لم يعد خافيا علي أحد ما يهدد الإنسان والحيوان في الوقت الحاضر من نقص في الموارد الطبيعية, خاصة الموارد الغذائية, نتيجة التدخل غير المنظم والجائر للإنسان في عناصر الطبيعة. كثيرون من الخبراء, والاقتصادين والعلماء يحذرون من الخلل الذي أحدثه الإنسان في تلك العناصر, والبعض يتخوف من ندرتها ونضوبها.. فكيف يري الإسلام هذه القضية؟.. وإلي أي حد يمكن أن يكون ذلك التخوف مبررا؟! أم أنه خوف غير مشروع وغير مبرر. الدكتور عبد الفتاح إدريس أستاذ ورئيس قسم الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بالقاهرة يقول: لما كان أعتماد حياة الإنسان وما سخر الله تعالي له من الحيوان علي تلك العناصر فإن من يعيش هذا العصر أصبح خائفا من نضوب أسباب حياته, وحياة من يرتفق به من حيوان ونحوه. ويضيف أن الشريعة الإسلامية لم تغفل تحقيق الأمن الغذائي للناس بحسبانه الوسيلة الأساسية لحفظ النفس الذي هو مقصد ضروري من مقاصد الشريعة. ويشير الي أن ما يتوسل به الي تحقيق حفظ النفس, ومنه الأمن الغذائي, يأخذ الحكم نفسه, ومن ثم يجب علي ولي الأمر أتخاذ الأسباب التي تحقق أمن الناس من الغذاء, كما يجب علي من يعول أحدا أن يوفر له من الغذاء ما يكفيه.. قال تعالي: الينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما أتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسراب..( سورة الطلاق7). ويوضح أنه لتحقيق المقصد الشرعي من توفير الأمن الغذائي فقد بينت مواصفات الأمن الذي لا يترتب علي تناوله الإضرار بمن يتناوله في عقله, وسائر أعضاء بدنه, ولذا حرمت كل ضار خبيث, وأباحت كل نافع طيب.. قال تعالي: وايحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائثب..( سورة الأعراف157). ويشير إلي أنه لتحقيق هذا النوع الآمن من الغذاء حرم الشارع غش الطعام أو بيع ما لا يصلح منه ليتناوله الادميون, كما حرم استغلال حاجة الناس الي الطعام ورفع سعره. وشدد الدكتور إدريس علي أن نصوص الشرع أوجبت الاقتصاد في استغلال عناصر الطبية, حتي لا تنضب, أو تتعرض للنقص, فحرمت الشريعة الأحتكار والإسراف والتبذير, وهذا دليل علي حرص الشريعة الإسلامية علي الحفاظ علي الأمن الغذائي للناس, وإزالة خوفهم من نضوب لأقواتهم, وأسباب حياتهم من عناصر الطبيعة المحيطة بهم