موسكو تشن حملات تفتيش على الجمعيات الاهلية الغربية أبدى مسؤولون أوروبيون مخاوف من تزايد وتيرة عمليات التفتيش التي يقوم بها مفتشو ضرائب روس على المنظمات غير الحكومية التي تتلقى تمويلات أجنبية. وقامت الحكومة الروسية بعدة عمليات تفتيش على مكتب منظمة مراقبة حقوق الإنسان ومكتب منظمة الشفافية الدولية في موسكو. كما شهدت منظمتان ألمانيتان غير حكوميتين في موسكو وسانت بيترسبيرغ عمليات تفتيش في وقت سابق أيضا. وكان وزير الخارجية الألماني غويدو فيسترفيلة قد أمر باستدعاء الوزير المفوض في السفارة الروسية في برلين لينقل إليه "قلقه إزاء تلك الخطوة". وخلال الأسابيع القليلة الماضية، خضع عدد من المنظمات غير الحكومية الأخرى في روسيا لعمليات تفتيش من قبل مدعين روس ومفتشين من الضرائب، مع صدور تقارير تشير إلى أنه من الممكن أن يكون المئات قد تأثروا بعمليات التفتيش تلك على نطاق الدولة كلها. يذكر أن روسيا مررت قانونا في يوليو/تموز يجبر المنظمات غير الحكومية التي تتلقى تمويلا أجنبيا وتعمل في الأنشطة السياسية على التسجيل "كهيئات أجنبية"، وإذا لم تقم بذلك فستكون عرضة لتوقيع غرامات شديدة عليها، بل وقد يصل الأمر إلى عقوبة بالسجن لمدة سنتين. أما الكرملين، فيرى أن ذلك القانون المثير للجدل هام لحماية روسيا من المحاولات الخارجية التي تعمد إلى "التأثير على السياسات الداخلية" في البلاد. إلا أن النقاد فيرون أن تلك السياسات ليست سوى آلية لتضييق الخناق على المعارضة في أعقاب المسيرات الضخمة التي خرجت في وقت مبكر العام الماضي لمناهضة حزب روسيا الاتحادية الحاكم. "أمر غير مقبول بالمرة" من جانبها، أكدت المسؤولة في منظمة مراقبة حقوق الإنسان ريتشيل دينبر لوكالة انترفاكس الروسية للأنباء أن موجة عمليات التفتيش هذه تعتبر بمثابة "ضغط على المجتمع المدني في روسيا". حيث خضعت للتحقيق في وقت سابق أيضا مؤسسة كونراد آدينور في سانت بيترسبيرغ، وهي مؤسسة بحثية لها علاقة بحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في ألمانيا والذي ترأسه المستشارة الألمانية آنجيلا ميركيل، ومؤسسة فريدريك إيبرت في موسكو، والتي لها علاقة قوية بالحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني المعارض. وصرح دبلوماسي ألماني للموقع الإلكتروني لمجلة دير شبيغل الألمانية بأن العمل على إعاقة نشاط المؤسسات الألمانية قد يلحق أضرارا مستمرة بالعلاقات الثنائية بين روسياوألمانيا. وقال: "لقد أوضحنا ذلك للجانب الروسي". أما حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي فقال إن السلطات الروسية استولت على أجهزة الكمبيوتر التي كانت موجودة في مكتب مؤسسة كونراد آدينور بطريقة "غير مقبولة بالمرة". وفي تصريح له، قال هيرمان غروهي الأمين العام للحزب المسيحي الديمقراطي "إن المؤسسات السياسية الألمانية تسهم إسهاما كبيرا في تطوير البنى الديمقراطية وبناء دولة قائمة على القانون وتحفيز عمل المجتمع المدني". وقالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون يوم الثلاثاء إنها "قلقة بشأن الممارسات التي تتخذها السلطات الروسية ضد المنظمات غير الحكومية". فيما لجأ عدد من تلك المنظمات غير الحكومية إلى القانون للحصول على تبرير من السلطات لعمليات التفتيش تلك. Source: BBC