تناذر الشدة التنفسية الحادة acute respiratory distress syndrome ards)) تعريف: متلازمة الشدة التنفسية الحادة والتي تسمى بِ (ards)، هو قصور مفاجئ في الجهاز التنفسي ويحدث بسبب احتباس السوائل في الكيسات الهوائية الدقيقة الموجودة في الرئتين (والتي تسمى الأسناخ)، وخلال فترة قصيرة تتفاقم الحالة ويصبح التنفس عسيراً مما يؤدي إلى حرمان الأعضاء الحيوية من الأكسجين الذي تحتاجه لتقوم بعملها. تصيب متلازمة الشدة التنفسية الحادة عادةً الأشخاص ذوي الحالة الصحية السيئة أو المصابين بأمراض مستقلة، وتتطور الزلة التنفسية الشديدة (والتي هي العرض الأساسي لل ards ) خلال عدة ساعات إلى عدة أيام تالية للإصابة المرضية أو الرضية. تكون ال ards مميتة في 25-40% من الحالات، ويتماثل نسبة من المرضى للشفاء التام على الرغم من أن عودة الوظيفة التنفسية لحالتها الطبيعية قد تستغرق سنة أو أكثر الأعراض: تتفاوت أعراض ards في شدتها اعتماداً على السبب وشدته وهي تتضمن: زلّة تنفسية شديدة dyspnea تنفس مجهد ومتسرّع بشكل غير طبيعي انخفاض ضغط الدم تخليط ذهني وشعور بالتعب الشديد سعال أو حمى في بعض الأحيان متى تذهب لزيارة الطبيب: عادة ما تأتي ال ards بعد إصابة شديدة أو حالة صحية حرجة، ومعظم المصابين يقبلون في المشفى لأسباب أخرى قبل تطور ards ، ومع ذلك.. فإذا تطورت لديك أعراض تنفسية مفاجئة ، راجع طبيبك أو أقرب مركز إسعافي في الحال إذ أنّ العديد من الحالات التي تسبب حالات مشابهة كالأمراض القلبية تتطلب عناية طبّية إسعافية كما هو الحال في ards الأسباب: تتلخص الآلية الميكانيكية في حدوث ards بالتالي: تتسرب السوائل من الأوعية الشعرية الرئوية إلى الكيسات الهوائية الدقيقة والمسمّاة بالأسناخ الرئوية (حيث يتمّ التبادل الغازي و أكسجة الدم في الحالة الطبيعية). وفي الحالة الطبيعية يوجد غشاء يفصل الأسناخ الرئوية عن الأوعية الشعرية ويمنع نفاذ السوائل عبرها.. ويحدّث ards عند التعرض لمرض شديد أو حالة صحيّة حرجة تسبب التهاباً يعطل وظيفة الغشاء السابق مما يؤدي إلى تسرّب السوائل الذي يسببه ards ومن الحالات التي تسبب التهاباً وأذيات رئوية: ذات الرئة الفيروسية أو الجرثومية الشديدة (severe viral or bacterial pneumonia) تجرّثم الدم ( انتشار الإنتان عبر المجرى الدموي) (sepsis) قصور القلب وما ينجم عنه من وذمة رئوية (heart failure) نقل الدم المتكرر أو بكميات كبيرة (multiple or massive blood transfusions) إصابة رأس أو صدر رضّية شديدة كسور العظام الطويلة كالفخذ وقد يسبب ذلك إطلاق جزيئات شحمية (تسمى الصمات الشحمية) تسير عبر مجرى الدم إلى الرئتين. الإستخدام المديد (عدّة أيام إلى أسبوع) لكميات كبيرة من الأكسجين لدعم التنفس الاستنشاق العفوي للقيء أو المواد الكيماوية كالأمونيا أو الكلورين استنشاق الدخان الغرق الوشيك رد الفعل الشديد لأدوية علاج السرطانات والأدوية الأخرى التهاب البنكرياس (pancreatitis) الصدمة من أي نوع من المهم معرفة سبب حدوث الards إن أمكن لكي يتم تحديد العلاج الأمثل ويمكن الطبيب من تقدير فرص النجاة، ومع ذلك تكون بعض حالات ards مجهولة السبب. عوامل الخطورة: يُقبل معظم المرضى في المشفى لأسباب أخرى (غير ال ards) والعديد منهم يكون مصاباً بحالات مرضية حرجة، ويزداد خطر الإصابة إذا : حدث انتشار واسع للإنتان في مجرى الدم( تجرثم الدم) كنت مصاباً بمرض كبدي مزمن (تشمّع الكبد) كنت تستخدم أجهزة التنفس الإصطناعي لدعم التنفس كنت قد أجريت أنواعاً محددة من العمليات الجراحية مؤخراً كنت تفرط في شرب الكحول كنت مدخناً في الوقت الحالي أو في السابق الإختلاطات: ال ards عبارة عن حالة إسعافية حرجة، ولكن احتمال النجاة