- نظاما مبارك ومرسي "وجهان لعملة واحدة" - أداء الوفد يحتاج تطوير.. وتيار الإسلام السياسي سيكون له تمثيل ضئيل في البرلمان اعتبر عضو الهيئة العليا لحزب الوفد فؤاد بدراوي، أن التحالفات السياسية الموجودة حاليًا على الساحة السياسية، تحالفت نظرية لا وجود لها سوى في وسائل الإعلام، مشيرًا إلى صعوبة أن تتمكن الأحزاب من إصلاح 30 عامًا من القيود التي فرضها نظام مبارك على الحركة الحزبية والحياة السياسية من تزوير للانتخابات والحكم المنفرد. وأكد بدراوي، خلال حوار خاص ل"البوابة نيوز"، أن مصر استعادت ريادتها مرة أخرى بسبب السياسة الحكيمة التي ينتهجها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وإلى نص الحوار.. كيف تري الوضع السياسي الحالي وهل استعادت مصر ريادتها في المنطقة مرة أخرى؟ الوضع السياسي العام في مصر مطمئن والسياسة العامة للدولة تسير في الاتجاه الصحيح، طبقًا لخارطة الطريق المتفق عليها إبان ثورة 30 يونيو، وليس هناك سوى الاستعداد لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة لتستكمل الدولة بذلك كل مؤسساتها. وأتمني أن يكون مجلس النواب القادم علي قدر من المسئولية المطلوبة، لأن هناك أعباء تشريعية كبيرة تنتظر النواب الجدد، وبالتالي علينا أن نُحسن اختيار من يمثلنا تحت قبة البرلمان، وعلى الجميع أن يعلم أن مجلس التصفيق والتطبيل انتهى. ليس هناك أدنى شك أن مصر استعادت ريادتها بسبب السياسة الحكيمة التي ينتهجها الرئيس عبد الفتاح السيسي وهو حريص علي أن تعود مصر لريادتها ومكانتها مرة أخرى على المستويين الإقليمي والدولي. وما تقييمك للأحزاب السياسية الموجودة حاليا علي الساحة السياسية؟ إذا تحدثنا عن حركة الأحزاب السياسية في الشارع بصفة عامة، نري أن المسأله لا تزال تحتاج إلي فترة زمنية حتي يكون هناك تفاعل قوي من الأحزاب في الشارع، وحتي يشعر المواطن أن هناك حياه حزبية حقيقية، مع الأخذ في الاعتبار أن الأمر سينحصر في عدد قليل من الأحزاب التي ستظهر علي الساحة، حيث أصبح لدينا عدد كبير من الأحزاب وبعضها عبارة عن لافته ومقر فقط. كما أن الأحزاب أيضا وليس دفاعا عنها لا يمكن أن تُصلح في يوم وليله 30 عامًا من القيود التي فرضها النظام السابق علي الحركة الحزبية من تزوير للانتخابات والحكم المنفرد، وكانت الأحزاب معزورة في هذا الوقت من القيود التي فرضها عليها النظام المباركي ومنعها من التواصل مع المواطنين. إذا تقصد أن نظام مبارك فرض قيودا مكبلة على الأحزاب. فلماذا كانت الأحزاب وقتها تعقد الصفقات معه وكان حزب الوفد أيضا من الأحزاب التي شاركت في تلك الصفقات؟ "الوفد" لم يعقد صفقة مع هذا النظام مطلقا والدليل علي ذلك في جميع الانتخابات التي أجريت لم يحصل حزب الوفد سوى على سبعة أو ثمانية مقاعد على الأكثر، فيما عدا انتخابات 1984 و1987 م، لأن إجراء الانتخابات وقتها بالقائمة النسبية وهذا النظام بصفة عامة يتيح للأحزاب السياسية قدر كبير من التمثيل داخل المجلس. هل أنت راضٍ عن أداء حزب الوفد؟ كل حزب له ما له وعليه ما عليه، بشكل عام أداء الوفد يحتاج إلي مزيد من الجهد والحركة وهذا أمرا طبيعيا إذا كنا نتطلع أن يستعيد الوفد مكانته مرة أخري علي الساحة السياسية. تتوقع تدخل الدولة في اختيار نواب البرلمان المقبل أو القيام بأعمال تزوير لصالح احد أحد المرشحين كما كان يحدث في السابق؟ هذه المسأله انتهت تمامًا وأعتقد أن أي مسئول في الدولة يتمتع بنوع من الذكاء لن يسمح بعودة عقارب الساعة إلي الوراء مرة ثانية، وأن الدولة لن تتدخل في مثل هذه الأمور نظرا للسياسة لبحكيمة التي يسير بها الرئيس المصري الحالي في إدارة شئون البلاد يتخوف البعض من مجلس النواب المقبل بأن يعوق عمل الرئيس أو تقدم الدولة.. هل تعتقد ذلك؟ لا أعتقد أن يكون هذا التوجه مطروح بين النواب حيث أن الجميع يسعي للمصلحة العليا للوطن، وطالما أن هناك النظرة للمصلحة الوطنية دون النظرة الذاتية وعدم السعي لوضع عراقيل تعوق تقدم البلاد فلا يمكن أن يحدث هذا التخوف. نحن نعيش حالة من الاستقرار السياسي والاقتصادي، ولذلك أعتقد أن هذا التخوف لن يكون له مكان داخل المجلس . تتوقع حصول تيار الإسلام السياسي علي عدد كبير من المقاعد داخل البرلمان كما حدث سابقا؟ لا أتوقع ذلك، ولكن سيكون هناك تمثيل ضئيل لهذا التيار في البرلمان المقبل. لماذا؟ لأن المواطن المصري خاض تجربة فاشله مع تيار الإسلام السياسي وأصبح لديه من الوعي والإدارة التي تجعل من الصعب الضحك عليه مرة لأخري عن طريق خلط الدين بالسياسة. في رأيك.. لماذا تجاهلت الحكومة طلب الأحزاب بتمثيل أكثر من 20% للأحزاب داخل البرلمان؟ العديد من الأحزاب وجهت انتقادات عديدة للحكومة بسبب هذا القانون، ومع ذلك لم يتم تعديله ولا نعلم لماذا تم تجاهل هذا المطلب. ولماذا تأخر أيضا إصدار قانون تقسيم الدوائر الانتخابية حتى الآن؟ لا أعلم، ولكن تصريحات رئيس الحكومة تشير إلى أنها ستعلن عن القانون نهاية الشهر الجاري، رغم أن هناك مشروعًا مُعدًا، لكن هذا المشروع أيضا محل خلاف بين الأحزاب والقوي السياسية . كيف تري التحالفات الإنتخابية حاليا بين القوي السياسية والحزبية؟ أعتقد ان هذه التحالفات بعيدا تماما عن الواقع الانتخابي وفي نفس الوقت جميعها مجرد تطلعات ولا يوجد تحالف حتي هذه اللحظة له رؤية واضحة أو حقق أي إنجازات علي أرض الواقع بحيث نستطيع القول بأن هناك تحالف حقيقي قائم، وان اغلب التحالفات الحالية هي تحالفات نظرية غير موجوده سوي في الإعلام. إذا تحالف "الوفد المصري" تحالف نظري؟ بعيدا عن المسميات لا يوجد شيء حتي الأن علي أرض الواقع، فأي من التحالفات مثلا أعلنت عن أسماء مرشحيها، إذا نحن أمام تحالفت نظرية ليس لها صلة بالواقع . تقييمك لنظامي "مبارك ومرسي" وللفترة الحالية التي يحكمها الرئيس السيسي؟ لا فرق للمقارنه بين فترة حكم النظامين السابقين، فهما "وجهان لعملية واحده" حيث عاشت مصر في عهد مبارك نظام ديكتاتوري فردي لم يعرف سوي حكم الشخص الواحد ، ولا يختلف كثيرا عن النظام "الإخواني" غير المسلمين بإعتبارهم أنه كانوا يسعون لإقصاء كافة القوي السياسية للإنفراد بحكم البلاد أيضا. أما فترة الحكم الحالية للرئيس السيسي والتي تعد في بدايتها فهي مبشرة بالإصلاح وتعمل علي تفادي كافة أخطاء الأنظمة السابقة كما أن الرئيس يسير في خطوات إصلاحية جاده ويعمل بمبدأ المصارحة ما بين الحاكم والشعب، كما أنه أتخذ قرارات صعبه وقوية لصالح الدولة وهذا يؤكد علي أننا نسير في الطريق الصحيح وأن الرجل يعمل لصالح الوطن لا لصالح جماعة أو يسعي للإنفراد بالحكم. هل تؤيد عودة أي من النظامين السابقين "الوطني والإخوان" للعمل بالسياسة مرة أخري؟ الذي يسمح بذلك أو يرفضه هو الإرادة الشعبية، فهي صاحبة القرار ولها اليد العليا في عودة أي من النظامين من عدمة، وعن رأيي الشخصي أنا ارفض ذلك. إذا كنت ترفض ذلك فلماذا قبلتم بإنضمام بعض من رموز الحزب الوطني لحزب الوفد مؤخرا؟ ليس كل الشخصيات التي كانت تنتمي للحزب الوطني سيئة فالحزب كان يضم أيضا بعض الشخصيات الجيده الذين يتمتعون بكفاءه عالية ولم يثبت في حقهم أي من قضايا فساد أو إتهامات، وهنا لا يمكن أن نضع الجميع في ميزان واحد، وإن كنت أري شخصيا الحذر وأن تكون الاختيارات للأعضاء مبنيه علي أسُس قوية . يتهمك البعض بالتخلي عن أنصارك الذين ساندوك في انتخابات رئاسة الحزب الأخيرة ضد "البدوي" وأنك لم تساعد الصحفيين الذين تم فصلهم من الجريدة نظرا لتأييدك، وأنك أجريت مشاورات منفردا مع الحزب من أجل عودتك بعد قرار الهيئة العليا بفصلك. فما ردك علي تلك الإتهامات؟ أنا أؤكد أني آخر واحد يخرج من حزب الوفد ويغلق الحزب بالسلاسل الحديدية ويأخذ المفتاح معاه، وأنا لم أتخلي عن أي أحد من أعضاء الوفد، ولا يجوز أن أتخلي عن أي عضو وفدي سواء أيدني أو عارضني. وفيما يخص الصحفيين الذين تم فصلهم من الجريده تحدثت مع رئيس الحزب عن إعاده النظر في هذا القرار وأمل قريبا أن يتم إلغاءه ويعود الصحفيين مره أخري لممارسه عملهم. أخيرا.. هل سيخوض فؤاد بدراوي الانتخابات البرلمانية المقبلة؟ نعم، سأخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة علي المقعد الفردي عن دائرة "نبروه" بالدقهلية.