عواصم- وكالات- تراجعت الأسهم في البورصات الأوروبية والآسيوية متأثرة بعمليات بيع مفاجأة وواسعة النطاق شهدتها قبل ذلك البورصات الأميركية. وتراجع اليورو على نطاق واسع متأثرا بموجة بيع للاسهم الاوروبية جعلت المستثمرين يتخلصون من الاسهم ويقبلون على سندات الخزانة الاميركية. وارتفع الفرنك السويسري مستفيدا من الطلب على العملات التي تعتبر ملاذا آمنا لكن مكاسبه محدودة بسبب استمرار التكهن بأن السلطات السويسرية ستتدخل مجددا للحد من صعود العملة. ويحظى الدولار بدعم أيضا اذ ان من المتوقع ارتفاع الطلب على أكثر العملات سيولة في العالم نظرا لعلامات متزايدة على أن المؤسسات المالية قد تواجه مشكلات تمويلية. وقال محللون ان المستثمرين يتأثرون بشكل متزايد بعلامات على ضغوط تمويلية بعد أنباء في وقت سابق هذا الاسبوع عن أن بنكا من منطقة اليورو لم يرد اسمه اقترض 500 مليون دولار لأجل أسبوع من البنك المركزي الاوروبي. وانخفض مؤشر داكس الألماني إلى أدنى مستوياته منذ نوفمبر عام 2009 مع تراجع المؤشر المؤلف من 30 سهما إلى 5359.71 نقطة قبل أن يرتفع بشكل طفيف إلى 5393 نقطة في تعاملات متوترة أمس. وقال متعاملون إن الارتفاع الطفيف قد فقد تماما قوة الدفع في بداية الأسبوع مع تحرك متصيدي الأسهم التي تراجعت أسعارها وإغلاق متعاملي خيارات الأسهم مراكزهم المالية. ومع اقتراب أسبوع التعاملات على نهايته، يريد الكثير من المستثمرين مرسى آمنا مع عدم معرفة أي منهم ما إذا كان سيكون هناك مزيد من الأنباء السيئة مطلع الأسبوع المقبل. وقالوا إن المتعاملين على استعداد لمواصلة مؤشر داكس الاتجاه النزولي مع اعتبار مستوى 5100 نقطة هو مستوى التوقف المحتمل. وهبط سعر اليورو بنسبة 1 في المئة أمام الفرنك السويسري أمس بعد أن أثر تمويل البنوك الاوروبية على أسواق الأسهم واثار طلبا قويا على العملات التي تعتبر ملاذات آمنة للقيمة. وهبط سعر اليورو الى أدنى مستوى خلال الجلسة مسجلا 1.1284 فرنك. وتراجع سعر اليورو كذلك أمام الدولار منخفضا 0.4 في المئة الى 1.4259 دولار. وسجل سعر الذهب المقوم باليورو أعلى مستوى له على الاطلاق عند 1296.31 يورو للاوقية. كما هبط سعر الخام الاميركي في العقود الاجلة بأكثر من 3 دولارات للبرميل مواصلا موجة بيع بسبب تجدد المخاوف بشأن تداعيات تباطئ محتمل لنمو الاقتصاد العالمي على الطلب على الوقود. وبالنسبة للأسواق الآسيوية فقد تراجع مؤشر نيكاي الياباني225 نقطة بنحو 2 في المئة، وتراجع مؤشر كوسبي الكوري الجنوبي بمعدل4 في المئة، كما تراجع مؤشر بورصة استراليا بنحو نقطة مئوية. وجاءت هذه التراجعات عقب جلسات صاخبة في البورصات الأميركية أول من أمس، ادت الى تراجع مؤشر داوجونز بنحو 3.7 في المئة، وفي أوروبا تراجعت المؤشرات بين 4 و 6 في المئة. وتراجع الدولار 0.4 في المئة الى 76.37 ين مقتربا من مستواه القياسي المنخفض76.25 ين ومؤججا التكهنات بأن اليابان قد تتدخل في السوق للحد من صعود عملتها. ويقول متعاملون ان هناك مخاوف متزايدة من اوضاع النمو في الاقتصاد العالمي، وانعكاسات ازمة الديون الاوروبية. وكانت معلومات ومعطيات جديدة حول الاقتصاد الاميركي احد اسباب عمليات البيع الواسعة في البورصات. فقد اظهرت ارقام نشاطات التصنيع الأميركية ان نشاطات الولايات الأميركية الوسطى تراجعت الى ادنى معدلاتها منذ مارس من عام 2009. كما كان لتراجع ارقام المبيعات في سوق العقارات المنزلية الاميركي، وارتفاع معدلات البطالة بقوة، تأثير ملموس في عمليات البيع. في هذه الاثناء تشهد ما صارت تعرف ملاذات الاستثمار الآمنة ارتفاعات في اسواق آسيا أمس، معززة مكاسب سابقة كانت قد حققتها. ومن هذه الملاذات الذهب، الذي حقق سعرا قياسيا، كما ارتفع ملاذ آمن آخر وهو الفرنك السويسري أمام اليورو، على الرغم من محاولات السلطات السويسرية اضعاف عملتها. ويقول محللون ان اجراءات التقشف التي تفرضها الحكومات في الولاياتالمتحدة وأوروبا باتت تضيف اعباء على اعباء تراجع الطلب في الاقتصاد العالمي. وقال بنك مورغان ستانلي للاستثمارات انه قلص من توقعاته للنمو في الاقتصاد الاميركي والاوروبي، معللا ذلك بان الاقتصادين باتا «قريبين بشكل خطير من حافة الكساد».