشرطة، وشرعية مقاومتهم، وقتالهم والاعتداء على أبناء الديانة المسيحية واستحلال أموالهم وممتلكاتهم. وقالت التحقيقات إنهما كونا تنظيمًا إرهابيًا لتنفيذ الأعمال التخريبية والعدائية داخل البلاد، واستطاعا أن يستقطبا باقي المتهمين وضمهم إلى التنظيم ودرباهم على حمل السلاح وتصنيع المتفجرات، وأساليب كشف المراقبة الأمنية والتخفي، وبثا في رؤوسهم الأفكار التكفيرية، وضرورة مهاجمة قوات الجيش والشرطة والمنشآت والدوريات الأمنية والكنائس، ومقاومة عمليات تأمين الشرطة، لأهالي مدينة كرداسة وممتلكاتهم، وذلك بعد أن تمكن زعيما التنظيم من الهروب من المدينة عقب وصول قوات الشرطة إليها، في أعقاب إشعالهما وآخرين النيران في مركز شرطة كرداسة، وقتل من فيه من ضباط وأفراد . وكشفت التحقيقات أن أعضاء التنظيم الإرهابي تمكنوا من تدبير الأموال اللازمة لشراء الأسلحة والذخائر والمتفجرات، وجلبها عبر الحدود الغربية للبلاد، وإخفائها داخل مزرعة لتقسيم جمعية السلام للإصلاح الزراعي بمنطقة الجبل الغربي القريبة من سجن القطا، والتي كانوا يعقدون بها لقاءاتهم التنظيمية، كما كشفت التحقيقات أن قوات الشرطة تمكنت من تنفيذ إذن النيابة العامة بتفتيش تلك المزرعة، وضبط بعض أعضاء التنظيم الإرهابي داخلها، وضبط كمية هائلة من الأسلحة، بلغت ثماني قذائف "آر بي جي"، و8 عبوات دافعة للقذائف، و2 رشاش متعدد، و10 بنادق، وأسلحة نارية أخرى، و1344 طلقة و8 أقنعة واقية من الغاز، و40 قنبلة محلية الصنع، و4 مفجرات خاصة بالقنابل، وقنبلة غاز، وعدد من الهواتف المحمولة المتصل بعضها بدوائر التفجير، ومواد كيماوية وكهربائية، ومسامير وقطع معدنية، تستخدم في صنع القنابل والمفرقعات وأجهزة رؤية ومراقبة واتصالات لاسلكية وعدد من شرائح الاتصالات. وأضافت التحقيقات أن 2 من بين المتهمين حملا أسلحة نارية وذخائر، من بينها مسدس تمت سرقته من مركز شرطة كرداسة، وقت الهجوم عليه، وتوجها للمدينة، لتنفيذ المخطط الإرهابي الذي أعده زعيم التنظيم محمد الغزلاني، لمقاومة قوات الشرطة، وحال وصول الأمن يوم 19 سبتمبر 2013، أعد المتهمون كمينا داخل المدينة، وأطلق أحدهم النار على اللواء نبيل فرج، فأصاب صدره، وأسفر عن وفاته، فيما قام عدد آخر من المتهمين بمهاجمة رجال الشرطة بالقنابل اليدوية، وتبين من التقارير الفنية أن جميع الأسلحة المضبوطة مع المتهمين والقنابل والمفرقعات كانت معدة للاستعمال عن طريق الهواتف المحمولة، كما تبين أن الأجهزة اللاسلكية تعمل مع ترددات وزارة الداخلية. وقامت النيابة باستجواب المتهمين وواجهتهم بالأدلة، فاعترف بعضهم بالانضمام للتنظيم الإرهابي، وأسندت إليهم النيابة العامة ارتكاب جرائم الإرهاب وتمويل وإنشاء وإدارة جماعة على خلاف القانون بغرض منع مؤسسات وسلطات الدولة من ممارسة أعمالها والاعتداء على الحريات الشخصية، وقتل اللواء نبيل فرج مع سبق الإصرار والترصد، والشروع في قتل ضباط وأفراد الشرطة، وحيازة أسلحة ومتفجرات ومفرقعات وأجهزة اتصالات دون تصريح، لاستخدامها في المساس بالأمن القومي للبلاد. كما أوضحت التحقيقات أن 9 فقط من التنظيم تم ضبطهم والآخرين هاربون.