أكد الباحث الاثري سامح الزهار المتخصص في الاثار الاسلامية والقبطية ، أن لاقحام المصاحف ورفعها في التاريخ الاسلامي ذكري سيئة حيث أنها مرتبطة بأكبر فتنة حدثت في تاريخ المسلمين وقتالهم بعضهم البعض عام 37 هجريا ، مشيرا الي أن الهدف لم يكن ساميا وهو الرجوع لكتاب الله ، بل كان للخديعة ، ولا يجب الزج بالمصحف الشريف من قبل بعض المدعين في الامور السياسية. وسرد الزهار وقائع تلك الفتنة الكبري ..قائلا " إنه بعد مقتل عثمان بن عفان عام 35 هجريا تمت البيعة لعلي بن أبي طالب كخليفه للمسلمين ، فأرسل على بن ابي طالب الى معاوية بن أبي سفيان يدعوه للمبايعة و الطاعة ، الا أن معاوية كان له رأي آخر لقبوله دعوة على وهي القصاص لعثمان بن عفان ، فاعتذر على بن أبي طالب عن الامر لعدم معرفته بالجناة الحقيقيين ، وببلوغ الجناة الامر أدركوا خطورة أن يكون القصاص هدفا مشتركا لمعاوية وعلى ، وقرروا جرهم الى مواجهة نجحوا فيه ". وأضاف أن معاوية بن أبي سفيان اعد جيشا كان قوامه اكثر من مائة و ثلاثين الف مقاتل من أهل الشام ، وأعد على بن أبي طالب جيشا ازداد على جيش معاوية حوالي خمسة الاف مقاتل من أهل الكوفة ، و قد رأى على بن أبي طالب أنه من مصلحة المسلمين مواجهة تلك الفئة التي قد خرجت على رأي الجماعة لاعتبارهم أهل فتنة فضلا على انه كان بين صفوفهم من يظهرون الاسلام والتدين ولكن الكفر داخل قلوبهم. وتابع الزهار انه بعد سير المعركة في صالح جيش على بن أبي طالب ، أقام عمرو بن العاص دعوه لرفع المصاحف على أسنة الرماح ، وكان في هذا الوقت ضمن فريق معاوية بن أبي سفيان ليخادع جيش على ، ولما طلب الامر من على بن ابي طالب قال " باد الله إنّي أحقّ من أجاب إلى كتاب الله ، ولكن معاوية وعمرو بن العاص وابن أبي معيط ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن ، وإنّي اعرف بهم منكم ، صحبتهم أطفالاً وصحبتهم رجالاً ، فكانوا شرّ الأطفال وشرّ الرجال ، إنّها كلمة حقّ يراد بها باطل ، إنّهم والله ما رفعوها ، إنّهم يعرفونها ولا يعملون بها ، ولكنّها الخديعة والوهن والمكيدة ، أعيروني سواعدكم وجماجمكم ساعة واحدة ، فقد بلغ الحق مقطعه ، ولم يبق إلاّ أن يقطع دابر الذين ظلموا " . وأوضح أن استخدام المصاحف كأداة فى الحرب والخديعة السياسية لم يكن المقصود منه تحكيم كتاب الله ، ولكن كان المقصود هو الخداع ..لافتا الي أن احدي الروايات التاريخية تشير في تلك الواقعة الى أن على بن أبي طالب قد أوفد ابا موسي الاشعري ، وأوفد معاوية بن أبي سفيان عمرو بن العاص للتفاوض ، وتم الاتفاق فيما بينهم على تنحية من يمثلوهم من الطرفين ، وترك الامر شوري للمسلمين ، إلا انه للمرة الثانية تحدث المخادعة ، ويتقدم ابا موسي الاشعري قائلا" اني اخلع علي كما اخلع خاتمي هذا " ، و لكن عمرو بن العاص خرج قائلا " وأني اثبت معاوية كما اثبت خاتمي هذا".