يتم الاحتفال باليوم العالمى للالتهاب الرئوى، فى العديد من دول العالم، فى النصف الأول من نوفمبر الجارى، وقد احتفلت الجمعية المصرية لأمراض الصدر، برئاسة الأستاذ الدكتور محمد عوض تاج الدين، وزير الصحة الأسبق، وأستاذ الأمراض الصدرية بهذه المناسبة، الخميس الماضى، بفندق فيرمونت بمصر الجديدة، حيث يتم إلقاء الضوء على هذا المرض المهم وكيفية الوقاية منه. كما يتم تدشين الدليل المصرى لعلاج التهابات الجهاز التنفسى الذى قامت بإعداده الجمعية المصرية لأمراض الصدر، والتى تضم نخبة من كبار خبراء الأمراض الصدرية، والتى سبق أن أصدرت دليل علاج مرض الربو الشعبى ودليل علاج الانسداد الرئوى المزمن. وسوف تنظم الجمعية سلسلة من الندوات والدورات التدريبية لتعريف الأطباء بالدليل الجديد، وذلك من أجل توحيد نظم التشخيص والعلاج وتحسين جودة الخدمة المقدمة لمريض الصدر، الالتهاب الرئوى، هو شكل من أشكال العدوى التنفسية الحادة، التى تصيب الرئتين، وتتشكّل الرئتان من أكياس صغيرة تُدعى الحويصلات، وتلك الأكياس تمتلئ بالهواء عندما يتنفس الشخص الصحيح، وعندما يُصاب المرء بالالتهاب الرئوى تمتلئ الحويصلات بالقيح والمواد السائلة، ممّا يجعل التنفس مؤلماً ويحدّ من دخول الأكسجين. يتراوح مرض الالتهاب الرئوى من الإصابة الخفيفة، إلى الإصابة شديدة الخطورة، ومن المهم معرفة أن سبب تفاوت شدة الالتهاب الرئوى تعتمد على نوع الميكروب والصحة العامة للمصاب، وهما أهم عوامل تحديد شدة الالتهاب. وعن طرق العدوى يقول، هناك أنواع عديدة من العدوى يمكن أن تسبب مرض الالتهاب الرئوى، وتشمل العدوى بمختلف أنواع البكتيريا أو الفيروسات أو الطفيليات أو الفطريات، ويمكن أن ينتشر الالتهاب الرئوى بطرق عدة، فيمكن للفيروسات والجراثيم الموجودة عادة فى أنف الطفل أو حلقه أن تصيب رئتيه إذا ما استنشقها، وقد ينتشر أيضًا عن طريق الرذاذ المتطاير الناجم عن السعال أو العطاس، وقد ينتشر كذلك عبر الدم، ولاسيما أثناء الولادة أو بعدها بقليل. الأعراض: لا يوجد اختلاف بين أعراض الالتهاب الرئوى الفيروسى والالتهاب الرئوى الجرثومى، غير أن أعراض الشكل الفيروسى قد تكون أكثر من أعراض الشكل الجرثومى ومن أهم أعراض المرض: سرعة التنفس أو صعوبته. السعال. نوبات الرعشة. فقدان الشهيّة. من هم الأكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوى؟ الرضع والأطفال والمسنون والمدخنون، وأولئك المصابون بأمراض الرئة، والقلب هم الأكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الشعبى الحاد نتيجة لعدوى القسم العلوى من الجهاز التنفسى، وهم أكثر عرضة كذلك للإصابة بالالتهاب الرئوى، الناتج عن تفاقم حالة الالتهاب الشعبى. وقد أظهرت دراسة طبية أن المدخنين من الرجال والنساء، الذين يدخنون أكثر من 20 سيجارة يومياً يزيد مخاطر إصابتهم بالالتهاب الرئوى بمعدل ثلاثة أضعاف مقارنة بغير المدخنين.. كانت الأبحاث الطبية أجريت على أكثر من 112 رجلاً ونحو 92 سيدة من المدخنين، وتم تتبعهم لأكثر من عام ونصف، حيث وجد ارتفاع معدلات الإصابة بالالتهاب الرئوى بنسبة 65% بينهم فى مقابل 23% بين غير المدخنين. وفى حين يستطيع معظم الأطفال الأصحاء التصدى للعدوى بفضل دفاعاتهم الطبيعية، فإنّ الأطفال الذين يعانون من ضعف جهازهم المناعى يواجهون، أكثر من غيرهم، مخاطر الإصابة بالالتهاب الرئوى.. ويمكن أن يضعف جهاز الطفل المناعى بسبب سوء التغذية أو نقصها، ولاسيما لدى الرضّع الذين لا يُتغذون بلبن الأم. كما تزيد العوامل البيئية التالية من احتمال تعرّض الطفل للالتهاب الرئوى: العيش فى بيوت مزدحمة. تلوّث الهواء داخل المبانى نتيجة استخدام الوقود الحيوى مثل الخشب والروث لأغراض الطهى والتدفئة. الدخان المنبعث من سجائر الآباء. التشخيص: تأتى الأعراض كخطوة أولى فى التشخيص الصحيح للمرض. وتساعد معرفة التاريخ المرضى للمصاب على سرعة التشخيص. ثم تأتى الفحوصات الطبية، كالأشعة السينية، وفحص البلغم تحت الميكروسكوب لتحديد نوع الجرثومة. العلاج: العلاج الأساسى للالتهاب الرئوى البكتيرى والميكوبلازما والكلاميديا هو المضاد الحيوى، ويمكن تناول العلاج فى المنزل عن طريق الفم فى الحالات الخفيفة، مع التغذية الصحية والراحة التامة. أما لمن هم فوق الخمسين ومن يعانون من أمراض مزمنة والمصابون بسوء التغذية أو مصابون بالتهاب حاد، فهؤلاء يجب إدخالهم إلى المستشفى لمراقبتهم ولتلقى المضادات الحيوية عن طريق الوريد، وإعطائهم الغذاء المناسب، أو مساعدتهم عن طريق أجهزة التنفس والأكسجين. كما أن جميع مرضى الالتهاب الرئوى يجب عليهم الإكثار من تناول السوائل لتيسير السعال وطرد البلغم، والالتزام بالراحة التامة والامتناع عن التدخين وعن تناول الكحول. الوقاية: توفير التغذية المناسبة من الأمور الأساسية لتحسين دفاعات الأطفال الطبيعية، بدءاً بالاقتصار على الرضاعة الطبيعية طيلة الأشهر الستة الأولى من حياتهم، وهذه الطريقة تضمن فعالية أيضًا فى الوقاية من الالتهاب الرئوى وتقليص فترة المرض. ويسهم التصدى للعوامل البيئية مثل تلوّث الهواء داخل المبانى (بالعمل، مثلاً، على توفير مواقد نقية زهيدة التكلفة لاستعمالها داخل المبانى) والتشجيع على التزام مبادئ النظافة الشخصية فى البيوت المزدحمة فى تخفيض عدد الأطفال، الذين يُصابون بالالتهاب الرئوى.