أكد السفير الصيني بالقاهرة سونغ أيقوه عمق العلاقات السياسية التي تربط القاهرةوبكين في جميع المجالات وقال خلال حواره مع الأهرام المسائي إن التعاون الاقتصادي والتجاري شهد زيادة مستمرة خلال الأعوام الماضية بفضل الدعم والتنسيق المستمر بين القيادات السياسية في البلدين. وفيما يلي نص الحوار * كيف تنظرون إلي العلاقات السياسية بين القاهرةوبكين؟ ** السفير سونغ أيقوه: إن العلاقات المصرية الصينية متميزة ووطيدة حيث تعود إلي ألف سنة عندما جاء مبعوث الحكومة الصينية الخاص إلي مصر ليؤكد أن الابتكارات العالمية الكبري مثل البوصلة تم نقلها إلي أوروبا عبر المصريين وهو ما أسهم في دعم الحضارة العالمية. وقال إن الشعب الصيني لن ينسي أن مصر هي أول دولة افريقيةوعربية اعترفت بالصين الجديدة مشيرا إلي أن مصر قدمت مساهمة مهمة لتعزيز العلاقة بين الصين والدول النامية. وقال انني علي ثقة من أن العام الجديد سوف يشهد تطورا أكبر في العلاقات يصب في صالح الشعبين وكذلك صالح تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة علاقات ممتازة * كيف تقيمون التعاون بين الجانبين خلال العام الماضي؟ ** السفير سونغ أيقوه: لقد مرت العلاقات الصينية المصرية عام2012 بسنة غير عادية حيث صمدت أمام اختبار الوقت والأوضاع. هنا أود أن أوضح لأصدقائنا المصريين ما لمسته من نواحي الصداقة الصينية المصرية خلال2012 لنتمتع بها معا. فممكن أن نصف العلاقات الصينية المصرية بأنها ممتازة. وبفضل الجهود المشتركة من الجانبين شهد التعاون الثنائي الأوضاع الجيدة التي تتمثل في وجود رغبات أقوي ودوافع أكثر ومجالات أوسع. حيث تعمقت الثقة السياسية المتبادلة علي نحو شامل. فقد تم انتخاب د. محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب في التاريخ المصري شهر يونيو الماضي وقام بزيارة دولة ناجحة إلي الصين في نهاية شهر أغسطس مما فتح صفحة جديدة للصداقة الصينية المصرية. وبالتالي أصبحت الصين أول دولة خارج المنطقة يزورها الرئيس المصري الجديد رسميا. وقال إن وزارة الخارجية الصينية ووزارة الخارجية المصرية كانتا بعيدتين عن الروتين والأعراف السائدة حيث أخذتا أقل من شهر من طرح فكرة الزيارة إلي ترجمتها, وخاصة أن هذه الفترة صادفت شهر رمضان الكريم وعيد الفطر وكل ذلك قد جسد حماسة الجانبين ورغبتهما في تعزيز التعاون الودي. وأشار إلي أن الرئيسين توصلا أثناء الزيارة إلي كثير من الآراء المشتركة المهمة ووقع الجانبان سلسلة من اتفاقيات التعاون في مجالات اقتصادية وتجارية وتقنية وزراعية وإلخ, كما أن الجانب الصيني قرر تقديم منحة بدون رد قدرها450 مليون يوان صينية ومنح للبنوك المصرية ائتمان بقيمة200 مليون دولار أمريكي. الحزب الشيوعي * كيف يمكن أن تنعكس التغييرات السياسية في قيادات الحزب الشيوعي علي العلاقات المصرية الصينية؟ ** السفير سونغ أيقوه: في وسط نوفمبر الماضي انعقد المؤتمر الوطني ال18 للحزب الشيوعي الصيني بنجاح كامل حيث تم انتخاب القيادة المركزية الجديدة للحزب وتحديد أهداف التنمية الصينية في المستقبل وهو ما يشير بمستقبل مزدهر للعلاقات الخارجية الصينية والتعاون الخارجي. وقال إن زيارة تعزيز علاقات الصداقة والتعاون مع مصر هي سياستنا المحددة, وسيواصل الجانب الصيني كالمعتاد تعميق التعاون الودي مع مصر في جميع المجالات. وفي ناحية أخري, إن مصر قد دخلت مرحلة جديدة من التنمية بعد التغيرات التاريخية في العام الماضي حيث تمت الانتخابات الرئاسية بنجاح وتشكيل الحكومة الجديدة كل هذه الأحداث الكبري والارادة القوية لدي الجانبين لتطوير الصداقة والتعاون أسهمت في تنمية العلاقات الصينية المصرية. دعم الاستثمارات * التعاون الاقتصادي يلعب دورا مهما في دعم التعاون السياسي كيف يمكن أن نترجم ذلك في علاقات القاهرةوبكين؟ السفير سونغ أيقوه: أحرز التعاون الاقتصادي والتجاري نتائج مثمرة. وقد عملت الصين علي دفع التعاون مع مصر في كل المجالات علي أساس المنفعة المتبادلة والمكاسب المشتركة وذلك في اطار خطة مصر الرئيسية وهي تنشيط الاقتصاد وتحسين معيشة الشعب حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين8.8 مليار دولار عام2011 بزيادة بلغت26% وحافظت حركة التجارة بين الجانبين علي معدلات مرتفعة عام2012 فقد بلغ حجم التبادل التجاري خلال الفترة من يناير إلي اكتوبر7,6 مليار دولار وهو ما يحقق زيادة عن معدلات عام2011 مشيرا إلي ان الصادرات المصرية إلي الصين زادت بنسبة25% عام2011. * وماذا عن حجم الاستثمارات الصينية في مصر؟ ** السفير سونغ أيقوه: في البداية اود ان اشير إلي ان الدكتور محمد مرسي رئيس جمهورية مصر العربية أكد خلال زيارته للصين مؤخرا أهمية دعم الاستثمارات بين البلدين وقد زادت الاستثمارات الصينية في مصر عام2011 بنسبة60% وبلغت82.8 مليون دولار. وقال في مارس الماضي, بدأت أكبر منصة للحفر علي البحر في الشرق الأوسط عملها في خليج السويس وهي باستثمارات صينية مصرية مشتركة, ويتقدم مشروع الألياف الزجاجية في منطقة السويس للتنمية إلي الأمام بخطوات ثابتة وبلغ إجمالي استثمارات المشروع600 مليون دولار أمريكي وسيوفر1000 فرصة عمل للمصريين بعد إتمام المرحلة الأولي من المشروع في العام الحالي وستساهم هذه المشاريع في وضع البصمات الإيجابية لتأهيل الصناعات المصرية وتنمية الاقتصاد الوطني. إلي جانب ذلك, تركز الاستثمارات الصينية علي صناعة التصنيع لتوفير فرص العمل أكثر وزيادة محتوي التقنية وبعد زيارة الرئيس مرسي, شهدت العديد من المشاريع الكبري تقدما مهما بما فيها مشروع المنطقة الموسعة بمساحة6 كم مربع لمنطقة السويس للتعاون الاقتصادي ومشروع خط الإنتاج لاحدي شركات السيارات بمبلغ2 مليون دولار أمريكي, ومشروع إنشاء صومعة الذي بلغ إجمال استثماره70 مليون دولار أمريكي. وقال ان المرحلة المقبلة سوف تشهد حضور رجال الأعمال الصينيين إلي مصر لدراسة السوق واستثمار وإنشاء المصانع, ويبحث الجانبان فرص التعاون الجديدة فكثير من مشاريع التعاون الثنائي في مجالات الكهرباء والنقل والأجهزة المنزلية والطاقة الجديدة مستعدة لانطلاقها. وأكد ان بلاده تقوم بالتعاون التجاري مع مصر علي اساس المنفعة المشتركة ولا تربط المساعدات أو الاستثمارات الصينية باي شروط فمع تحسن الوضع الامني في مصر والجهود المكثفة من قبل الحكومة في مجال الاقتصاد وتحسين المعيشة سوف يزداد التعاون بين البلدين. معوقات الاستثمار = ما هي المعوقات التي تواجه الاستثمارات الصينية في مصر؟ السفير سونغ أيقوه: هناك بعض المشاكل التي تواجه الاستثمارات الصينية في مصر في مقدمتها بطء المناقشات وتنفيذ العقود وربما يرجع ذلك إلي البيروقراطية مما يقلل من كفاءة التنفيذ وكذلك مشكلة القيود الكهربائية واستخدام الموارد المائية والغاز الطبيعي مشيرا إلي ان الاستثمارات الخارجية تحتاج إلي الثقة والرعاية وان التعاون الوثيق بين البلدين سيؤدي إلي ازالة كل العوائق ودفع الاستثمارات إلي الامام. التعاون الثقافي * الثقافة هي الجسر الحقيقي لتوثيق التعاون بين الشعوب كيف تقيمون التعاون الثقافي بين مصر والصين؟ ** السفير سونغ أيقوه: إن الصين ومصر كلاهما من الدول ذات حضارة عالمية عريقة وقدمت مساهمات عظيمة لا نمحي لتطور وتقدم الحضارة الإنسانية فمنذ بداية العام الماضي أقيمت سلسلة من أنشطة التبادلات الثقافية المتنوعة في بكينوالقاهرة وبما فيها مهرجان الثقافة المصرية ومهرجان الأطعمة المصرية ومعرض السياحة المصرية وحفلة لذكري مرور100 عام علي ميلاد الأديب نجيب محفوظ والندوة الدولية الثانية للحوار الحضاري الصيني العربي ومعرض التعليم العالي للصين في القرن ال21 ومنتدي رؤساء الجامعات الصينية والمصرية. وقبل فترة وجيزة انطلق بث برنامج تعليم اللغة الصينية في قناة النيل التعليمية الأمر الذي لقي بتأييد كبير لدي المصريين كما أن نسخة عربية لرواية عائلة الذرة الحمراء التي كتبها السيد مويان الكاتب الصيني الحاصل علي جائزة نوبل للأدب ستتم ترجمتها من قبل المركز القومي للترجمة, وستنشر في الأيام القادمة. * كيف يمكن دعم الحركة السياحية بين البلدين؟ ** السفير سونغ أيقوه: هناك عدد متزايد من السياح الصينيين يأتون إلي مصر بفضل سياسات مصر لزيادة خطوط الطيران المباشرة وتسهيل إجراءات التأشيرات وعلي هذا النحو, اقتربت المسافة بين الشعبين وتعززت التبادلات بين الحضارتين العظيمتين.