الكاتب : مصطفى سلمى مقولة فرنسية شهيرة مغزاها البحث عن المرأه فى قلب الرجل ، او وراء اى نجاح لرجل ما ، او حتى عند حدوث امرا جلل بكل تأكيد لم يكن يدرى أدم انه يعيش مع اكثر المخلوقات جدلا ، وأكثرها تحريكا للأحداث على ظهر المعمورة كانت البداية فى الجنة ، حيث لا مكان للخطيئة ، اسهبت الكتب السماوية الثلاثة فى سرد واقعة الغواية بروايات مختلفة فى سياقها ولكنها كانت واحدة فى اصلها ، فى تأصل الغواية فى الانسان ، كان الأنسان منذ بداية خليقته هوا مصدر الغواية ومصدر الخطيئة على وجه الارض ، لم يبذل ابليس منذ تمرده مجهودا يذكر حتى يدفع بالانسان نحو حافة الهاوية وهنا وقبل ان توضع معادلات الحياه ، وقبل حتى ان توضع موازين الارض وتبدأ ثقافتها فى النضوج ، قبل ان تصنع الديموقراطية او حتى وضع مواثيق حقوق الانسان او معادلة النسبية او او او او او .... من تلك الاشياء التى صنعها الانسان من اجل ضمان توازن حياته مع الطبيعة المسخرة له ، اختار ابليس هدفه بأحكام بعد دراسته للخصم تماما لم يفكر هذا الملعون بأنه يوشك على اشعال اكبر معركة فى تاريخ الأنسانية بين جنسين بشريين ، الرجل والمرأه ، ليلقى بسهمه النافذ نحو عقل حواء التى بدورها اصابت أدم فى قلبه لتبدأ معادلات الحياه فى التعقيد لماذا اختار ابليس عقل حواء ولم يختر قلبها ؟؟ ولماذا اختارت حواء قلب أدم لا عقله ؟؟؟ ولماذا سلم أدم لحواء بهذه الدرجة ؟؟؟ ولماذا ندم بعدها على اختراق قانون الطبيعة فى اطاعة الخالق فى الامتثال لأمره بعدم الاقتراب من الشجرة الملعونة ؟؟؟ يبقى تساؤل أخر ظل يفرض نفسه على الامر ، لماذا خلق أدم وحواء عاريين ولما لم يسمح لأدم بأن يرى عورة حواء ؟؟؟ هل كان الاله ضد الحرية ؟؟ هل كان الاله يخاف على حواء من همجية أدم ؟؟؟ ام لما يكن هناك فائدة من رؤية عورة احدهم للأخر ؟؟؟ حقيقة الامر ، ان كل منهم تصرف على سجيته ، تصرف على فطرته التى خلقها الله عليه ، كل منهم لم يكن ينقصهم الايمان او العقل حتى ينجو من الخطيئة الكبرى ، بكل كان ينقصهم التمرد على الخطيئة نفسها لم يهتم أدم كثيرا بعورة حواء ، ليس لنقص فى الشهوة بقدر الانشغال بتفكير اكبر من ذلك فى عقل المخلوق الاخر معه فى الجنة ، لم تهتم حواء بعورة أدم ليس لبرود مشاعرها او نقص فى جيناتها بل لأيمان دفين بداخلها بأمر جلل خلقت لأجله يتجاوز حدود النكاح واللذة لم يكن الاله ضد الحرية بقدر تقنينه لمفهوم الحرية نفسها ، لم يخلق الخوف بداخل الاله بقدر ما أصر على وضع الاطر الاساسية لمفهوم الطبيعة داخل عقل أدم اول مخلوق فى خلفائه على الارض . دائما ما تخاطب المرأه قلب الرجل ، فى حين يحاول الاخر فى كل مرة ان يخاطب عقلها ، ليبدأ من هنا صراع أزلى بدأت اولى جولاته فى الماضى السحيق ، حين بدأت المرأه فى اكتشاف نفسها كصاحبة اقوى سلاح فى تاريخ البشرية واقواه فتكا بالانسان ، ان كانت المرأه لاتملك جسدا ، فهى تملك قلبا ، وان كانت لا تملك قلبا ملكها الله جسدا ، وان كانت لا تمتلك الاثنين امتلكت مكرا ودهاء تبارت الاديان والكتب النفسية فى ابراز شراسته . ولعنا نبدأ فى هذا الجزء فى تناول واقعة الغواية كواقعة تكشف لنا الكثير عن تلك المخلوقة صاحبة السر المكنون من زمن الخلق حتى الان ، تكشف لنا تلك الواقعة الكثير والكثير من اسرار وخبايا المرأه ، دراسة هذه الواقعة من الناحية الفلسفية البحتة ، من النظرة الادبية فقط دون التطرق الى البعد الدينى او السياسى يجعلنا نتحيد قليلا عن الحكم على الواقعة من وجهة نظر ذكورية او عنصرية او حتى من وجهة نظر اخرى تجعل من المرأه كفأران التجارب تستحق المشاهدة والمتابعة خلق الله حواء من ضلع أدم لم يخلقها بأسفله ، ولم يخلقها بجواره ، او خلفه ، وانما اقتضت حكمة الهية فلسفية فى خلق حواء من الضلع ، من المكان الذى يستعصى على ادم ، او على خلفاء أدم بعد ذلك ، وهنا نجد فى مسألة الخلق بعدين اساسين : البعد الاول هوا سبب خلق كائن بتركيب مختلف عن اول مخلوق ، بطباع وجينات مختلفة وشكل مختلف ، فلقد خلق الاله حواء مكتملة النضوج ، لما تخلق حواء فى سن الطفولة او فى سن المراهقة ، ولكنها خلقت كاملة النضوج و(بالدليل المادى ) دون التطرق لأقوال الاديان ، لماذا كانت عوراتهم مخيفة لكل منهما ان كانا لم يخلقا فى سن النضوج ؟؟؟ وهنا نجد بأن مسألة خلق حواء فى ذاتها هى محل لدراسة كبيرة وعميقة تستلزم معها الاجابة على الاسئلة المحيرة حتى الان عن ماهية خلق حواء فى هذا السن ، ولماذا لم يخلقها فى سن الطفولة ، لماذا بالاحرى لما يخلق الطرفان فى سن الطفولة حتى يتألفوا سويا ........ خلق أدم ساجدا واعيا للعبودية وواعيا للذات الالهية والملائكة ، عرف الله أدم الاسماء كلها مما يثبت نظرية أن أدم خلق فى نفس المرحلة السنية التى خلقت فيها حواء ، مسألة تحتاج الى دراسة بالفعل ، خلقت حواء من الضلع ، لم تخلق من البطن او من الفرج كما ستلد زرية أدم بعد ذلك ، فلماذا كان خلق حواء مختلفا تماما عن طريقة ولادتها لزرية أدم فيما بعد ، هل هو تفرد من الاله ؟؟ ام هو رفعة من شأن حواء وفى طريقى فى البحث ، وجدت ان الاحتمال الثانى لهو اكبر ، خلق حواء من الضلع هو تشريف وتقدير لحواء ولأضفاء لمكانتها المستقبلية شأن عظيم ، فنجد ان الاله بهذه الطريقة الرفيعة ، قد وضع دستورا فلسفيا للتعامل بين ادم وحواء فى الحياه نستنتج هنا اول افكارنا .................... تعامل أدم مع حواء من واقع قدسيه خلقها ، ادرك تماما بأنها خلقت منه ، ولم تخلق بعده او قبله ، لم تخلق من خلفه او من تحته (( خلقت منه ، من نفسه )) وكأن باللأله يعطى شاهدا على أدم فى الحياه البعد الثانى هوا الفعل وردة الفعل ، كان أدم ابو الخلق وكان من المتعلمين الأوائل لكل شيء الدين والدنيا والفلسفة والقيم والاخلاق وكاف علوم الطبيعة التى ورثها لأبناؤه ، لذلك لم يعانى كثيرا فى فهم المخلوق الاخر الذى يشاركه حياته فى النعيم ، لم تذكر كتب التاريخ او دراسات الفلسفة عن معاملة سيئة كانت نتاج الحياه بين حواء وأدم – حتى بعد حادثة الغواية – وهنا ايضا لم يضع الاله مجالا للبحث والتساؤل فلم يجد أدم مايجعله يتأفف من حواء او يهينها او يتعامل معها معاملة حيوانية ، فهى ايضا مخلوقة أدمية ولكنها ذات طبائع خاصة ستظل حادثة الغواية هى الحدث الاشهر والاقدم فى تاريخ الجنسين ، مابين مؤيد ومعارض لنظريات تم بناؤها بعد تلك الحادثة ، تظل الروايات هى مصدر البحث والدراسة ، مابين اختيار ابليس هدفه بأتقان ، وبين استجابة سريعة من الانسان الى عقاب الهى للأثنين ولكن ................. هل تحملت حواء كافة ذنوب المرأه فى التاريخ بصفتها صاحبة اول غواية ؟؟؟ كما تحمل قابيل ذنوب القتلة على مدار التاريخ بوصفه صاحب اول حادثة قتل ؟؟؟ هنا الاجابة كالسير على الاشواك بالفعل ، ولكن المعادلات الفلسفية تبرز دائما بأن صاحب اول فعل كالمخترع ، ان اصاب هدفه بأحكام سيتبعه الملايين والملاييين ، وأن اخطأ ، فسينسى فعله للأبد ، ولكن حواء نجحت بأقتدار فى غواية أدم مما يجعلنا نتحقق من المعادلة بصورة صحيحة فور ان هبط أدم وحواء دعا الاول ربه للمغفرة دون ان يدعى بهلاك حواء – سبب البلاء او الغواية - هنا يقتادنا ابو الخلق الى نهاية الحدث ، وهوا ردة الفعل النموذجية ، بل ولم يشمل دعاؤه برواية الاديان السماوية الثلاثة دعاء بهداية حواء لتنتهى حادثة الغواية بحكمة بليغة بأن وان كان الانسان بريئا ، فسيظل الانسان خطاء ، وطالما كان الانسان خطاء فالمغفرة هى اقرب له من العذاب ، حواء هى الحلقة الاضعف فى قصة الغواية ، ولأجل ضعفها وقرتها الاطراف كلها ، ولم تقسوا عليها طبيعة الانسان الاول ، كانت حواء ذكية ولذلك احترمت الطبيعة ذكائها ولما تلفظها من ثناياها