تبدي المحامية سهى الخزرجي حماسة للمشاركة في الانتخابات النيابية والبلدية التي تشهدها مملكة البحرين غدا السبت. ومع خوض 17 امرأة انتخابات مجلس النواب، يمكن القول إن للمرأة البحرينية حضورها الفاعل في ساحات العمل السياسي والمدني، وينتظر منها سواء كانت مرشحة أو ناخبة باعتبارها تشكل نصف عدد سكان المملكة تقريبا، أن تقوم بدور أكبر في المرحلة المقبلة التي تمثل فيها الانتخابات علامة فارقة في مسيرة الإصلاح الوطني. وازدادت قدرة المرأة البحرينية تدريجيا على التعبير عن نفسها والمشاركة بفاعلية في اختيار النواب الذين يمثلونهن، خاصة خلال الفصول التشريعية الثلاثة السابقة، وهو ما دل على الثقة بها والتأكيد على جدارتها، وهو الأمر الذي يؤمل معه أن تشهد مشاركتها في انتخابات الغد حضورا أكبر عنه في الانتخابات السابقة. وتقول الخزرجي "الانتخابات مناسبة لإبراز دورنا نحن النساء في بناء بلادنا" وتضيف أنها ستعتمد في اختيارها للمرشح على ما سيقدمه من برنامج يحدد استراتيجية عمله في السنوات الأربع المقبلة، وما يمكن أن يقدمه للناخبين الذين منحوه أصواتهم. ويتوقع متابعون للشأن البحريني إقبالا كثيفا من النساء على الإدلاء بأصواتهن في الانتخابات، فيما ذهب البعض منهم إلى أن المرشحة الأنثى في الانتخابات ستجد دعما من النساء عند اختيار أعضاء مجلس النواب أو المجلس البلدي. ويقول الدكتور الشيخ عبد اللطيف المحمود رئيس تجمع الوحدة الوطنية إن الإقبال على التصويت يوم الانتخابات سيكون جيدا، متوقعا أن يكون الإقبال من النساء هو الأكبر يليه الشباب. ومن جهته، يشير الدكتور علي أحمد أمين عام جمعية المنبر الإسلامي إلى أن مشاركة النساء غالبا تكون إيجابية وأن لهن دورا كبيرا جدا في العملية الانتخابية وفي الشأن السياسي في البحرين . ويضيف أن البحرين تواجه تحديا كبيرا جدا وأن شباب البحرين ونساءها يفهمون هذا الأمر جيدا لذلك سوف يشاركون بقوة ليخرسوا كل من يدعي أن الديمقراطية في البحرين تتراجع ، ولكننا بتكاتف الجميع سنصلح كل الأمور.. حسب تعبيره. بدوره، يتوقع أحمد جمعة رئيس جمعية ميثاق العمل الوطني أن يكون للمرأة نصيب الأسد في التصويت لأن المرأة ستقبل على الانتخابات بحماس وفعالية أكبر من الرجال ، مشيرا إلى أن المرشحة الأنثى ستكون محظوظة لأنها ستلقى دعما من المرأة الناخبة. ومثلت الانتخابات البلدية عام 2002 عصر المرأة الذهبي التي شاركت فيه 41 امرأة، 33 مرشحة منهن اتجهن للانتخابات البلدية في كل المحافظات، بواقع 10 مرشحات بمحافظة الشمالية، و9 مرشحات بالوسطى، و9 بالمحرق، و4 بالعاصمة، وواحدة في الجنوبية. بينما اقتصرت الانتخابات النيابية في العام نفسه على 8 مرشحات، 3 مرشحات لكل من المحافظتين الشمالية والعاصمة، وواحدة لكل من المحرق والجنوبية. أما في الانتخابات البلدية لعام 2006 وصل عدد المرشحات 26 للمجلسين، ترشحت للمجلس البلدي 5 نساء، 4 منهن في المحرق، وواحدة في الجنوبية، و18 للانتخابات النيابية للعام نفسه، منهن أربع مرشحات لكل من محافظة العاصمة والمحرق والوسطى، و3 مرشحات لكل من الشمالية والجنوبية. وفي عام 2010، شاركت في الانتخابات 12 مرشحة للمجلسين، فتقدم للانتخابات البلدية 3 نساء فقط، اثنتان منهن كن بالمحرق، وواحدة في الشمالية، أما في الانتخابات النيابية فتقدمن 9 سيدات، 3 منهن في الوسطى، ومرشحتان لكل من الجنوبية والشمالية، ومرشحة واحدة لكل من المحرق والعاصمة. كما لم تسمح المرأة البحرينية بضياع فرصة الترشح بالانتخابات النيابية التكميلية لعام 2011، وشاركت 9 مرشحات فيها، 4 منهن لمحافظة العاصمة، و3 للشمالية، ومرشحتان للوسطى. ولم يكن مستغربا أن تركز المرشحات لانتخابات مجلس النواب خلال حملاتهن الانتخابية على العمل من أجل الإسراع في إصدار الشق الثاني من قانون أحكام الأسرة، وأن هذا التشريع سيكون على أولوية التشريعات الوطنية المطروحة على طاولة مجلس النواب المقبل في حال وصلن لقبة البرلمان، بالإضافة إلى خفض سن التقاعد للمرأة. لكن الأمر لا يخلو من صعوبات، إذ تواجه المرشحة الأنثى مشكلة غلبة الطابع الذكوري على المجتمع البحريني كما هو الحال في معظم الدول العربية، فضلا عن تعرضها للتضييق من جانب منافسيها الرجال، وصدور فتاوى دينية مناهضة لترشحها. وتقول جيهان محمد وهي مرشحة في المحافظة الجنوبية، إنها تعرضت لعملية ترهيب من قبل منافسيها وذلك بالاعتداء على خيمتها وحرق لوحاتها الإعلانية، بينما تؤكد المهندسة، سيما اللنكاوي، وهي مرشحة في المحافظة الشمالية، أن على المنافس الرجل، المنافسة مع المرأة بشرف وبتنافسية محمودة بدل التضييق عليها، وتؤكد أن "المرأة منافسة قوية وليست تكملة عدد". ويرصد مراقبون تناقضا من جانب بعض التيارات الدينية في التعامل مع المرأة في العملية الانتخابية، فبينما يرفضون ترشحها بدعاوى مختلفة، يسعون إلى خطب ودها كناخبة. لكن الثابت أن انتخابات الغد كما هو منتظر، ومثلما تعكسه المؤشرات الأولية، ستشهد حضورا كبيرا للمرأة البحرينية التي تحرص على ترسيخ العمل المؤسسي وتدعيمه، الأمر الذي يفرض عليها العمل وبكل قوة من أجل التواجد ومشاركة الرجل أعباء النهوض بالمملكة.