في مثل هذا اليوم 27 سبتمبر 1996م، قامت قوات طالبان بقتل الرئيس الأفغاني الأسبق محمد نجيب الله. سقط نظام الرئيس نجيب الله بعد معاناة كابول من نقص في الإمدادات والوقود في نهاية شتاء 1992م، وأبدى الدكتور نجيب الله رغبته في تقديم الإستقالة في 18 مارس 1992م تمهيداً لتشكيل حكومة مؤقتة ومحايدة، تنحى نجيب الله رسمياً في 16 أبريل 1992م عن حزبه الحاكم بعد خروج معظم مناطق البلاد من سيطرة الحكومة وسقوط قاعدة بغرام الجوية الاستراتيجية ومدينة شاريكار بيد مقاتلين من حزب الجمعية الإسلامية، حاول الدكتور نجيب الله لقاء المبعوث والممثل الأممي في أفغانستان بينون سيوان من أجل وضع حد للحرب الأهلية بمطار كابول الدولي ولكن مقاتلي الجنرال عبد الرشيد دوستم عرقلوا سبيله المؤدي إلى المطار وفي 17 أبريل 1992م طالب اللجوء السياسي بمكتب الأممالمتحدة في كابول، ورفض برهان الدين رباني خروجه من البلاد لاحقاً ولكنه لم يحاول إلقاء القبض عليه أيضاً. بعد سقوط بلدة سروبي بيد حركة طالبان، بعث الدكتور نجيب الله برسالة إلى مكتب الأممالمتحدة بإسلام آباد مطالباً فيه بتوفير ملاذ آمن له ولشقيقه أحمد زي وحراسه الشخصيين ولكن الأممالمتحدة رفضت تلبية طلب نجيب الله نظراً لتدخلات المخابرات الباكستانية في القضية. عاشت أسرة نجيب الله المكونة من زوجة وثلاث بنات بمدينة نيو دلهي في الهند منذ 1992م، وقضى الرئيس نجيب الله بقية حياته قيد الاحتجاز حتى سبتمبر 1996م، بعد أن إستولت حركة طالبان على كابول، هرب أحمد شاه مسعود والذي كان يقود جيش البروفيسور برهان الدين رباني آنذاك من كابول، وسلمها إلى مقاتلي طالبان تجنباً لمزيد من إراقة الدماء في المدينة، دارت تكهنات في تلك الأيام أن أحمد شاه مسعود حاول إنقاذ حياة الرئيس المحتجز نجيب الله وشقيقه وكافة حراسه الشخصيين، لكن نجيب الله رفض هذه المبادرة على ما يبدو حسبما نقلته مدونات ونصوص الجنرال توخي، والذي كان محتجزاً مع الدكتور نجيب الله بمقر الأممالمتحدةبكابول، ولكن عناصر طالبان ألقت القبض عليه حياً هناك بعد إقتحامها للمقر وقتلته شنقاً وسط كابول، علقت طالبان الدكتور نجيب الله من أعمدة إحدى الساحات المرورية العامة وسط كابول حتى لقى حتفه هناك شنقاً، ويقال أنه تعرض لإطلاق رصاصات أيضاً من مقاتلي طالبان حتى يتم التأكد من مقتله، لكن سكرتيره الخاص وحراسه فأعدمتهم طالبان في اليوم التالي. لاقت عملية إعدام الدكتور نجيب الله إدانة عالمية واسعة لا سيما من العالم الإسلامي، تم الاحتفاظ بجثة محمد نجيب الله بكابول وأرسلت إلى بلدة كرديز بمحافظة بكتيا حيث توارى جثمانه الثرى من قبل عشيرة أحمد زي لاحقاً.