وشفاء المرضى يرتفع بتطور العلاجات الإسعافية المتاحة، ومع ذلك فإن عدداً من المرضى يعانون من اختلاطات جدّية و التي تتضمن: التليف الرئوي: وهو تندّب وتثخّن النسيج الخلوي بين الأسناخ الرئوية ( النسيج الخلالي) .. يحدث خلال عدة أسابيع من بداية ards ، ويؤدي ذلك إلى صلابة وقساوة في الرئتين (نقص مطاوعة) مما يسبب صعوبة انتشار الأكسجين عبر الأسناخ إلى الدوران الدموي. الفحوصات والتشخيص: التحاليل الخاصة بمتلازمة الشدة التنفسية الحادة صورة صدر بسيطة قياس غازات الدم الشرياني طبقي محوري للصدر فحوصات دموية لتحري الانتان فحوصات للقلب لتحديد أية أسباب قلبيّة ممكن أن تسبب الوذمة الرئوية( مثل قصور القلب). العلاجات والأدوية: الهدف الأساسي من علاج ards هو عودة تدفق الأكسجين عبر الرئتين و إلى الأعضاء إلى أن تزول الوذمة الرئوية وتعود الرئة لأداء وظائفها بشكل جيد، ويأتي علاج الحالة المسببة ل ards في المرتبة الثانية الأكسجين: ووضع المريض على المنفسة الإصطناعية لدعم التنفس وزيادة أكسجين الدم الدعم بالأكسجين ( التهوية بالضغط الإيجابي غير الراضّة - noninvasive positive pressure ventilation): وذلك عندما تكون الأعراض أخف أو كدعم مؤقت ويتم توصيل الأكسجين عبر قناع يثبت على الأنف أو على الأنف والفم معاً. التهوية الإصطناعية الميكانيكية (التهوية الميكانيكية بالضغط الإيجابي - positive pressure mechanical ventilator):يحتاج معظم مرضى ards إلى الدعم التنفسي اللاحق، وفي هذه الطريقة يقوم جهاز تنفس اصطناعي بدفع الهواء إلى الرئتين وبإخراج السوائل إلى الأسناخ الرئوية وذلك عبر قنيّة توضع في الفم أو الأنف موصولة بجهاز تهوية ميكانيكية خارجي وتصل إلى رغامى المريض وإذا احتاج المريض إلى دعم تنفسي لعدة أيام، فالغالب أن توضع القنيّة داخل الرغامى مباشرة عبر شق خارجي في الجلد ( خزع الرغامى) يبقى المريض على على المنفسة حتى يصبح قادراً على التنفس الذاتي، وقد يستمر ذلك من أيام لأسابيع أو حتى أشهر ويزداد خطر حدوث الإختلاطات على الرئة كلما طالت فترة مكوث المريض على المنفسة. مثل ذات الرئة وتعطل وظائف الرئة. ويتمتع المرضى الذين لا تتجاوز فترة مكوثهم على المنفسة الأسبوع الواحد بأكبر فرصة للشفاء التام. السوائل: تأمين توازن السوائل هام جداً لدى مرضى ards ، وقد اعتاد الأطباء في الماضي إعطاء المريض كميات كبيرة من السوائل الوريدية من أجل ضمان دوران دموي جيد لإيصال الأكسجين إلى أنحاء الجسم ولكن ثبت في الوقت الحالي ضرر الكميات الزائدة في السوائل التي تؤدي إلى تفاقم الوذمة الرئوية مع الأخذ بعين الإعتبار أن حرمان الجسم من السوائل تؤدي إلى ضرر القلب وعجزه عن ايصال الكميات المطلوبة من الأكسجين إلى أعضاء الجسم الأخرى. و لذلك يقع على عاتق الطبيب مسؤولية تأمين التوازن السائلي المطلوب ومراقبة تطور الحالة حتى تعود الرئة لأداء وظائفها والحفاظ على تروية وعمل الأعضاء الأخرى في الوقت ذاته. انخماص الرئة( استرواح الصدر): تسخدم المنفسة (آلة لتأمين دعم تنفسي للمريض المصاب ب ards تقوم بدفع أكسجين الدم وتسهم في تخفيف الوذمة الرئوية ولكن لهذه التقنية مشاكلها الخاصة، فالضغط و الحجم الهوائي المطبّق قد يؤدي إلى احتجاز الهواء حول الرئة في حيّز يسمّى (الجنب) مما يؤدي إلى الضغط على الرئة وانخماصها. وهي حالة اسعافية يقوم الطبيب فيها بإدخال أنبوب بين أضلاع المريض إلى الفراغ الجنبي يهدف لإخراج (تفجير) الهواء المحتبس مما يسمح بتمدد الرئة وعودتها للعمل. الإنتانات الجرثومية: قد تكون المنفسة موصولة بواسطة أنبوب يدخل مباشرة في الرغامى وذلك لدعم التنفس ولكن ذلك يزيد احتمال دخول عدوى جرثومية مسببة ذات رئة جرثومية والتي قد تزيد