في اول انتاجاتها الفنية، عرضت "البوابة الوثائقية"، اول مشروعاتها بفيلم " التحدي"، للمخرجة الفت امام، في محاولة لتوثيق العمليات الارهابية، التي تتعرض لها البلاد، من خلال مجموعة من اللقاءات، مع اسر شهداء الضباط والجنود، الذين وقعوا ضحية تصديهم لجرائم التهريب سواء السلاح او المخدرات أوغيرها. وربطت المخرجة في الفيلم بين جرائم الاخوان الداخلية، وعلاقاتها بالدول الاخرى، التي تحاول زعزعة البلد، من خلال مد عناصر الاخوان بالسلاح لتنفيذ عملياتهم الارهابية. في البداية، تحدث عبد الرحيم علي، رئيس تحرير ومجلس ادارة البوابة، عن اهمية فكرة التوثيق المصور للجرائم الارهابية، لأنها دليل لا يمكن أنكاره، وكذلك عن تطور فكرة التوثيق التي بداها المركز العربي للأبحاث، حيث كان من أوائل من اهتم بتوثيق جرائم الاخوان، عن طريق جمع 12 مليون وثيقة، تم وضعها على قاعدة بيانات كبيرة، كي يستفيد منها الجميع. وعن مشروع "البوابة الوثائقية"، يقول علي :": في البداية كانت لنا تجربة، قبل مناقشة فكرة البوابة الوثائقية، بفيلم وثائقي يحمل اسم "حتى لا ننسى، وكان حول جرائم الاخوان التي ارتكبوها في حق مصر، بداية من احداث الاتحادية، حتى ما بعد فض رابعة، حاولنا من خلال هذا الفيلم توثيق تلك الجرائم توثيقا مصورا، وتم توزيعه في انحاء كبيرة من العالم، بعد ترجمته، وتم عرضة في قنوات مصرية، منها "اون تى في"، و"القاهرة والناس"، وغيرها". وتابع:" و" التحدي"، هو التجربة الثانية للبوابة الوثائقية، والتي لا تكتفي بإنتاجها من افلام وثائقية، بل اننا سنمد ايدينا الى الشباب، حتى ينفذ افكاره، التي دائما ما تكون خارج الصندوق، ونحاول دائما ان نقدم افكار مختلفة وجديدة، ومستمرة، ونرجو التعاون بين كل المبدعين، وخير تفعيل لهذا الكلام، انضمامنا الى جمعية " بدرخان للإنتاج الثقافي"، ونحاول ان ننقل بلدنا الى الامام". وأضاف "مرت على مصر فترة صعبة، كانت فائدتها الوحيدة، اننا عرفنا منها قيمة هذا البلد، كما اننا نحاول اطلاق قناة تلفزيونية، حتى تستوعب افكارنا، وانتاجنا، وكلها تبنى على اكتاف الشباب، لإطلاق طاقاتهم عبر تلك الشاشة". اما مخرجة الفيلم، الفت امام، فتقول عن المشروع الجديد:" مشروع البوابة الوثائقية، الغرض منه، هو ايجاد مكان لاستيعاب طاقات الشباب السينمائي، خاصة ان هؤلاء الشباب يمتلكون القدرة على الابداع، لكنهم لا يملكون منفذا لعرض افلامهم، وهناك محاولات من الشباب، لصناعة افلامهم، بها قدر من المغامرة، قد يكون منها الجيد فعلا، رغم افتقاد بعضهم للخبرة، لكننا سنحاول ان نمد لهم ايدينا، ونمنحهم الخبرة". وتابعت:" وفي مرحلة التقييم الخاصة بهم، كان هناك اقتراح من علي بدرخان، ان نقدم مسابقة كل شهرين، ويتم الاشتراك من خلال طلب اشتراك قيمته 20 جنية فقط، ونقوم بتقييم اعمالهم، على ان يكون هناك 3 جوائز، يتم تسليمها للأفضل، و المسابقة سوف تبنى على فكرة واحدة، او موضوعا واحدا مثل "المرأة الريفية" او "البائعين"، وهكذا، وهى التي نعمل عليها، ويتم تنفيذ افلام عنها، ومن المفترض ان نقوم بتأسيس مهرجان إقليمي، نعرض من خلاله هذه الافلام، في شتى محافظات مصر، من خلال قصور الثقافة، ونحاول من خلال تلك الفكرة نشر الوعى من جديد لدى الناس، حول اهمية الفيلم التسجيلي، وننشر ثقافته داخل المحافظات، ولنشر ثقافة الفيلم التسجيلي". وكان للمخرجة، تجربة سابقة في ذلك المجال، بفيلمها "اللعبة"، الذي رصدت فيه تاريخ جماعة الاخوان، منذ نشأتها على يد حسن البنا، وقالت انه استغرق منها 6 اشهر، من جمع المادة البحثية، و المصادر، وكان نتاجا لأكثر من 500 كتابا