(يجلس عريس من شباب الإخوان بجواره عَرُوسِه، حولهما فرقة زفاف إسلامية يغنون بعض أغنيات الأعراس الإسلامية، ثم يتوجه أحد أعضاء الفرقة بالميكروفون إلى العريس). عضو الفرقة: مبارك يا عريس. العريس: بارك الله فيك يا أخي. - عندنا سؤال نرجو أن تجيبه بوضوح وبلا خوف. * (بابتسامة) ربنا يستر. - إذا عدت إلى البيت بعد العمل للغداء، فقالت لك زوجتك: "لا غداء اليوم، لم أطبخ، ولن أطبخ، اذهب لأمك لتطعمك"، فماذا ستفعل؟ * لا يمكن أن تفعل زوجتي هذا أو أن تقول هذا. - يا ريس نقول: افرض، فماذا ستفعل؟ * زوجتي ابنة أصول ولا يمكن أن يبدر عنها مثل هذا القول أو الفعل. - ولكن ماذا لو حدث، كيف سيكون رد فعلك؟ * يا سيدي هذا مستحيل، إنها بنت أصول مؤصَّلة، وتربيتها لا يُعلى عليها، لا يمكن بأي شكل أن تفعل هذا. - يا عريس، هداك الله، لا تفسد الفقرة. نسألك عن افتراض جدليّ فقط، ونعلم أن عروسك ستّ البنات، ها، ماذا ستفعل؟ * إذا كانت ست البنات، وذات تربية عالية، وهو ما يشهد لها به الجميع، فكيف أفترض فيها هذا؟! سؤالك غير منطقي. - (يلتفت إلى الضيوف) أعزَّاءنا الضيوف الكِرام، فلنستمع معًا إلى فقرتنا التالية من الحفل، لعلَّنا حين نرجع بعدها نحصل على إجابة مباشرة وواضحة من عريسنا الكريم. (1) (يجلس المذيع أمام المرشَّح الرئاسي عليهما بؤرة الضوء، والمشاهدون في الظلام يتابعون). المذيع: ماذا ستفعل جماعتكم إذا فاز المرشَّح الآخَر بحكم الصناديق. المرشَّح: من المستحيل أن يفوز المرشَّح الآخَر. - إذا افترضنا أنه فاز، فهل سترضى جماعتكم بحكم الصندوق أم سلتجؤون إلى الاعتراض والاحتجاج. * لا يمكن أن يفوز، لا يمكن أن يعود النظام القديم بعد هذه الثورة التي شهد لها العالَم وألهمت كثيرين. - يا دكتور أقول لك إذا افترضنا، والانتخابات لم تتمّ بعد، أي أن كل الاحتمالات واردة، فماذا ستفعل جماعتكم إذا فاز المرشَّح الآخَر. * يا أستاذي الفاضل أعتقد أن إجابتي واضحة ومباشرة، الشعب ليس ساذجًا لينخدع بأسلوب النظام الساقط، وأؤكد لك أنني أنا الفائز في الانتخابات. - يا دكتور، فكرة الافتراض تقوم أساسًا على التخيُّل، ومن المنطقي أن تكون جماعتكم قد أعدَّت العدة لكل الاحتمالات، فماذا أعدَّت لاحتمال أن تخسر أنت وأن يفوز المرشَّح الآخَر. * حينما توضع الاحتمالات فإنه لا يُعتَدّ بما تقل قيمته عن جزء من مئة في المئة، واحتمال أن يفوز المرشَّح الآخَر أقل من هذا، والفائز هو أنا إن شاء الله. - وإن لم يشأ الله؟ * لا يمكن أن يرضى الله بانتشار الظلم وبإجهاض ثورتنا. - نلتقي بعد الفاصل، لعلَّنا نحصل على إجابة واضحة. … ملحوظة: أي تشابه بين أي شخصية أو حدث في المسرحية وأي شخصية أو حدث من الواقع، ليس من قبيل الصدفة.