سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحرب على "داعش" فرصة لتسوية تاريخية للصراع بين الإسلام والغرب.. وهيلارى كلينتون تطالب بالتخلص من جميع التنظيمات الإرهابية.. التنظيم الإرهابي استولى على نصف نفط العراق وسوريا
بدأت حدة الإرهاب تزداد يوما بعد يوم في الدول العربية، بات يهدد العالم كله، وربما تكون هذه الحرب الفرصة الحقيقية لتسوية تاريخية بين الإسلام والعرب من جهة وبين الغرب والولاياتالمتحدة من جهة أخرى، إذا ما اقتنعت الدول الكبرى وواشنطن باحتمال أن يكون لها سياسات في المنطقة بمعزل عن مصالح إسرائيل. من جانبها قالت هيلارى كلينتون، التي كانت تتحدث عن دورها في مجابهة "التشدد العنيف" خلال فترة توليها وزارة الخارجية: "اتخذنا قرارات حاسمة ضد خطر الإرهاب المتطرف، وبالتأكيد كان على رأس تلك القرارات ما يتعلق ب(زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن وشبكة القاعدة الإرهابية)" بإشارة إلى عملية تصفيته. وتأتي مواقف كلينتون في وقت يعاني فيه البيت الأبيض من إحراج سياسي بسبب اتهام البعض له بالتقليل من أهمية خطر داعش الذي اندفعت قواته لتسيطر على مساحات شاسعة في سورياوالعراق، إلى جانب انتقاد الإدارة الأمريكية بسبب تأخرها في دعم وتسليح المعارضة السورية، وهو أمر كانت كلينتون من بين أبرز الداعين له. ووصفت كلينتون الصراع مع داعش بأنه "عملية طويلة الأمد" مؤكدة أن الشق العسكري فيها "ضروري." ورفضت استخدام التسمية التي يطلقها التنظيم على نفسها قائلة: "مهما كانت التسميات التي نطلقها على التنظيم فأنا أرفض أن استخدم اسم الدولة الإسلامية لأنه هذه الجماعة ليست دولة ولا إسلامية.. ولكننا جميعا نتفق على أن الخطر الذي تمثله حقيقي". وأيدت كلينتون الضربات العسكرية، ضد داعش، ولكنها ترددت بإبداء الرأي نفسه حيال ضرب سائر التنظيمات المتشددة، معيدة السبب إلى "الطبيعة التوسعية" لداعش موضحة بالقول: "التنظيم يؤمن بأن مهمته هي شن الهجمات ودفع المقاتلين الأجانب إلى التغلغل داخل المجتمعات الغربية، ولو أن الأمر كان مختلفا لكان يمكن مناقشة الأمور بطريقة أخرى. أنا على قناعة بأن هذا التنظيم سيحاول مواصلة ما كانت القاعدة بأفغانستان تقوم به" بإشارة إلى الهجمات على أمريكا. أما التنظيمات المتشددة الأخرى، مثل "بوكو حرام" و"حركة الشباب" فقد رأت كلينتون أنها لم تُظهر بعد ما يشير إلى أنها تحاول مد أذرعها عالميا" كما يفعل داعش. وشددت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة على أن العمل العسكري وحده لن يكون كافيا بوجه داعش موضحة: "يجب محاربتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي والحصول على المزيد من الدعم من الدول العربية لإظهار أن ما نقوم به ليس مجرد عملية أمريكية أو غربية". وتلعب وسائل التواصل الاجتماعى دورا رئيسيا فى توسع نفوذ "داعش" فى المنطقة ونجاحهم فى ضم أكبر عدد من الأوروبيين فى هذا التنظيم الإرهابى، لذا علينا وقف هذا الدور الذى يعد اخطر من محاربة داعش عبر التدخل العسكرى او الغارات الجوية. وفى سياق متصل ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" أن الإرهاب لا يمكن القضاء عليه عبر الوسائل العسكرية فقط، ولكن هل نتحاور مع مقاتلين ايديهم ملطخة بالدماء. وقال جوناثان باول كبير المفاوضين البريطانيين السابق: "إن الجنرال الأمريكي ديفيد باتيروس قال في إحدى المناسبات إن بلاده أجلت ولأمد طويل فتح حوار مع الجماعات المسلحة صاحبة "الأيادي الملطخة بالدماء"، وكنتيجة لذلك فإن أعداداً هائلة من الناس ماتت من دون وجه حق". وأضاف الكاتب أننا "نؤجل الحوار معهم لأننا على اقتناع بأن الأمر خطير"، إلا أن التجربة أثبتت أن الخطر الحقيقي يكمن في عدم فتح قنوات للحوار معهم". وختم قائلاً: "إن التعامل بإيجابية مع المخاطر الإرهابية يتطلب قيادة سياسية حكيمة وعدم القبول ب"لا" كجواب لأي سؤال"، مشدداً: "نحن بحاجة إلى سياسيين قادرين على تذكر ما جرى في السابق وقادرين على اتخاذ قرارات فيها الكثير من المخاطر". ويبدو أن داعش لم يهدد الأمن القومى للبلاد فقط بل يهدد الاقتصاد العالمى كله حيث إنه يستولى على أهم مناطق النفط فى العراقوسوريا، كما كشف تقرير أمريكي أن تنظيم "داعش" يحقق مكاسب يومية لا تقل عن ثلاثة ملايين دولار كأرباح صافية من بيع النفط العراقي والسوري في السوق السوداء، وهو ما يعني أن إيرادات التنظيم من النفط وحده تتجاوز ال90 مليون دولار شهرياً، فضلاً عن مصادر التمويل الأخرى التي يتمتع بها "داعش". وبحسب التقرير، فإن سعر برميل النفط المنتج من الحقول التي يسيطر عليها "داعش" وغيرها من المجموعات المسلحة يتراوح بين 20 دولاراً و60 دولاراً، في الوقت الذي يتراوح فيه سعر الخام في الأسواق العالمية بين 95 دولاراً و105 دولارات، إلا أن نفط "داعش" يتم ضخه في أسواق سوداء في كل من العراقوتركيا، وتقوم عصابات متخصصة بإعادة تصديره إلى أماكن مختلفة من العالم والمنطقة. ويستعرض التقرير الصادر عن معهد بروكنز في واشنطن السوق السوداء للنفط التي انتعشت في المنطقة والتي يمول تنظيم "داعش" عملياته من خلالها. وفى سياق آخر بدأت حرب الشوارع بين الأكراد وداعش اشتدت المعارك بين الطرفيين في عين العرب (كوباني بالكردية) امتدت لتشمل جنوب وغرب المدينة السورية الحدودية مع تركيا، وذلك غداة سيطرة الجهاديين على ثلاثة أحياء في الشرق، وأن الجيش التركي على أهبة الاستعداد، حيث تم إرسال 20 آلية ومدرعة تركية على الحدود. وبعد أن اقتحم المتطرفون عين العرب وجه سكان المدينة تحذيرات من إمكانية ارتكاب مجازر حقيقية في المدينة ذات الأغلبية الكردية. بينما شنت طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة صباح أمس غارات جديدة على مواقع تنظيم "داعش" جنوبي غرب مدينة "عين العرب" السورية، والتي يحاول التنظيم المتطرف السيطرة عليها لأهميتها الإستراتيجية وللتحكم بالشريط الحدودي الطويل والواسع مع تركيا.