قرأته، لتنفيذ الفيلم بذلك الشكل، وتقوم بعده بعمل ربط بين ثورة يناير والتظليم الدولي، وغيره من خلال شاب منشق عن الاخوان يقوم هو بسرد الوقائع في الفيلم. اما المخرج على بدرخان، فتحدث عن صناعة الافلام التسجيلية والوثائقية، ويقول:" للأفلام التسجيلية انواع متعددة، فهناك افلام تسجيلية اعلانية، مثل تلك التي يتم تصويرها لتنشيط السياحة، وهناك افلام تسجيلية تعتمد ايضا في مضمونها على لقطات تسجيلية، نقوم باستخدامها في الفيلم، ويتم وضعه في اطار ما، حسب ما يراه المخرج، وهناك افلام تعليمية، وهناك ايضا الافلام الإخبارية، والتي تهدف الى نقل الحدث فقط". واضاف ان الفيلم التسجيلي بشكل عام، يحتاج الى بحث جيد ودراسة دقيقة، واعتقد ان الحصول على المعلومات الان اصبح سهلا، ولكن هذا لا يكفى، فلابد ان نقوم بمعاينة ميدانية، وزيارات، وتابع :" لا يوجد سينما مستقلة، لان هذا المفهوم خاطئ، فصناعة السينما تتم في اطار محدد ومعروف، ومؤسسات كبرى مسيطرة على الانتاج السينمائي، مثل "فوكس" وغيرها، وما دون ذلك هو المستقل، وبما اننا في مصر، لا يوجد لدينا تلك المؤسسات، فبالتالي لا يوجد ما يسمى بالسينما المستقلة، ولكننا من الممكن ان نطلق عليها افلام قليلة التكلفة، فالعاملون في الحقل السينمائي، لن يغيروا منظومة العمل، بل هو يقتحم تلك المنظومة، ويتعامل وفق نظامها، حتى يجعل الناس تشاهد منتجة، لأنه من الطبيعي ان يدخل في منظومة التوزيع، وغيرها، ولا يمكن له الخروج منها ". واكد ان الاهم من ذلك، هو ان يتعرف صناع الافلام على لغة الصورة، وهى اللغة الاقوى، و لابد ان يلموا بقواعد تلك العملية، وان يبذل الشباب مجهودا في عملية صناعة الافلام، ولا يلجأ للاستسهال، ولابد ان يشاهد ويبحث ويتابع. الناقد الفني عصام ذكريا، ذكر في بداية حديثه، ان هناك التباسا حول فكرة الفرق بين الفيلم الوثائقي والفيلم التسجيلي، رغم انهم يحملان نفس المعنى، لكن انواعهم كثيرة، كما ان الافلام الوثائقية، هي اصل السينما، لكن للأسف اغلب الناس تفضل التعامل مع الافلام الروائية، وذلك بسبب غياب ثقافة الفيلم الوثائقي، وبناء عليه تكون انطباع لدى كثيرين، ان الفيلم الوثائقي هو فيلم ثانوي عديم الأهمية، رغم انه اصل السينما، فتاريخ السينما كانت بدايته مشاهد وثائقية. واضاف :" شهدت ال15 سنة الأخيرة، صحوة في الفيلم الوثائقي على مستوى العالم، وذلك يرجع الى انتشار التكنلوجيا الحديثة، والثورة الرقمية، وانتشار وسائل الاتصال الحديثة، التي جعلت المئات من صناع الافلام والمواطنين العاديين، قادرين على توثيق الاحداث، التي يروها ومن الافكار التي نتكلم عنها ايضا ضرورة ان يكون هناك متحف، يتم ارشفة كل المواد المصورة، لهذه الفترة الهامة في تاريخ البلد، لان هناك اطراف كثيرة تريد ان تشوه هذا التاريخ، او ان تحكيه من وجهة نظرها المغلوطة، في حين ان هذه المواد المصورة يجب الحفاظ عليها ومشاهدتها وتصنيفها، لأنها اكبر واهم كتاب تاريخ للأجيال القادمة عن الفترة الحالية التي نعيشه". وتابع ذكريا حديثه، بذكر قواعد الفيلم التسجيلي، وضرورة ان يلتزم صانعيه بالموضوعية، وبعض الشروط التقنية الهامة، والتي يجب ان يحتوى عليها أي فيلم، ويقول:"للأسف معظم المواد الارشيفية التي لدينا يتم بيعها للقنوات الاجنبية، وهذا يوكد على اننا لا نعرف قيمة المواد المصورة والوثائقية، وهذه كارثة حقيقة، لذلك فان فكرة البوابة الوثائقية، الغرض منها في الاساس، تكوين ارشيف وثائقي، حتى نتمكن من المحافظة على التاريخ، رغم ان الثورة الرقمية الان، جعلت كثير من الهواه قادرين على تنفيذ افلام قليلة التكلفة".