حالة الرئتين سوءاً. قد تظهر الإنتانات في أماكن أخرى من الجسم مثل مجرى الدم (تجرثم الدم)، السبيل البولي، والسائل الدماغي الشوكي وقد تكون هذ الانتانات معنّدة على العلاج إذا كان المريض معتاداً على تناول الصادات الحيوية بكثرة مما يسبب مقاومة جرثومية للعلاجات المطبّقة وتزداد الحالة سوءاً إذا كان السبب الأساسي ل ards هو إصابة انتانية سابقة. خلل في وظائف الرئة: معظم المصابين بال ards يشفون تماماّ خلال عدّة أشهر الى سنين، ولكن فهم يعاني من مشاكل تنفسية تستمر بعد الشفاء ومدى الحياة ، ويزيد من ذلك الخطر الإصابة المسبقة بالأمراض الرئوية الأخرى مثل النفاخ الرئوي وقد يحتاج المرضى - حتى الذين سيتعافون تماما – إلى دعم تنفسي لعدة أشهر بعد الإصابة ب ards للسيطرة على الأمراض التنفسية التي سيعانون منها من الزلة النفسية والتعب . الضمور والضعف العضلي: استخدام المنفسة الاصطناعية لأكثر من أسبوع يؤدي إلى ضعف في العضلات لأسباب غذائية ، وقد يتطلب العديد من مرضى ards علاجاً فيزيائياً في المشفى وبعد عودتهم إلى المنزل ويهدف ذلك إلى إعادة القوة العضلية وقدرة التحمل التي فقدت بسبب الإصابة . وتعتمد الفترة الزمنية لعودة القوة العضلية على عدة عوامل مثل : مقدار فقدان الوزن بسبب الضمور العضلي والمدة الزمنية التي أمضاها المريض مستلقياً و المدة الومية التي أمضاها معتمداً على المنفسة ومقدار الضمور الذي ألحق بالرئة والأعضاء الحيوية الأخرى .
التأثيرات على المعرفة، الذاكرة، الإدراك والمشاكل النفسية الأخرى : إعطاء المهدئات وانخفاض مستوى الأوكسجين في الدم يؤدي إلى فقدان في الذاكرة ومشاكل إدراكية تعقب ards . وقد تتضاءل هذه المشاكل مع الزمن ولكن في حالات أخرى قد يكون الضرر دائما ، قد يعاني معظم المرضى من الاكتئاب بعد الشفاء من ards والذي قد يكون شديداً عند عدد من المرضى ، مع الانتباه إلى أعراضه وتنبيه المريض إلى استشارة الطبيب . الأدوية: كالمضادات الحيوية لعلاج الانتانات ومسكنات الألم إضافة إلى المهدئات التي تعطى للمرضى الموضوعين على التنفس الاصطناعي . - ومن الضروري أحيانا إحداث إرخاء بالعضلات الهيكلية التنفسية لمنعها من مقاومة حركات المنفسة الصناعية . - قد تعطى مضادات التخثر لمنع تشكل الخثرات (الخثار الوريدي العميق) وحدوث (الصمة الرئوية) - كانت تعطى الستيروئيدات القشرية سابقاً لعلاج الالتهاب والوذمة الرئوية لكن دراسات عديدة بينت عدم فاعلية الستيروئيدات القشرية في تحسين معدل البقيا لدى المصابين بards . المتابعة والدعم اللاحق: يتطلب الشفاء من ards زمناً طويلاً ويحتاج المريض إلى الكثير من الدعم في هذه الأثناء، ومع أن شفاء كل مريض يختلف عن الآخر في مدّته ونتائجه إلاّ أنه من المفيد أن ننتبه إلى الصعوبات الفيزيائية والعقلية التي تواجه معظم المرضى. اطلب المساعدة:خاصة بعد الخروج من المشفى ، اطلب المساعدة في الأعمال اليومية حتى تضمن أنك تستطيع الاعتماد على نفسك. أعد تأهيل رئتيك: توفّر العديد من المراكز الصحيّة مساعدة في إعادة تأهيل للرئتين والتي تتضمن تمارين فيزيائية واستشارات تثقيفية ليتعلّم المريض كيفية الحفاظ على وزنه المثالي والعودة تدريجياً إلى نمط الحياة الطبيعية. احصل على المساعدة النفسية اللازمة: إذا كنت تعاني من أعراض الإكتئاب أو فقدان الأمل والاهتمام بالنشاطات اليومية الإعتيادية ، نوبات الإكتئاب شائعة لدى المرضى الذين يشفون من ards وقد تساعد في علاج الحالة الاستشارة النفسية والعلاج الدوائي أحياناً. أقلع عن التدخين : وتجنّب التدخين السلبي. خذ اللقاحات اللازمة لتجنّب أية اختلاطات لاحقة: مثل لقاحات الانفلونزا سنوياً أو لقاح ذات الرئة بالمكورات الرئوية كل خمس سنوات.