كشفت دراسة حديثة عن بعض النصائح التي قد تساعدك على المحافظة على صحتك إلى أن تحتفل بعيد ميلادك المائة. وتتلخص هذه النصائح بأن تحاول أن تكون متفائلاً ومتساهلاً وحليماً وحسن المعشر واجتماعياً وذي ضمير. كما تنصحك الدراسات بأن لا تكبت المشاعر ولا تدعها تتراكم بداخلك، وأن تكبح الرغبة الملحة في استغابة الآخرين. ويبدو أن هذه التوليفة من عوامل الشخصية تنضوي على أسرار العيش حتى المائة عام وفقاً للباحثين في معهد أبحاث الشيخوخة في كلية ألبرت أينشتاين للطب بنيويورك. ومع أن عوامل الشخصية هذه تقدم لنا المزيد من الأدلة حول طول العمر، إلا أن الدليل الأول والأهم فيما إذا كنت ستصبح معمّراً يدور حول كون والديك معمّرين أي أنه متعلق بالجينات. وما زال التعمير حتى المائة عام نادراً، إذا يبلغ عدد المعمرين ممن يبلغون عمر المائة عام أو تجاوزوه في الولاياتالمتحدة حوالي 53 ألفاً أي ما نسبته 0.2% فقط من السكان. من جهة أخرى فإن هذا العدد في تزايد بنسبة 8% سنوياً. هل تشعرين بالإحراج عندما يبدأ طفلك بوصف بطولاته وكيف ضرب مجموعة من الأطفال وتفوق عليه بسهولة ؟ المفاخرة الصبيانية (رغم أنها محرجة في بعض الأحيان للأم والأب) أمر طبيعي تماما. ولكنها بالنسبة للأطفال التنافسيين مزمنة، ويمكن أن تتسبب القلق والتوتر بين الأقران ونوبات الغضب بشأن أشياء تافهة. يمكن لهذه النصائح أن تساعدك في تجنب المنافسة المفرطة وتعليم أطفالك على السعي لتحقيق النجاح بطريقة صحية وايجابية. 1 الانتباه الى اسلوب الكلام لا شك بأن كل أم ترغب بمشاركة إنجازات طفلها مع العالم؟ ولكن الأطفال حساسون للطريقة التي يصورهم بها آبائهم، وكلمات مثل “أفضل"، “أكثر" ، “أعلى" لا تمر دون أن يلاحظها الطفل. مثل هذه التوقعات واستخدام هذه اللغة يمكن أن يسبب ضغطا غير مبرر على الأطفال، الذين قد يشعرون بأن حب آبائهم يتوقف على تلبية المعايير العالية من هذا القبيل. بالإضافة إلى ذلك ، مخاطبة الأطفال بطريقة غير واعية كالقول مثلا “دعونا نرى من هو الأسرع في تنظيف غرفته!" ، يمكن أن تعزز المنافسة والغيرة بين الأشقاء ، مما يؤدي إلى التوتر في المنزل. وأفضل ما تفعلينه هو الاحتفال بانجازات طفلك بشكل جيد والثناء عليه من دون تحريض ضد الآخرين، على سبيل المثال ، “! لقد قمت بعمل عظيم ومميز" هو أكثر فعالية من القول “أنت أفضل طفل" او “انت اكثر اطفالي اجتهادا" كما أن سماع الطفل الوالدين أثناء الحديث عن إنجازاتهما، فمثلا إذا تحدثت أمام أطفالك عن شماتتك بزميل تفوقت على سبيل المثال، فإن الطفل يتعلم أن يحذو حذوك. 2 : عش حياتك الخاصة والسماح لأطفالك بأن يعيشوا حياتهم. من الجميل أن يتوافق الآباء والأطفال في تحقيق الأهداف، لكنه من غير الصحي لكلا الطرفين أن يعيش الآباء من خلال نجاحات أبنائهم. يمكنك أن تعطي طفلك رأيك في أنشطته، وكذلك مستوى المنافسة الذي اختاره. وعلى الرغم من أن شعور الآباء بنجاحهم في أبوتهم يقاس عن طريق إنجازات أطفلهم ، فنجاحات الطفل وفشله هو شيء يتعلق به ، وليس لك أن تتصرفي خلاف ذلك ، فذلك يمكن أن يجهد العلاقة بين الوالدين والطفل ويعزز المنافسة غير الصحية. 