سادت حالة من الذعر أسواق العالم، وسط مخاوف ومؤشرات قوية على عودة الأزمة الاقتصادية العالمية, التي عصفت بالاقتصاد الدولي في 2008, ولم يتعاف منها بشكل كبير سوى في 2010، وذلك بسبب أزمة الديون الأوروبية، وتراجع التصنيف الائتماني للولايات المتحدة. وانتشرت موجة بيع واسعة في بورصات العالم، بينما لجأ المستثمرون للبحث عن ملاذ آمن مثل الذهب والفرنك السويسري، مما أدى لارتفاع قياسي للذهب، وتراجع الدولار أمام الفرنك السويسري والين الياباني. وسجل الذهب مستويات قياسية بالدولار والجنيه الإسترليني واليورو والين الياباني، الثلاثاء، مع تخلص المستثمرين من الأسهم والعملات, ولجوئهم إلى الأدوات الاستثمارية الآمنة, وسط مخاوف من تأثر الاقتصاد العالمي بأزمة الديون الأوروبية والاضطراب في أسواق الولاياتالمتحدة بعد خفض تصنيف السندات السيادية الأمريكية. وارتفع الذهب المقوم بالدولار إلى مستوى قياسي عند 1778.30 دولار للأوقية (الأونصة) ويتجه لتسجيل أكبر صعود على مدى 3 أيام منذ أواخر 2008 حين كانت الأزمة المالية العالمية في أصعب مراحلها. وارتفع الذهب المقوم باليورو إلى مستوى قياسي عند 1250.93 يورو للأوقية. ولامس الذهب المقوم بالجنيه الإسترليني مستوى قياسيا عند 1088.44 جنيه للأوقية بينما سجل الذهب المقوم بالين الياباني، مستوى قياسيا عند 136982 ينا. في سياق متصل، تراجع الدولار بنسبة 2% مقابل الفرنك السويسري, الثلاثاء, مواصلا خسائره ومسجلا مستوى قياسيا منخفضا مع هبوط العملة الأمريكية مقابل العملات التي تعتبر ملاذا آمنا. وتراجع الدولار إلى 0.7359 فرنك سويسري بحسب بيانات منصة «إي.بي.اس» للتداول الإلكتروني. وفي تعاملات سابقة تراجع 10% تقريبا مقابل الين إلى 76.99 ين. وهوت الأسهم الأوروبية 5% في المعاملات الصباحية ليوم الثلاثاء, مع قيام المستثمرين ببيع الأصول عالية المخاطر على نطاق واسع والبحث عن ملاذ آمن في ظل مخاوف متنامية بشأن سلامة الاقتصاد العالمي. وفي الساعة 08:40 بتوقيت جرينتش تراجع مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 4.2% إلى 897.92 نقطة, بعد أن فقد ما يصل إلى 5% في وقت سابق. وانحدر المؤشر نحو 20% منذ 22 يوليو الماضي. وقفز مؤشر يورو ستوكس 50 لقياس التقلبات 28% ليسجل أعلى مستوياته منذ أواخر 2008 عندما كانت الأزمة المالية في أوجها. وفي المعاملات الأمريكية الآجلة تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.1% في حين فقد داو جونز 0.3% واستقر ناسداك 100 دون تغير يذكر. وسجلت الأسهم العالمية أدنى مستوى في 11 شهرًا لتطغى أجواء المراهنة على انخفاض الأسعار, إذ هوت الأسهم أكثر من 20% منذ أن سجلت أعلى مستوى في 3 سنوات في مايو الماضي. وتعاظمت مخاوف المستثمرين بشأن عافية الاقتصاد الأمريكي وأزمة ديون منطقة اليورو والتضخم المرتفع في الصين. وتراجع مؤشر «إم.إس.سي.آي» لأسهم كل دول العالم نحو 2% في تعاملات الثلاثاء, مسجلا أدنى مستوى منذ سبتمبر 2010. وواصل المؤشر تراجعه لليوم العاشر على التوالي. وتراجع مؤشر «إم.إس.سي.آي» لأسهم الأسواق الناشئة 3.4% صوب أدنى مستوياته منذ يوليو 2010 التي تم تسجيلها في التعاملات الآسيوية.
