صرّح الإعلامي أحمد المسلماني، المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية، أن مؤسسة الرئاسة منفتحة على جميع التيارات والقوى السياسية والوطنية في مصر، كما أكد أن الرئيس المؤقت عدلي منصور رئيس لكل المصريين دون تمييز. وخلال اللقاء الذي عقده المسلماني اليوم، الثلاثاء، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة مع مجموعة من شباب الإخوان المنشقين، قال إن مؤسسة الرئاسة حريصة على الاستماع لمختلف وجهات النظر والآراء المتباينة للقوى الفاعلة في المجتمع، خاصة الشباب لاستكشاف فرص العمل الوطني المشترك والبناء المستقبلي. وأضاف، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن هذا اللقاء يأتي في إطار الزيارات و جلسات الحوار التي سبق أن نظمها مع الأحزاب السياسية والقوى الوطنية والشخصيات العامة؛ لفتح آفاق الحوار والاستماع إلى وجهات نظرها، موضحًا أن الجزء الثاني من هذا الحوار يتمثل في عقد جلسات استماع للتعرف على مختلف الأفكار وهو تقليد جديد في السياسة المصرية، وكذلك في مؤسسة الرئاسة التي تحرص على الاستماع إلى وجهات نظر قوى متنوعةً. وأشار المسلماني إلى أنه سبق وأن عقد جلسات استماع مع مجموعة من ممثلي القوى الثورية ومجموعة أخرى من ممثلي اتحاد المصريين في الخارج ومجموعة من الإعلاميين لمناقشة ميثاق الشرف الصحفي والإعلامي. وأعلن المسلماني أنه سيكون هناك لقاء ثان مع ممثلي القوى الثورية قريبًا بحضور سكينة فؤاد، مستشارة رئيس الجمهورية لشئون المرأة، كما سيعقد لقاء يوم السبت المقبل مع شباب الأئمة والدعاة ومجموعة من الأزهر الشريف ونقباء الدعاة بحضور خطيب الجامع الأزهر. وأكد المسلماني أنه ليست هناك وعود أو استحقاقات لأي طرف في هذه الحوارات من جانب مؤسسة الرئاسة، حيث يتمثل الهدف منها في التواصل واستكشاف الخريطة السياسية والاقتصادية وتعرف الرئاسة على المعلومات من مصادرها الأصلية. وخلال اللقاء، أكد شباب الإخوان الذين انشق البعض منهم قبل 30 يونيو والبعض الآخر أثناء اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، على أهمية هذا اللقاء لعرض وجهة نظرهم في مستقبل العمل الوطني في مصر. وعرض إسلام الكتاتني وهو منشق عن الجماعة منذ عامين، ويرتبط بصلة قرابة مع الدكتور محمد سعد الكتاتني، رئيس مجلس الشعب السابق، خلال اللقاء مبادرة جديدة بعنوان "فكر وارجع"، وترتكز على 3 مسارات: "الأمني والفكري والاقتصادي"، مشيرًا إلى أن المسار الأمني يسير بشكل جيد، ومؤكدًا أن "المعالجة الأمنية" وحدها غير مجدية، كما أن الحكومة هي التي ستتولى المسار الاقتصادي وسيكون لتحالف شباب الإخوان المنشق تنفيذ المسار الفكري الذي يسعى لإقناع أعضاء الإخوان بالعدول عن فكرهم من خلال دورات للتوعية وندوات ومحاولة استقطاب الشباب، مؤكدًا أن الهدف من المبادرة هو تأهيل شباب الإخوان والجماعات الجهادية المتحالفة معها للعودة إلى حضن الوطن. وأوضح أن شباب الإخوان من المرجح انقسامهم إلى أربعة أقسام بعد استقرار الأوضاع، فمنهم من سيتجه للعنف، ومنهم من ينحرف سلوكيًا، والفريق الثالث ربما ينزوى بعيدًا عن المجتمع، والأخير سيلجأ للمراجعات وهؤلاء جميعًا على حد قول الكتاتني ينبغي أن يندرجوا تحت لافتة مبادرة "فكر وارجع". وأشار إلى أن المبادرة تشمل مشاركة من القيادات الإخوانية المنشقة من بينها الدكتور كمال الهلباوي والدكتور ثروت الخرباوي ومختار نوح والسيد عبدالستار المليجي وأحمد بان وعبد الجليل شرنوبي وسامح عيد، وكذا ممثلين للأزهر الشريف والأطباء النفسيين. واقترح المشاركون على الرئاسة مساندة المبادرة من خلال توفير مقار للدورات التأهيلية ومساندة أجهزة الإعلام، وعقد مؤتمر عام للحوار المجتمعي وصياغة بروتوكول لانطلاق عملهم والتوعية أيضًا من خلال مراكز الشباب وتسيير قوافل توعوية إلى جانب مشاركة وزارات التربية والتعليم والشباب والأوقاف وأجهزة الإعلام. فيما أشار عمرو عمارة، أحد الشباب المنشقين أثناء اعتصامي رابعة والنهضة، إلى أن الشباب يأملون فى تأسيس حزب "شباب من أجل مصر"، ليجد الشباب متنفسًا لممارسة السياسة بعيدًا عن "الدعوة"، مشيرًا إلى أنهم تواجههم مشكلة توفير مقار للحزب، بعد أن وفروا مقرًا واحدًا بمدينة العبور. وشارك في اللقاء أعضاء في حركة "بنحب البلد دي" التي تهدف إلى تركيز كل جهود الشباب في حب مصر، وهي الوطن الأم ومساعدتها على عبور المرحلة الإنتقالية الحالية وصولًا إلى تحقيق التقدم المأمول.