3 : الحب غير المشروط ، والتركيز على الإيجابيات. عليك أن تظهري الحب غير المشروط والتشجيع لطفلك فيجب أن تشعري طفلك انك تحبينه سواء فاز أم لا، لأن شعور الطفل بأن حبك له مشروط بفوزه أو تفوقه يفرض عليه ضغطا لأنه يخشى أن يخسر ويفقد حبك ولا يجب أن تركزي في الحديث على الفشل بل يجب أن يتم التحدث عنه في إطار توجيه الطفل لما يفعله حتى يتفوق ويفوز في المرات القادمة. 4 : الاستفادة من المواقف المختلفة لتعليم الطفل المنافسة موجودة في كل مكان في الحياة اليومية وعلى التلفزيون بين الفنانين واللاعبين والبرامج التلفزيونية التي تصور أن كل شيء يتعلق بالفوز. ولكن يمكن للوالدين استخدام هذه اللحظات لتعليم الأطفال عن القصور في السلوك الذي يتسم بالمنافسة الشديدة، وبأن تحقيق الفوز بأساليب غير صحيحة أو إلحاق الضرر بالعلاقات الشخصية،. وان يتعرف الأطفال على المشاكل المحتملة من العدوانية والإفراط في المنافسة، بحيث يتعلمون حدود المنافسة صحية. في حين أن التنافس ليس بالضرورة أمرا سيئا ، يمكن أن يصبح ضارا إذا بدأ الأطفال في رؤية أقرانهم فقط كأشخاص يهددونهم ويشكلون عقبات تهدف إلى إفشالهم، فهذا يؤسس لعقلية غير سوية لدى الطفل في تعامله مع الآخرين ونظرته إليهم، لذلك فإن توجيه الطفل والطريقة التي تتحدثون بها عن المنافسة الصحية هي أفضل ضمان لنجاح ولدك في المستقبل لامح مشتركة بين شخصيات الأشخاص المعمّرين، من بينها كون الشخص محبوباً ولطيفاً ومنفتحاً على الآخرين. وفي الدراسة التي أجريت في معهد أبحاث الشيخوخة قام الباحثون بالتركيز على ملامح الشخصية ذات الأساس الجيني. ولهذا الغرض شملت الدراسة 243 معمراً قاموا وأفراد عائلاتهم بالإجابة عن استبيان يتعلق بملامح شخصياتهم كالتفاؤل والانفتاح وكم يضحكون في أيامهم ومدى الحرية التي يعبرون بها عن مشاعرهم إلى جانب خصال كالضمير الحي والعصابية (neuroticism) والإيجابية. وبمقارنة النتائج التي حصل عليها فريق البحث بالمعدلات التي تنطبق على مجمل الشعب الأمريكي تبين أن هؤلاء الذين يعمّرون حتى المئة عام يتمتعون عموماً بما يلي: . الانفتاح . الإيجابية، فهم ليسوا من النوع الذي يتحدث عن الآخرين بالسوء . يضحكون باستمرار . يعبرون عن مشاعرهم . ذوو ضمائر حية . ليسوا عصابيين، أي أنهم غير ميّالين للتعبير عن مشاعر سلبية كالقلق أو الغضب أو الشعور بالذنب. إلا أن الباحثين أكدوا أنها مجرد صلة وليست علاقة سبب ومسبّب. ومن جهة أخرى كشفت الدراسة أن بعض هؤلاء المعمّرين لم يكونوا دوماً بسيطي المعشر ومحبوبين بل أصبحوا كذلك مع تقدم العمر حيث يصبح المرء أكثر ميلاً للتركيز على الأمور الإيجابية بدلاً من السلبية. وفي النهاية علينا أن نتذكر أنه وإن لم تنجح سمة التفاؤل وتبني نظرة إيجابية نحو المستقبل في إطالة أعمارنا فهي على أقل تقدير ستتيح لنا الاستمتاع بالوقت الحاضر والعيش بصورة أفضل.