أثارت تصريحات الدكتور على جمعة مفتى مصر السابق عن ظهور بعض علامات الساعة، جدلًا كبيرًا بين علماء الأزهر والدعاة، حيث نقلت بعض الصحف عنه أن ثلاثًا من علامات الساعة الكبرى قد ظهرت مما سبب حالة من الذعر لدى العديد من الناس ظنًا منهم أن يوم القيامة بات قاب قوسين أو أدنى، حيث قال الدكتور على جمعة -في حديثه - على إحدى الفضائيات إن جفاف بحيرة طبرية وجفاف نخل بيسان بفلسطين وجفاف عين زعر هي من مقدمات علامات الساعة الكبرى ولم يذكر أنها من العلامات الكبرى وقد التقينا علماء الأزهر والباحثين ليبرزوا الفرق بين العلامات الصغرى والكبرى. يقول الباحث الإسلامى إيهاب عطا صاحب الدراسة العلمية عن "ما تحقق من علامات الساعة الكبرى" والتي انفردت "البوابة نيوز" بنشرها منذ أيام، إن ما تناقلته وسائل الإعلام وأثار ضجة عن تصريح المفتى السابق د. على جمعة من تحقق 3 علامات من علامات الساعة الكبرى، هو محض كذب على الله ورسوله وعلى المفتى السابق، لعدة أسباب منها أنه لم يقل هذا من الأساس ولكنه أشار إلى أن تلك الأحداث التي ذكرها مثل جفاف بحيرة طبرية وعين زعر ونخل بيسان هي مجرد بداية توضح لنا أن العلامات الكبرى للساعة اقترب ظهورها، ولم يقل أنها من العلامات الكبرى. وأضاف الباحث أنه إذا كان الدكتور على جمعة قد بشر في كلامه باقتراب ظهور العلامات الكبرى، فيمكن التأكيد على أنه ظهرت علامتان بالفعل ونحن غافلون عنها وهما آية الدخان والخسف الذي يحدث في المشرق ضمن الثلاث خسوفات التي ذكرت في الأحاديث المتواترة عن العلامات العشر الكبرى، وهي الدجال والدابة والمسيخ الدجال، ويأجوج ومأجوج، ونزول عيسى عليه السلام من السماء إلى الأرض، وهي العلامات المذكورة صراحة في القرآن، إضافة إلى 5 علامات أخرى ذكرتها الأحاديث الصحيحة التي لا يستطيع أحد التشكيك فيها وهي ثلاث خسوفات خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب، وطلوع الشمس من مغربها، وآخرها نار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى محشرهم يوم القيامة. وأشار "عطا" إلى أن الأحاديث والعلامات التي ذكرها "جمعة" ذكرت في معظم كتب السيرة وتلك التي اهتمت بالفتن والملاحم مثل "البداية والنهاية" لابن كثير، و"التذكرة" للإمام القرطبي، ناهيك عن ذكرها في كتب الصحاح مثل صحيح الإمام مسلم، وقد ذكرت العلامات الثلاث على أنها من الأحداث التي بين يدي الساعة فهي تقف بين العلامات الصغرى والكبرى. فيما قال الدكتور محمد رأفت عثمان أستاذ الفقه المقارن وعميد كلية الشريعة والقانون السابق بالأزهر وعضو هيئة كبار العلماء، إن الله عز وجل قد بين أن الساعة لن تقوم إلا إذا أخذت الدنيا كامل زخرفها وزينتها وظن الناس أنهم يقدرون على التحكم في الأرض وهذا صريح قول الله تبارك وتعالى " حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ "، وإلى الآن لم يدع أحد من العلماء في الداخل أو الخارج أن هناك من هو قادر على الأرض ولهذا فإن موعد قيام الساعه ما زال أمده طويلا. وأكد عثمان أن انشغال الناس بمثل هذه القضايا هو تضييع للوقت، والدين لم يأمرنا أن نشغل أنفسنا بمثل هذه القضايا، مضيفا أن المسلمين والعرب يلهون أنفسهم عن الواقع الآن، لأن الواقع الإسلامى يدعو الآن إلى العمل الجاد لإنقاذه من الشرور المحدقة به وهذه الموضوعات التي تثار ما هي إلا لإلهاء الناس عن واجبهم نحو أوطانهم، متسائلا لماذا لم ينشغل الغرب بهذه القضايا مثلنا ؟ وقالت الدكتورة آمنة نصير أستاذة العقيدة والفلسفة والعميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر إن الله تعالى لم يمنح علم الساعه لا لنبى ولا لرسول ولا لملك ولا لأى مخلوق، فهو علم اختصه الله به ذاته ولم يطلع به أحد، لكن الفضول الإنسانى يدفعنا نحو التكهنات وهذا ما حدث منذ وجود البشرية حتى في عهد النبى صلوات الله وسلامه عليه أيضا كان يكثر القيل في حديث الساعه فيرد النبى " إنها اتية لا ريب فيها لكن علمها عند ربى ". وأوضحت نصير أن هناك بعض الاجتهادات والتكهنات من العلماء السابقين بأن قالوا إن من العلامات الكبرى أن يمر قوم من بنى الاصفر " يأجوج ومأجوج " على بحيرة طبرية يأخذ كل واحد منهم شربة ماء فتجف البحيرة بأكملها " وهذه هي تكهنات وافتراضات، لكن الساعه علمها عند الله لا يعلمها إلا هو، والعلامات الكبرى منها ظهور قوم يأجوج ومأجوج وانقلاب العلامات الكونية كظهور الشمس من المغرب وظهور المسيخ الدجال وغيرها. وأضافت أن علامات الساعه الصغرى أغلبها قد ظهر بالفعل ومنها أن يتطاول الناس في البنيان وأن تلد الأمة ربتها وهذا رأيناه في الخليج، وكثرة الهرج والمرج وكثرة الدماء وهذا موجود في كل زمان ومكان، مؤكدة أن الإنسان عندما يصعب عليه أمر ما يكثر من الافتراضات والتكهنات وتمنت نصير أن يهتم الناس بالآلآخرة دون الالتفات أو انتظار علامات الساعه.