وصلت الينا هذة المشكله مرة اخرى ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,سيدتي بعثت لكم مشكلتي بعنوان ماذا افعل مع زوجي الظالم,وقد ارتحت جدا لحلكم وشكرا لكم وقد فكرت بالموضوع فوجدت ان افضل حل هو ان اتصل بشيخ واخبره عن قصتي وفعلا اتصلت بالشيخ امام زوجي (لاحط على عين زوجي بان الشرع فرض عليه اعطائي مصروف ودفع اجرة الخادمة والبيبي ستر وان كنت اعمل وراتبي ممتاز) ,وفعلا وقف الشيخ معي امامه وقال له ان الشرع فرض عليك ان تنفق على زوجتك وان كانت قادرة ان تنفق على نفسها,لكن وبعد ذلك فوجئت ان زوجي جاء الي وقال لي بكل هدوء الكلام التالي(نعم اذا الشرع فرض علي ان انفق عليكي وان اعطيكي مصروف شهري وان انفق على الخادمة والييبي ستر مع مقدرتك التامة ان تقومي بهذه المصاريف ,بحجة ان هذا حقكي شرعا علي,فانا ساقوم بذلك لكن يا عزيزتي ساتزوج عليكي ,فكما الشرع الزمني بالانفاق عليكي وان كان راتبك الشهري ممتاز ,فان الشرع حق لي ان اتزوج عليكي وهذا حق من حقوقي لا تتجراي على ان تتكلمي به 'هذا اولا ,ثانيا وهو الاهم اني ساتكفل بمصاريفك ومصاريف اليبي ستر والخادمة لان الشرع فرض علي ولكن ايضا من الان فصاعدا ساكون الامر الناهي في المنزل ولا راي لكي بشي ,فالبشرع الذي تتبجحين فيه يا عزيزتي بالشرع القوامة للرجل لا للمراة,فمن الان فصاعدا لا راي لكي بمدارس الابناء ولا راي لكي اين سنسكن(ملاحظة :كان يريد ان يسكن بمنطقة الا انني رفضت لاني احب ان اسكن بمنطقة اخرى اجمل من وجهة نظري ووافق على طلبي) ومن الان فصاعدا يا عزيزتي فاني ايضا ساغير فرش الشفة بما يناستبي انا ,اي اني ساشتري فرشا يعجبني انا وان لم يعجبك فالقوامة لي وليس لك,وايضا بما انني الذي انفق على الخادمة واليبي ستر فانا ايضا لا اريد بعض صديقاتك ان يدخلن منزلي بدون سبب واضح) سيدتي هو يريد الان ان يتزوج علي بحجة ان الشرع اباح له الزواج من اربعة,وايضا يريد ان يكون الامر الناهي بكل شي في المنزل لان الشرع قال ان القوامة له ,وذلك كله انتقاما مني لاني لا اريد ان انفق على مستلزماتي الشخصية واليبي ستر ,وقال لي بالحرف الواحد (ترديني ان انفق عليكي وعلى واجباتك المنزلية اوانتي تضعين راتبكي كله بالبنك باسمك لان الشرع الزمني بذلك,اذا وبكل بساطة ساتزوج عليكي لان الشرع اباح لي ذلك,اذا اردتي ان تستهبلي بحجة الشرع فانا ايضا ساتهبل بحجة الشرع والشرع معي ايضا كما هو معك في قضية الانفاق ,سيدتي هل انا محقة في ما افعله ام هو المحق ,هل فعلا من الطمع والجشع ان اجعله يعطيني راتب شهري لي وان يتولى الانفاق على الخادمة والبيبي ستر وانا مرتبي ممتاز بحجة الشرع ام ان هذا حقي الطبيعي وهو انسان حقير يريد ان يجبرني على التنازل عن حقي في مصروف الشخصي ,اتمنى ان تعطوني رايكم وشكرا جزيلا استاذتنا الفاضله السلام عليكم ورحمه الله من الواضح انك لم تفهمى جيدا الفتوى التى اجبنا بها على مشكلتك وهى فى الواقع فتوى من رجال الدين والشرع ..المتطوعين جزاهم الله خيرا نعرض عليهم المشكله من الناحيه الدينيه حتى انهم يرفضون التلميح لدورهم معنا بل يريدون بها وجه الله اختنا فى الله حقك على زوجك واضح ومفهوم فى الانفاق ومرة اخرى سنشرحه ربما تتضح الفكرة يجب على الزوج النفقه فى حدود امكانياته وبصور معتدله وبالاتفاق وليس بالامر فالحياة الزوجيه مودة ورحمه وليس حلقه مصارعه للبحث عن الحقوق والا سيكون الحال كما فعل زوجك تبحثين عن حقك وهو ايضا سيبحث عن حقه ومن حقه اذا لم يجد الراحه معك ايضا ان يطلقك نهائيا وعليك ان تعلمى ان مهما وصلت المشاحانات بينك وبينه ان تتلفظى بلفظ يقلل من كونه قوام عليك بمعنى لفظك انه حقير يريد ان يجبرك هذا خطأ كبير فالزوج ان حاول اجبار زوجته لصالح بيته واولادة من العيب الكبير ان تطلقى عليه لفظ حقير افهمى معنى القوامه حتى تتعاملى معها للمرأة ذمة مالية خاصة، يعني ما تكسبه المرأة من راتب العمل، أو من الميراث، أو من التجارة وغيرها هو لها وحدها، ولا يجوز للزوج أن يأخذ منه شيئا، إلا أن تعطيه الزوجة برضاها. ومن الفقهاء من يرى أنه يستحسن أن تتبرع المرأة بجزء من مالها، لأنها خرجت من بيتها، وأثر هذا في أداء وظيفتها في البيت، وحتى على هذا الرأي، فإنهم يقولون إن هذا مندوب، وليس واجبا، ومادام الزوج متفاهما مع زوجته في خروجها، فإن نفقة البيت عليه. كما أن البيوت لا تبنى على الحقوق والواجبات، بل تبنى على التفاهم، مع عدم إغفال الحقوق والواجبات. فإن رضيت المرأة بطيب خاطرها، أن تجود بشيء من راتبها على بيتها فلها، وإن أرادت أن تتمسك بحقها، فهذا حقها، ولا يجوز للزوج أن يجبرها على إعطاء شيء، ولو فعل لكان آثما. اما موضوع الانفاق عليك فقد شرحناة واوضحنا في البداية لا بد من تحرير لغة الخطاب على رأي أستاذنا الفاضل فهمي هويدي، بمعنى أنه عندما نتحدث بلغة الحق وهل من حقي؟ وهل من حقها؟ وندخل في بند الحقوق والواجبات فإننا ندخل في طريق ربما يصل بنا إلى حائط سد، لا نجد لنا منه مخرجاً. ولكن أرى من الناحية الواقعية أننا يجب أن نتحدث في الحياة الزوجية بلغة أخرى مختلفة. ففي البداية نتحدث عن كون الحياة الزوجية عبارة عن كيان قد تشكل من التقاء طرفيه، بحيث تخلى كل طرف برضاه عن جزء من ذاته وهو يوافق على الدخول في هذا الكيان ويحتفظ بجزء أخر يعطي له خصوصيته، ولكنه من المؤكد أنه في النهاية قد أصبح شيئاً جديداً بعد امتزاجه في هذا الكيان، فلم يعد الزوج هو الزوج ولم تعد الزوجة هي الزوجة، ولكن أصبحا هما هذا الكيان الجديد. هذا الكيان يقوم أساساً على الرضا والتراضي. فكما أسلفنا، فإن أحدهما لم يدخله وهو غير راضٍ، فهو قد رضي وقبل أن يكون جزءاً من هذا الكيان، ولذلك فيظل الرضا والتراضي هو العنوان الأساسي لهذا الكيان، ولا يجب ان نستعمل لفظ الحقوق والشرع كسلاح للقهر بل هى شرعت لتبنى لا تهدم -شرعت للرحمة والسكينه وليس للتغول والتوحش ولنا فى سيد الخلق اجمعين والسيدة خديجة اسوة حسنة فلم تبخل على رسول الله بمالها ونفسها وبكل حب وتراضى اختنا الفاضله ان المعاملات بين الناس كلها بنيت على الشرع وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما بعثت لاتتم مكارم الاخلاق -فالشرع كله اختزل فى مكارم الاخلاق فكل الحقوق والواجبات ومراتب الشرع جميعها من مفروض لواجب لجائز لحرام لمكروه كلها قوانين تنظم وتصب فى النهاية لان يعم السلام بالكون وان تكون العلاقة بين الناس مودة ورحمة فما بالك بعلاقة الزواج ---؟ارجوا ان تراجعى نفسك وان تستعيدى قراءة الايات ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعلنا بينكم مودة ورحمة ) إن أول ارتفاق الرجل بالمرأة سكونه إليها مما فيه من غليان القوة التي وهبها الله إياه وذلك أن الرجل أصله من الأرض وفيه قوة الأرض وفيه الفرج الذي منه بدئ خلقه فيحتاج إلى سكن وخلقت المرأة سكنا للرجل . قال الله تعالى : ( ومن آياته أن خلقكم من تراب ) الآية وقال : ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها ) وذلك أن الفرج إذا تحمل فيه هيج ماء الصلب إليه فإليها يسكن وبها يتخلص من الهياج وللرجال خلق البضع البضع منهن . قال الله تعالى : ( وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم ) فأعلم الله عز وجل الرجال أن ذلك الموضع خلق منهن للرجال فعليها بذله في كل وقت يدعوها الزوج فإن منعته فهي ظالمة وفي حرج عظيم ويكفيك من ذلك ما ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها ) ( وفي لفظ آخر ( إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح ) وليست هذه النعمة متمثلة فقط في السكن لا بل جعل الله المودة والرحمة ، فالرجل يمسك المرأة أما لمحبته لها أو لرحمة بها بأن يكون لها منه ولد أو محتاجة إليه في الإنفاق أو للألفة بينهما وغير ذلك ... ولعلك تتساءل ما معنى المودة ، الرحمة ، والجواب : قد فسر أهل العلم ذلك واختلفوا في معناه فمنهم من قال المراد بالمودة الجماع وبالرحمة الولد كما قاله ابن عباس ومجاهد وقاله كذلك الحسن . وقيل : المودة والرحمة عطف قلوبهم بعضهم على بعض . وقال السدي المودة المحبة والرحمة الشفقة ، وروي معناه عن بن عباس رضي الله عنهما قال : المودة حب الرجل امرأته والرحمة رحمته إياها أن يصيبها بسوء . إن في هذه النعمة التي منحها الله لعباده وحصل بها الاستمتاع واللذة والمنفعة بوجود الأولاد وتربيتهم، والسكون إليها، لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } يُعملون أفكارهم ويتدبرون آيات اللّه وينتقلون من شيء إلى شيء.