يعيش أهالى قرية حجازة بمركز قوص بمحافظة قنا، وسط صرخات من الألم والحسرة ودموع مختلطة بالدماء وأرواح تهدر في الأرض دون علاج أو دواء، بين تغيب المسئولين بالمحافظة، وتحايل المقاولين على الدولة. تعود مشكلة قرية حجازة، إلى قرابة 15 عامًا، عندما أعلنت محافظة قنا عن الانتهاء من إنشاء صرح طبي ضخم بالقرية، يمتلك أحدث المعدات ويستوعب يوميًا 1500 مريض من أهالي القرية، لتقديم أفضل الخدمات الطبية لهم وفى ظل عدم وجود وحدات طبية ذات خدمات يمكن للمواطن أن يعالج منها، كان هذا المستشفى هو الأمل الوحيد لأهالى القرية، ولكن منذ أن أعلنت المحافظة الانتهاء من إنشائه وتوريد المعدات لم يفتتح المستشفى حتى الآن. وكثرت أسئلة المواطنين عن أسباب عدم افتتاح المستشفى، وكان رد المسئولين هو وقوع مشكلات بين الدولة والمقاولين المسئولين عن بناء المستشفى، ورفع كل طرف منهما قضية ضد الآخر، فالدولة لا ترغب فى سداد ما تبقى من أموال متفق عليها مع المقاولين، بحجة أن المقاولين غشوا فى بنود الاتفاق، والطرف الثاني المقاولون طالبوا بتسديد الدولة ما تبقى لهم من أموال عقب الانتهاء من التشطيب الكامل للمبنى، واستمر هذا الخلاف 15 عامًا دون تدخل أى طرف مسئول بالدولة لإنهائه، قبل أن يتمكن المقاولون من كسب قضيتهم والحصول على ما تبقى لهم من أموال التشطيب من قرابة ال7 سنوات، عقب تقديم تقرير هندسي يشرح عملية البناء بالكامل، فى حين لا تزال قضية الدولة لم ينظر بها بعد، وهو ما دفع مجموعة من شباب قرية حجازة إلى تقديم شكاوى إلى المحافظة، مطالبين بحل الأزمة، وعندما واجهت طالباتهم الرفض على حد قولهم ، كان رفع قضية على الدولة هو قرار التصعيد من جانبهم، ليكون القضاء هو الحكم لتلك الأزمة. يقول محمد عامر أحمد، أحد أبناء القرية وأحد مقدمي الشكوى ضد الدولة، إنه اجتمع هو وبعض شباب القرية ورفعوا قضية ضد الدولة، تطالب بفتح المستشفى، مستندين فى ذلك على ما تشهده القرية من إهمال طبي وسقوط ضحايا بسبب بعد المسافة بين القرية وأقرب مستشفى مجهز لاستقبال المرضى. وأضاف عامر، أنه تقدم إلى محافظ قنا السابق صلاح عبد المجيد، بطلب للنظر في أزمة المستشفى، طالبًا منه فتح المستشفى وإنهاء الأزمة مع المقاولين أو استمرار القضية، مع فتح قسم الطوارئ بالمستشفى لإنقاذ أرواح المرضى، وإن لم يكن ذلك فيتم إعداد المستوصف الصحي بالقرية ودعمه بالأطباء المختصين والأجهزة الطبية اللازمة لإنقاذ أرواح الأبرياء، وكان الرد على الشكوى رفض النظر فيها. وأضافت عفاف راضي، ربة منزل بقرية حجازة، إلى متى سيظل المستشفى مغلقًا ونحن فى حاجة يومية له لنتمكن من العلاج بدلًا من الذهاب إلى مستشفى نجع حمادي، والذي يبعد عنا مسافات طويلة، مشيرة إلى أنه بسبب هذا الإهمال وتغيب المسئولين مات الكثير من أبناء القرية بسبب الإهمال الطبي، وعدم العناية بتوريد خدمات طبية إلى المستوصف الطبي بالقرية، والذي يعمل به طبيب واحد 3 أيام بالأسبوع، ويغلق باقى الأيام. ومن جانبه قال ممدوح أبو القاسم، وكيل وزارة الصحة بقنا، إن المديرية ليس باستطاعتها البت فى أزمة مستشفى حجازة، وذلك بسبب المشاكل الموجودة بين الدولة والمقاولين عليها، مشيرًا إلى أنه لابد من وصول قرار من وزارة الصحة يشمل البدء في العمل بالمستشفى لكى نتمكن من افتتاحه وتوفير المستلزمات والأطباء لممارسة العمل. وعن أزمة مستوصف حجازة قال: إن هناك أزمة كبرى فى الأطباء المنتدبين بالقرى، وذلك بسبب قلة الأعداد، وتوفيرًا لهذا نقوم بانتداب طبيب فى كل مستوصف 3 أيام، فى محاولة لحل ولو جزء بسيط من أزمات المستوصف، مشيرًا إلى أن قلة المعدات تعود الى قلة العاملين بالمستوصف.