قال سفير الصين في مصر سونج ايقوه، اليوم الثلاثاء، إن بلاده تحترم خيار الشعب المصري وتثق في قدرته بمساعدة حكومته على تخطي هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ البلاد. وأضاف السفير أن الصين ستواصل دعمها لمصر على كافة المستويات لتحقيق مطامح الشعب المصري، حسب ما نقلته وكالة الشرق الأوسط. كان السفير الصيني في مصر قد عقد لقاء مع عدد من الصحفيين في مقر السفارة بالقاهرة لإعلان نتائج جلسة الحزب الحاكم الصيني حول برامج الإصلاح المقبلة. وقال السفير الصيني إنه لاحظ من خلال متابعته للأوضاع فى مصر أن عجلة الاستقرار السياسي فى مصر تسير بخطى ثابتة، مشيرًا إلى أن مصر تعد صديقًا وشريكًا للصين، وتنظر بكين للقاهرة كأحد أهم شركائها الاستراتيجيين في العالم لأن مصر دولة عربية إفريقية مهمة، وهناك نقاط تشابه في الحلم الصيني والمصري لارتباطهما بالتنمية كمفتاح سحري لحل مشاكل البلدين. وأشار السفير سونج ايقوه إلى أن السلطات الصينية تتطلع إلى تعزيز الشراكة المصرية الصينية في العديد من المجالات خلال الفترة المقبلة، وهو ما يفسر تعدد الزيارات الثنائية بين المسئولين الصينيين والمصريين خلال الفترة الماضية، وآخرها زيارة وزير الخارجية المصري السفير نبيل فهمي إلى بكين. وقال السفير الصيني إن السلطات الصينية رفعت حظر السفر من على المقاصد السياحية فى مصر، وسوف تشهد الفترة المقبلة قدوم المزيد من السياح الصينيين. وأضاف أن: "إن هناك إنجازات ضخمة تحققت على صعيد العلاقات المصرية الصينية خلال الفترة الماضية، حيث وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 8.2 مليار دولار بزيادة قدرها 8 % من يناير الماضي، مقابل حجم صادرات مصرية إلى الصين تقدر ب 1.6 مليار دولار". وأوضح أن هناك شركة صينية تعمل فى مجال الألياف الزجاجية ستبدأ عملها فى فبراير القادم فى مدينة السويس، ومن المتوقع أن تصبح مصر أكبر مصدر للألياف الزجاجية في الشرق الأوسط وأفريقيا والثالث على مستوى العالم. من جانب أخر، قال سفير الصين لدى مصر سونج ايقوه إن الحزب الشيوعي الصيني في جلسته الثامنة عشر التي تحمل عنوان "الصين فى نقطة انطلاق جديدة" اتخذ قرارات بتعميم الإصلاح بشكل كامل والتخطيط لمستقبل الصين. وأوضح السفير الصيني أن الإصلاحات الصينية من المقرر أن ترتكز على ستة مجالات مختلفة، وهى تعميق الإصلاح الاقتصادي لتعظيم الموارد وتعميق الإصلاح فى النظام السياسي لتعزيز دور الشعب فى المشاركة السياسية البناءة وتطبيق سيادة القانون، فضلا عن تعميق الإصلاح الاجتماعي من أجل تحسين العدالة الاجتماعية، وتعميق الإصلاح الإيكولوجي للحفاظ على البيئة إلى جانب تعميق الإصلاح فى الحزب الحاكم (الحزب الشيوعي الصيني). وأضاف السفير أن التنمية تعتبر الحل السحري لكافة المشاكل التي قد تواجه أي بلد، مشيرا إلى أن الإصلاحات الجديدة التي أقرها الحزب الحاكم في الصين لا تساهم فقط فى حل مشاكل الصين، وإنما تعود بفوائد على العالم أجمع، نظرا لأن مستقبل الصين يرتبط بمستقبل العالم. واستطرد قائلا إن النمو السريع للاقتصاد الصيني خلال العقود الماضية ساهم فى استقرار أوضاع الاقتصاد العالمي وسيكون السوق العالمي أكثر انفتاحا من خلال هذه الإصلاحات الصينية المقبلة.
