انتقد الدكتور نادر نور الدين، خبير المياه والتربة، تصريحات وزير الموارد المائية والري الدكتور حسام مغازي الأخيرة، بأن وزير الزراعة يسبب له الحرج في مفاوضاته مع الإثيوبيين بشأن سياسات مصر بفتح تصدير الأرز، موضحا أن أراضي الدلتا البالغ مساحتها نحو 5.4 مليون فدان يقع نصفها بالقرب من البحر المتوسط والمعرض لارتفاع مستوى مياهه بين نصف متر إلى مترين، بسبب تغير المناخ، ما يؤدي حاليا إلى اقتحام مياه البحر المتوسط لمساحات قد تؤثر على ثلث مساحة الدلتا. وأضاف نور الدين ل"البوابة نيوز" اليوم الثلاثاء، أن الوضع الحالي هو أن مياه البحر المالحة تأكل الدلتا من أعلاها في التربة الزراعية ومن أسفلها في المياه الجوفية ولا توجد وسيلة للحفاظ عليها من البوار إلا بزراعة الأرز كمحصول متحمل للملوحة، وهو البديل الوحيد للفيضان حاليا. وأشار نور الدين إلى أنه في مصر يتم ري الأرز بشكل رئيسي بمياه المصارف الزراعية، ونعيد استخدام أكثر من 10 مليارات متر مكعب في السنة، بينما ينعم الإثيوبيون بالمياه العذبة أمطارًا وأنهارًا وبحيرات عذبة وروافد بالعشرات ولا يعيدون استخدام أي نوع من مياه الصرف، وهو الأمر الذي يقتل المصريين بسبب نقص المياه، بينما يتربع الإثيوبيون على عرش دول القارة المصدرة للأغذية والمنتجات الزراعية العضوية الخالية من التلوث والكيماويات. وأوضح، أن زراعة الأرز وتصديره بعد غسيله من أملاح الدلتا القادمة مع مياه البحر المتوسط يعتبر تصديرا للأملاح وليس تصديرًا للمياه، في حين ما تصدره إثيوبيا من مواشي هو ما يعتبر فعليًا تصديرا للمياه، فالبقرة الواحدة تستهلك 5000 متر مكعب من المياه لتربيتها ولديهم 100 مليون رأس أبقار وأغنام بينما لدينا في مصر 8 ملايين فقط، مشيرا إلى أن مواشي إثيوبيا تستهلك مياهًا أكثر مما يستهلك الشعب المصري كله. وأكد أن ما تصدره إثيوبيا من هذه المنتجات يماثل أضعافًا مضاعفة لإنتاج مصر من الأرز، والذي نفرض عليه حظرًا للتصدير منذ خمس سنوات، ولم نفتح باب تصديره إلا هذا الشهر ولكميات تقل عن ثلاثمائة ألف طن حتى الآن، مطالبا إثيوبيا بأن تراجع صادراتها من البن العضوي وباقي المنتجات الزراعية مقابل مصر التي أصبحت أكبر مستورد للغذاء في القارة الإفريقية.