كشفت دراسة جديدة أجرتها كلية الصحة العامة بجامعة ميتشيجان الأمريكية، عما وصفته ب«ارتفاع مذهل»، في العيوب الخلقية بين الأطفال العراقيين المولودين في أعقاب الاحتلال الأمريكي عام 2003، رابطة ما بين هذاالارتفاع والأعمال العسكرية التي نفذتها القوات الغربية في البلاد. ونقلت صحيفة « الشرق الأوسط»، الاثنين، عن «الإندبندنت» البريطانية التي سلطت الضوء على الدراسة في عددها الصادر، الأحد، بأنه تم تسجيل معدلات مرتفعة من الإجهاض ومستويات سامة من الرصاص والتلوث بالزئبق وتزايد أعداد العيوب الخلقية في المواليد تراوحت ما بين عيوب القلب الخلقية وخلل في الوظائف الدماغية إلى جانب تلف الأطراف. وأضافت أنه من المقلق أن هذه العيوب رصدت معدل متزايد في أطفال مدينة الفلوجة العراقية، والتي شنت الولاياتالمتحدة عليها عمليتين عسكريتين كبيرتين قبل ثماني سنوات مضت. وقالت مزهجان سافابي أصفهاني، إحدى الباحثات الرئيسيات في الدراسة وخبيرة السموم البيئية في كلية الصحة العامة بجامعة ميتشيجان الأمريكية، إن هناك «أدلة دامغة» تربط ما بين الأعداد المتزايدة من العيوب الخلقية، والإجهاض وبين العمليات العسكرية. وأضافت الدراسة التي صدرت في نشرة التلوث البيئي والسموم، أنه تم رصد عيوب خلقية مماثلة بين الأطفال المولودين في البصرة بعد غزو القوات البريطانية. وقصفت القوات الأمريكية الفلوجة في أبريل 2004 بعد مقتل أربعة موظفين من شركة الخدمات الأمنية «بلاك ووتر»، وبعد سبعة أشهر،اجتاحت قوات مشاة البحرية الأمريكيةالمدينة للمرة الثانية، في واحدة من أعنف الغارات، واعترفت القوات الأمريكية بعد ذلك باستخدامها لقذائف الفسفور الأبيض، إلا أنها لم تعترف أبدا باستخدام اليورانيوم المستنفد والذي يتسبب في معدلات مرتفعة من الإصابة بالسرطان والعيوب الخلقية في المواليد، وفقا للصحيفة. وحسب وكالة الأنباء الألمانية، أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الدراسة الجديدة تعزز ما يتردد أن الذخائر التي استخدمتها الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي «ناتو»، في الصراع أدت إلى أزمة صحية واسعة النطاق في العراق. وذكرت أن الدراسة التي تعد الأحدث في سلسلة دراسات، أشارت إلى وجود صلة بين عمليات القصف الأمريكية وارتفاع تشوهات المواليد. ودفعت النتائج الأولية للدراسات في عام 2010 إلى إجراء منظمة الصحة العالمية تحقيقا في انتشارالعيوب الخلقية في المنطقة. وقالت الصحيفة إنه من المقرر أن تنشر المنظمة الأممية تقريرا الشهر المقبل عن آثار العمليات العسكرية للقوات الغربية على العراق. وأضافت أنه يتوقع أن يظهر تقرير منظمة الصحة العالمية، الذي يشمل تسع مناطق بينها الفلوجة والبصرة، زيادة في تشوهات المواليد في أعقاب الصراع، حيث ينتظر أن تطلب المنظمة دراسات أخرى لتحديد الأسباب بدقة. وأظهرت الدراسة الأخيرة أنه في الفلوجة يوجد ما يربو على نصف المواليد الذين خضعوا لعملية مسح ولدوا ما بين عام 2007 وعام 2010 بعيوب خلقية، مقارنة بنسبة 10 في المائة قبل فرض الحصار على العراق.