ارتجاع المرىء مرض يصيب أكثر من 20% من المصريين ويسبب آلام مبرحة تجعل المرضى غير قادرين على ممارسة حياتهم بشكل طبيعى، ورغم أن المرض بسيط إلا أن الإهمال فى علاجه لفترات طويلة يؤدى إلى اختلال فى الخلايا الداخلية المبطنة للمرىء، مما يسبب أورام سرطانية. وقد أكد أطباء الجهاز الهضمى على ضرورة الكشف المبكر فى حالات ارتجاع المرىء والبدء فى العلاج فورا، خاصة وأن هناك أدوية جديدة قادرة على العلاج والتحكم فى أعراض المرض يوميا. فى البداية يؤكد الدكتور مازن نجا أستاذ أمراض الباطنة بكلية الطب جامعة القاهرة أن مرض ارتجاع المرىء ينتشر فوق سن الأربعين، إلا أنه يصيب كل الفئات العمرية، وقد زادت معدلات الانتشار نتيجة تراجع النشاط البدنى وتزايد استهلاك الأغذية الغنية بالدهون مع ارتفاع الضغوط النفسية والعصبية. ويشير إلى أن معظم الدراسات أكدت أن هناك ما بين 25% إلى 40% من الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة يعانون من المرض مرة فى الشهر على الأقل، بينما 14% يعانون من الحموضة أوحرقة المعدة مرة فى الاسبوع، و7% يشعرون بأعراض المرض مرة فى اليوم، ويأخذ المرض فى التطور مع ارتجاع أحماض المعدة الى المرىء لتسبب للمريض احساس بالحموضة والحرقة وشعور بعدم الراحة مما يؤثر فى طبيعة حياة المريض وأداء عمله ومع استمراره يؤدى الى تلف فى أنسجة المرىء، لذلك لابد من تناول العلاج المناسب مع بداية الحالة، خاصة أن هناك مابين 8.7% إلى 33.1% من السكان بمصر والشرق الاوسط يعانون من هذا المرض. ويضيف الدكتور إبراهيم مصطفى أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بمعهد تيودور بلهارس، أن الادوية المثبطة لمضخات البروتون والتى تساهم فى الحد من انتاج الحمض المعدى تعد أحد الحلول العلاجية الأكثر كفاءة وفاعلية تجاه المرضى أكثر من مضادات الحموضة أومضادات الهستامين، ورغم استمرار المرضى عليها إلا أن هناك 30% من المرضى لايزالون يعانوا من المرض. وأضاف أن هناك دواء جديد مثبط لمضخات البروتون بتركيبة ذات مفعول مزدوج تستمر لمدة 24 ساعة لتقضى على الحموضة لدى غالبية المرضى، حيث تعتمد على نوعين مختلفين من الحبيبات التى تطلق مادة الديكسلانسوبرازول الفعالة فى وقتين مختلفين لضمان التحكم لفترة أطول بالحموضة، حيث أن هذا الدواء يُمتص مرتين خلال اليوم ويمكن تناوله فى أى وقت، وللمرضى أن يختاروا الوقت المناسب لتناول الدواء . وأوضح الدكتور إبراهيم أن علاج ارتجاع المرى لابد أن يستمر من 6 إلى 8 أسابيع، ثم يؤخذ بعد ذلك عند اللزوم ويجب الحرص على تناول الدواء مع بداية ظهور المرض حتى لا يسبب أورام فى المرىء إذا ظل المريض لسنوات طويلة بدون علاج. ويقول الدكتور محمد عبد الفتاح أنه رغم توافر علاجات مميزة لعلاج ارتجاع المرىء إلا أن هناك من 19% إلى 44% من المرضى عالميا يعانون من المرض بشكل مستمر، لأن الأدوية المثبطة لمضخات البروتون حاليا لا تساهم فى التحكم بأعراض المرض لذلك الأدوية الجديدة يمكن أن توفر للمريض مفعول مزدوج فى كبسولة واحدة يفرز على مرحلتين داخل الجسم ليعالج الحموضة فى خلال اليوم دون تناول كبسولة أخرى ويتم تناوله فى أى وقت من اليوم.