امل علام .... عجبا لحال الانسان اذا ما حرم دعى لله مخلصا من قلبه بالحاح ورجاء ...بخشوع وتضرع بضعف لا يساويه ضعف ...فاذا ما استجاب الله نسى ضعفه ولهى بما اخذ ولربما نسى حتى الشكر واتجه لنقص اخر بنفس القوة والخشوع والتضرع فاذا ما عطاة الكريم الرحيم الغفور ...لهى مرة اخرى ...كم منا رزق بصحه مثل الحديد فنسى التضرع والخشوع والرضا من قلبه واكتفى ربما بالحمد لله فقط ..ربما شكر لكن هل بقوة الحرمان من نفس النعمه لا والله ...كم منا رزق بالمال الوفير واكتفى بالحمد ثم بالقليل لغيرة وكان مثله طغيان وهلاك للمال ..تبديد واصراف ونسى ان المبذرين اخوان الشياطين ...مبالغه فى طعامه وشرابه حتى النعمه التى كان محروم منها عندما امسكها بددها وهو مقتنع تماما انه حمد وشكر ونسى طغيانه وظلمه لهذة النعمه ..كم منا رزق بقرة اعين ذريه طيبه كريمه ومجرد غضب قليل او ربما كبير دعى عليهم وعلى نفسه ...اذكر نفسى واياكم ...حقا ان الانسان لظلوم كفور وكم منا تعلق بشئ بنعمه انعم الله عليه بها بعد طول حرمان فامتلأ قلبه حبا وشغفا ونسى إن الله سبحانه وتعالى يغار على قلب عبده ان يكون معطلاً من حبه وخوفه ورجاءه وأن يكون فيه غيره. فالله سبحانه وتعالى خلقه لنفسه واختاره من بين خلقه، كما في الاثر الالهي : ابن آدم خلقتك لنفسي وخلقت كل شيء لك، فبحقي عليك لا تشتغل بما خلقته لك عن ما خلقتك له. وفي أثر آخر : خلقتك لنفسي فلا تلعب، وتكفلت لك برزقك فلا تتعب. يا إبن آدم اطلبني تجدني ، فإن وجدتني وجدت كل شيء، وان فُتٌّكَ فاتك كل شيء، وانا خيرٌ لك من كل شيء، ويغار على لسانه ان يتعطل من ذكره ويشتغل بذكر غيره، ويغار على جوارحه ان تتعطل من طاعته وتشتغل بمعصيته، فيقبح بالعبد ان يغار مولاه الحقّ على قلبه ولسانه وجوارحه وهو لا يغار عليها . وإذا اراد الله بعبده خيراً سلّط على قلبه إذا أعرض عنه واشتغل بحبّ غيره أنواع العذاب حتى يرجع قلبه اليه، واذا اشتغلت جوارحه بغير طاعته ابتلاها بأنواع البلاء. وهذا ما غيرته سبحانه وتعالى على عبده، وكما أنه سبحانه وتعالى يغار على عبده المؤمن فهو يغار ولحرمته، فلا يمكّن المفسد ان يتوصّل الى حرمته غيرةً منه لعبده، فانه سبحانه وتعالى يدفع عن الذين آمنوا، فيدفع عن قلوبهم ، وجوارحهم، وأهلهم ، وحريمهم ، وأموالهم ، يتولّى سبحانه الدفع عن ذلك كلّه غيرةً منه لهم كما غاروا لمحارمه من نفوسهم ومن غيرهم . والله تعالى يغار على إمائه وعبيده من المفسدين شرعاً وقدراً ، ومن اجل ذلك حرّم الفواحش وشرع عليها أعظم العقوبات وأشنع القتلات شدة غيرته على إمائه وعبيده، فإن عُطلت هذه العقوبات شرعاً اجراها سبحانه قدراً ." فهل نحن نغار حقاً على بيوت الله ؟؟ ونغار على كتابه ؟؟ ورسوله ؟؟ وحرماته ؟؟ ام انَّ في الامر تفكير من جديد حتى نستطيع الاجابة والعمل ؟!! ألا تكفينا تأمّل واحصاء النعم المغدقة علينا ليل نهار ؟ الا يكفينا الاسلام وحده نعمة؟؟ ألا يكفينا حالنا المرير حتى نستطيع التقرب الى الله وحبه .... ثم الغيرة عليه كما يغار هو منذ أن أحيانا ؟؟!! انه من جعل لحياتنا أجلاً .. فكيف نغفل عن حبه والغيرة عليه ؟ وعن أنس قال: قال رسول الله : { من كانت الآخرة همه، جعل الله عناه في قلبه، وجمع عله شمله، ثم أتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه، وفرّق عليه شمله، ولن يأته من الدنيا إلا ما قُدر له } فهلاّ جعلنا همنا هماً واحداً بعد هذا.. عندما كان المسلمين في الاندلس و كان ذلك قبيل هزيمتهم من جيش الملكه ايزابيلا ...حيث كانوا يريدون اخذ الاندلس من المسلمين فأرسلوا رجلا ليري احوال مدينه معينه قبل ان يهاجموها فدخل الرجل المدينه فوجد شابا يبكي فسأله عن سبب بكاؤه فقال له الشاب لقد تأخرت في حفظ جزء من القرأن ...فرجع الرجل الي من ارسلوه و نصحهم بعدم المهاجمه لأنهم ان هاجموا سيذبحون ...و مرت بضع سنوات و ارسلوا هذا الرجل الي تلك المدينه من جديد ليري احوالها لانهم قد عزموا علي مهاجمتها فدخل الرجل المدينه ثانية و بدأ يتفقدها فوجد ايضا شابا يبكي فسأله عن سبب بكاؤه فقال (حبيبتي هجرتني) فرجع الرجل الي من ارسلوه و قال لهم الان يمكنكم مهاجمتهم و هجم جيش ايزابيلا علي هذه المدينه فأحتلوها و هزموا المسلمين شر هزيمه ....)) كل هذه مقتطفات لإعاده تشكيل فكر الإنسان المسلم و نتعلم ختاما من الموضوع 1- على المسلم أن لا يجعل مع الله شريكا فى قلبه 2- على المسلم أن يغير على حرماته و على حرمات المسلمين 3- على المسلم أن يغير على حرمات الله و أن يتعصب لها 4- على المسلم أن يرضى الله حتى لو سخط عليه كل البشر 5- على المسلم أن لا يبكى سوى على شئ سوى معصيه للخالق الواحد الاحد... ختاما غفر الله لى ولكم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته