كتب - وليد جعفر : يعتبر الأمن من أهم مطالب الحياة, وهو ضرورة لتحقيق مصالح الأفراد والشعوب.فالأمن يعني السلامة والاطمئنان النفسي, وانتفاء الخوف علي حياة الإنسان ولذا امتن الله تعالي علي أهل مكة بأن جعل حرمهم آمنا, يأمنون فيه من الإغارة أو النهب أو القتل أو السلب أو غيرها, مما لا يأمن منها غيرهم, فقال سبحانه:( أو لم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم), ويقول د.عبد الفتاح ادريس استاذ ورئيس قسم الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة إذا كان الأمن بهذه المثابة, فإن الله سبحانه قد حرم ترويع المسلم وإخافته, سواء كان هذا الترويع بالقول أو الفعل, وسواء كان علي سبيل الجد أو اللعب, فقد روي عن أبي الحسن البدري قال: كنا جلوسا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم فقام رجل, ونسي نعليه, فأخذهما رجل فوضعهما تحته, فرجع الرجل فقال: نعلي, فقال القوم: ما رأيناهما, فقال: هو ذا, فقال صلي الله عليه وسلم: فكيف بروعة المؤمن؟, فقال: يا رسول الله إنما صنعته لاعبا, فقال صلي الله عليه وسلم: فكيف بروعة المؤمن؟, قالها مرتين أو ثلاثا, وهذا يدل علي أن ترويع المؤمن أمر عظيم, ولذا بين رسول الله صلي الله عليه وسلم في أحاديث أخر أن ترويع المسلم ظلم عظيم, يستوجب إخافة فاعله يوم القيامة, وعدم تأمينه من أفزاع هذا اليوم, فقد روي عنه صلي الله عليه وسلم أنه قال: لا تروعوا المسلم; فإن روعة المسلم ظلم عظيم, وحرمة ترويع المؤمن متحققة, ولو كان بمجرد النظرة التي قصد منها الإخافة, وتشتد الحرمة إذا كان الترويع إشارة بالسلاح أو بما أجري مجراه من الحديد أو نحوه, وقد روي عنه أنه قال: من نظر إلي مسلم نظرة يخيفه فيها بغير حق أخافه الله يوم القيامة, وإذا كان مجرد ترويع الآمنين محرما, ولو بمجرد النظرة المخيفة, فما بالنا بترويعه بالأصوات المنكرة, أو انتهاك حرمته, أو الاعتداء علي نفسه, أو عضو من أعضائه, أو علي ذي قرابة منه, أو علي ماله, أو عمله أشد حرمة وإثما, فإن فاعله يستحق اللعن والوعيد الشديد الوارد في الأحاديث السابقة لعظم جرمه وظلمه.