كشفت دراسة صحية جديدة زيادة نسبة التشوهات الخلقية لدى المواليد الجدد في بغداد، وهو ما يعزز فرضية أن الذخيرة التي استخدمت في الحرب من قبل القوات الغربية كانت خطرة صحياً. وتظهر الدراسات الأولية التي نُشرت في نشرة التلوث والسموم البيئية أن القوات الاجنبية التي اجتاحت العراق لإسقاط نظام صدام حسين "قد خلّفت أزمة صحية في العراق منها زيادة التشوهات الخلقية في المواليد وارتقاع حالات الإجهاض". وكانت القوات الأمريكية قد اعترفت مسبقا باستخدامها قذائف الفسفور الأبيض، إلا أنها من أنها لم تصرح حتى الآن باستخدامها اليورانيوم المنضب الذي يتشبب بارتفاع معدلات العيوب عند الولادة والسرطان وحالات الاجهاض. وقنابل الفسفور الأبيض هي سلاح يحتوي على مادة الفسفور وتؤدي الي تلوث التربة والمياه والأسماك، وعند تعرض جسم الإنسان لها يحترق الجلد واللحم فلا يتبقى الا العظم. ووفقاً للمادة الثالثة من اتفاقية جنيف فإن استخدام الأسلحة الحارقة كالفسفور ضد الأهداف المدنية محظور، كما تحد الاتفاقية من استخدام تلك الأنواع ضد الأهداف العسكرية المتاخمة لمواقع تركز المدنيين، إلا أن ذلك ينطبق على القنابل التي تسقطها الطائرات وليست تلك المقذوفة من المدافع كما حدث في الفلوجة وقطاع غزة. ونشرت صحيفة الاندبندنت اليوم الأحد تقريرا عن بحث أعده باحثون بريطانيون حول الوضع الصحي في الفلوجة يقول بأن أكثر من نصف الأطفال الذين شملهم الاستطلاع من المولودين بين عامي 2007 و2010 ولودوا بعيب خلقية في حين كانت تلك النسبة واحد من كل عشرة اطفال قبل فرض العقوبات على العراق. وفي فترة الحصار الاقتصادي على العراق التي استمرت 13 عاما ولد أقل من 2 % من الاطفال بعيوب خلقية. أما بالنسبة لحلات الاجهاض فتوصلت الدراسة الى ان أكثر من 45 % من حالات الحمل ف البلاد انتهت بالإجهاض خلال العاميين 2005 و 2006 بينما كانت نسبة الاجهاض 10% فقط قبل العام قدوم القوات الغربية الى العراق، كما بلغت النسبة بين عامي 2007 و 2010 واحدة من بين كل ستة حالات حمل. وفي البصرة لم تختلف نتائج البحث عن الفلوجة حيث بلغ عدد الأطفال المولودين بعيوب خلقية في مستشفى الأمومة البصرة في عام 2003 عشرين طفل من بين 1000 طفل، وهو رقم أعلى بسبعة عشر مرة من ما سُجل خلال العقود السابقة للحرب، اما اليوم فبلغت نسبتهم 60% وهو ما يعادل 37 طفل لكل 1000 مولود. وربط معدو التقرير بين العدد المتزايد من الأطفال ذوي التشوهات الخلقية في المدينتين بزيادة تعرضهما للمعادن الصادرة من القنابل والرصاص المستخدم على مدى العقدين الماضيين. وبعد دراسة علمية وجد العلماء أن عينات شعر الأطفال الذين يعانون من تشوهات خلقية في الفلوجة تحتوي على مستويات رصاص خمسة أضعاف مثيلاتها في شعر الأطفال الصحيين. كما كانت مستويات الزئبق كانت أعلى بست مرات. وتبقى هذه المسألة قيد الدراسة حيث يتم حاليا اخضاع 50% من الأطفال الذي ولدوا بعيوب خلقية خلال أو بعد حرب العراق للحصول على نتائج أكثر دقة عن سبب ارتفاع معدلات التشوهات في أطفال العراق.