تظهر الأعراض السريرية الناتجة عن سوء التغذية في مواضع كثيرة من جسم الإنسان، منها الجلد، والشعر، والأسنان، واللسان، والشفاه، والعظام، واللثة، والعيون، والغدد. وفي الحقيقة فإن أي أعراض جسمية مرضية توجهنا للنقص الغذائي يجب اعتبارها مفتاحاً وليست تشخيصاً 1- الشعر فهي تجعل الباحث يفحص بعناية أي أعراض أخرى، ويقوم بدراسات إضافية مثل: التحليلات الكيميائية لتوضيح أهمية الأعراض الجسمية، إذ عند تقييم العلامات الجلدية فإن عوامل البيئة يجب أخذها في الاعتبار، مثل زيادة الحرارة أو الشمس والرياح، أو البرد، أو نقص العناية الصحية الشخصية. ويساعد ظهور الأعراض الإكلينيكية على جسم الإنسان الناتجة عن سوء التغذية في تقييم الحالة الغذائية. فقد يعتمد مكان هذه الأعراض وطبيعتها على نقص عنصر غذائي معين أو أكثر. وتظهر الأعراض الإكلينيكية الناتجة عن سوء التغذية في مواضع مختلفة من جسم الإنسان تشمل الشعر، العين، الشفاه، اللسان، اللثة، الأسنان، الجلد، الغدد، العظام. يفقد الشعر صبغة لونه الطبيعي ويظهر باللون الباهت على مساحة أفقية من طول الشعر دلالة على حدوث نقص في البروتين خلال هذه الفترة الزمنية ثم يكتسب الشعر اللون الطبيعي بتحسين الحالة الغذائية كما قد يتساقط الشعر نتيجة نقصان البيوتين (أحد مكونات فيتامين ب المركب). وعادة لا يحدث نقصان في هذا الفيتامين؛ إلا بالتغذية على بياض البيض غير المطهي لفترة طويلة، البياض الخام على مادة أفيدين والتي تتحد مع البيوتين وتكون مركبًا معقدًا يعوق امتصاصه، أو قد يعتمد المريض على التغذية الوريدية لفترة طويلة دون البيوتين 2- العينان يؤدي نقصان فيتامين أ إلى جفاف العين وما يتبعه من حالات مرضية حيث يقل إفراز الدمع ويحدث جفاف في ملتحمة العين ثم قرنيتها نتيجة للتغيرات في القنوات الدمعية والأغشية المبطنة للعين. ويصحب ذلك ظهور بقع بيضاء تشبه الرغوة على الملتحمة ثم القرنية يطلق عليها بقع بيتوت ويحدث جفاف الملتحمة ثم جفاف القرنية وفي نهاية هذه المرحلة يكون الوضع غير قابل للمعالجة ويؤدي إلى العمى الدائم. هذا بالإضافة إلى مضاعفات أخرى كلين قرنية وتكوين ندب وقروح دائمة. 3- الشفاه تظهر أعراض نقص فيتامين ب2 بوجود تشقق واحمرار والتهاب على زوايا الفم. 4- اللسان قد يلتهب اللسان نتيجة نقص فيتامين ب2 أو حمض الفوليد أو فيتامين ب12 أو النياسين أو الحديد. ومع نقان حمض الفوليد يتحول اللسان إلى اللون الأحمر ويصبح ناعماً ومؤلماً 5- اللثة في حالة نقص فيتامين ج فإن جدار الأوعية الدموية يكون أكثر قابلية للتهتك أو التمزق ويظهر ذلك في صورة نزف بسيط تحت الجلد، وبتقدم الحالة تتورم اللثة وتصبح شبه اسفنجة ، وتدعى هذه الحالة المرضية بمرض الأسقربوط 6- الأسنان يساعد الفلور في منع تسوس الأسنان، فعند شربه في الماء أثناء فترة تكون الأسنان يترسب ليكون طبقة فلور الأباتيت . وهي مادة صلبة بلورية تقاوم التحلل بالبكتيريا أكثر من طبقة هيدروكسي الأباتيت الموجودة في الأسنان، وهذا يحدث أيضاً في الكبار. كما يترسب الفلور أيضاً في العظام، وطبيعة خلايا العظام الديناميكية على عكس طبيعة خلايا الأسنان الثابتة توضح أهمية الفلور للأسنان أثناء الطفولة. فالتغذية السليمة، ونظافة الفم والأسنان مع إضافة الفلور لماء الشرف بنسبة جزء في المليون يوفر الحماية الكاملة ضد تسوس الأسنان عند الأطفال، وذلك بمنع تكوين الأحماض الناتجة عن تخمر السكريات بواسط البكتيريا في الفم. 7- الجلد يلعب فيتامين أ دوراً مهماً في المحافظة على التركيب الطبيعي للأغشية الطلائية والجلد. فعند نقص فيتامين أ فإن خلايا الجلد تزيد في إفراز الكرياتين وهو بروتين يوجد طبيعياً في شعر الإنسان وأظافره) ولكن وجوده في الخلايا الطلائية يؤدي إلى جفاف وزيادة قرنية الجلد حول مناطق نمو الشعر كما يؤدي نقص النياسين إلى ظهور مرض البلاجرا حيث يحدث التهابات وتقشر للجلد في الأماكن المعرضة لأشعة الشمس، كاليدين والقدمين والوجه والعنق 8- الغدد يدخل اليود في تركيب جزئ الثيروكسين. وعند نقص اليود في الطعام تقوم الغدة الدرقية بجهد كبير – بلا جدوى – لإنتاج هذا الهرمون مما يؤدي إلى تضخم هذه الغدة، وظهور هذا الانتفاخ في أسفر الحنجرة وعلى جانبيها، وتسمى هذه الحالة الدراق يوضح حالة الدراق في إمرأة آسيوية نتيجة نقص اليود في الطعام. 9- العظام يؤدي نقص فيتامين د إلى مرض الكساح في الأطفال وإلى مرض لين العظام وضمورها في الكبار. وينتج مرض الكساح عن التكلس غير التام أثناء نمو العظام في الأطفال. ومن أعراض الكساح تضخم نهاية العظام الطويلة في الأطراف وخاصة عند رسغ اليد ، كذلك تقوس الساقين مع تضخم وانتفاخ المفاصل.