تجولت " البوابة نيوز" داخل شارع المعز أحد أهم شوارع القاهرة التاريخية والذي عرف أيضا باسم شارع الأعظم، وشارع القاهرة، وشارع القصبة والذي يعتبر أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية في العالم ويقع في منطقة الأزهر بالقاهرة الفاطمية. يتميز الشارع بوجود بابين تاريخيين في السور الشمالي وهما باب الفتوح المجاور لمسجد الحاكم بالله وباب النصر كما يوجد في السور الجنوبي باب زويلة، وهي الابواب التي بناها جوهر الصقلي الذي شيد على جانبه الشرقي قصرا للخليفة المعز عرف باسم " القصر الشرقي الكبير " لأن ابنه العزيز بالله بنى امامه " قصرا صغيرا عرف باسم القصر الغربي الصغير ". ويعد شارع المعز أكثر شوارع القاهرة غني بالتحف الأثرية من العصور الوسطى ومن العصر المملوكي بالذات. حيث يضم شوارع باب الفتوح وأمير الجيوش والنحاسين وبين القصرين والصاغة والأشرفية والعقادين والمناخلية والمنجدين والسكرية. كما يتميز الشارع أيضا بوجود العديد من الأماكن الأثرية مثل "جامع الحاكم بأمر الله، وكالة قايتباي، وبيت السحيمي، وجامع سليمان أغا السلحدار، وجامع الأقمر، وسبيل عبد الرحمن كتخدا، وقصر الأمير بشتاك، وجامع السلطان قلاوون، ومدرسة الظاهر برقوق، وتربة الصالح أيوب، والمدرسة الصالحية، والمدرسة الكاملية، ومدرسة الناصر محمد بن قلاوون، وجامع الأشرف برسباى، ومدرسة وسبيل السلطان الغوري، وحمام المؤيد، جامع المؤيد، وغيرها. وخلال الجولة قامت "البوابة نيوز" بالتوجه لإحدى المناطق الأثرية بالشارع وهو مسجد الحاكم بأمر الله الفاطمي وفى طريق للمسجد يمكنك أن تشاهد العديد من المحال بجانبي الشارع مخصصة لبيع مستلزمات المقاهي والأنتيكات الأثرية وعلى بعد خطوات بسيطة من المسجد يتواجد سوق مخصص لتجارة الليمون والمخللات. ورغم هذه الرحلة التاريخية الممتعة التي تنقلك إلى عالم غير العالم تفوح منه رائحة الحضار الإسلامية في اوج مجدها إلا إن الإهمال لم يترك هذه المنطقة حيث تسلل في غيبة من المسئولين إلى هذه المنطقة التي كلفت الدولة الملايين لكي تتصدر أهم المزارات السياحية في مصر. وقد التقطت عدسة " البوابة نيوز " صورا مأساوية خاصة من المنطقة حيث تحولت الساحة الخارجية لمسجد الحاكم بأمر الله إلى ملعب لكرة القدم يلعب بداخلها الأطفال. حيث بدأ الاهمال يتسلل إلى المسجد سواء من الداخل أو الخارج خاصة أعمدته وحوائطه شبه المهدمة والمتهالكة والتي تحوي العديد من التشققات إضافة إلى تواجد فضلات الحمام على أرضية المسجد في كل اتجاهاته، إضافة للاتخاذ بعض الشباب والفتيات المسجد ملتقي خاص بهم فتجد وراء كل عمود شابا وفتاة يجلسان سويًا يتحدثان ويضحكان دون النظر إلى قدسية المكان في غياب تام لأمن المسجد. وقد بني مسجد الحاكم بالله عام 380 ه في عهد العزيز بالله الفاطمي الذي بدأ في سنة 379ه (989م) في بناء مسجد آخر خارج باب الفتوح ولكنه توفى قبل اتمامه فأتمه ابنه الحاكم بأمر الله 403ه (1012-1013م) لذا نسب إليه وصار يعرف بجامع الحاكم. وأهمل المسجد لفترات طويلة في العصور السابقة، حتى تحولت أروقته إلى مخازن للتجار المحيطين بالمنطقة، حتى عصر الرئيس أنور السادات والذي طلبت طائفة الشيعة البهرة، الإذن بتجديده بالجهود الذاتية - لأنه مكان مقدس بالنسبة لهم كما دعا السادات إلى افتتاح المسجد وكان هناك تخوف من أن يكون ذلك محاولة لاغتياله، إلا أنه لم يحدث شيء، ومنذ ذلك الحين يقوم الشيعة البهرة الذين هاجروا إلى مصر واستقروا بها كتجار وخصوصًا في منطقة القاهرة العتيقة والجمالية وما حولها برعاية الجامع وهو مفتوح لجميع الطوائف. كما يقوم الكثير مِن الموحدين الدروز مِن البلدان العربية المجاورة بزيارة الجامع أثناء تواجدهم في مصر للتبرُّك والصلاة.