كتبت مها ايوب للبداية الجديدة يؤمن المسلم بحق الوالدين عليه وواجب برهما وطاعتهما والإحسان إليهما لا لكونهما سبب وجوده – بعد الله – فحسب، أو لكونهما قدما له من الجميل والمعروف ما وجب معه مكافأتهما بالمثل بل إن الله – عز وجل أوجل طاعتهما، وكتب علي الوالدين برهما والإحسان إليهما حتى قرن بحقه والواجب له عن عبادته وحده دون غيره فقال عز وجل :14 وقال الرسول صلي الله عليه وسلم للرجل الذي سأله قائلا : " من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك , قال : ثم من ؟ قال : أمك , قال : ثم من ؟ قال : أمك , قال : ثم من ؟ قال : أبوك " متفق عليه . وقال صلى الله عليه وسلم : " إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ومنع وهات , ووأد البنات , وكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال , وإضاعة المال "متفق عليه . وقال : صلى الله عليه وسلم : " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قالوا بلي يا رسول الله , قال : الإشراك بالله , وعقوق الوالدين , وكان متكئا فجلس وقال : ألا وقول الزور وشهادة الزور , ألا وقول الزور وشهادة الزور, ألا وقول الزور وشهادة الزور فما زال يقولها حتى قال أبو بكرة , قلت ليته سكت " متفق عليه وقال : صلى الله عليه وسلم " لا يجزي ولد والدا إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه " متفق عليه . وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه " سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلي الله تعالي ؟ قال : بر الوالدين , قلت ثم أي ؟ قال : الجهاد في سبيل الله " . وجاء رجل إليه عليه الصلاة والسلام يستأذنه في الجهاد فقال : " أحي والداك ؟ قال : نعم , قال ففيهما فجاهد " متفق عليه . وجاء رجل من الأنصار فقال : يا رسول الله هل بقي علي شيء من بر الوالدين بعد موتهما أبرهما به ؟ قال : نعم , خصال أربع : الصلاة عليهما , والاستغفار لهما , وإنفاذ عهدهما , وإكرام صديقهما ,وصلة الرحم التي لا رحم لك إلا من قبلهما , فهو الذي بقي عليكم من برهما بعد موتهما " رواه أبو داود . وقال عليه الصلاة والسلام : " إن من أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولي الأب " رواه مسلم . والمسلم يعترف بهذا الحق لوالديه ويؤديه كاملاً طاعةً لله تعالي , وتنفيذاً لوصيته فإنه يلتزم كذلك إزاء والديه بالآداب الآتية : 1) طاعتهما في كل ما يأمران به , أو ينهيان عنه مما ليس فيه معصية الله تعالي ومخالفة لشريعته إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وقول الرسول : صلى الله عليه وسلم " إنما الطاعة في المعروف " وقوله صلى الله عليه وسلم : " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق " 2) توقيرهما وتعظيم شأنهما , وخفض الجناح لهما وتكريمهما بالقول وبالفعل فلا ينهرهما , ولا يرفع صوته على صوتهما , ولا يمشي أمامهما ,ولا يؤثر عليهما زوجة ولا ولداً ولا يدعوهما باسمهما , بل بيا أبي ويا أمي , ولا يسافر إلا بإذنهما ورضاهما . 3) برهما بكل ما تصل إليه يداه , وتتسع له طاقته من أنواع البر والإحسان , كإطعامهما وكسوتهما , وعلاج مرضهما , ودفع الأذى عنهما , وتقديم النفس فداءً لهما . 4) صلة الرحم التي لا رحم إلا من قبلهما , والدعاء والاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما وإكرام صديقهما . تأليف مها علي أيوب