أحداث مؤسفة وتصعيد في الافق لا نجد له حلا في المستقبل القريب، هذا هو حال اليمن، البلد الذي ما فتئ أن تخلص من نظام ديكتاتوري تزعمه على عبد الله صالح حتى طفقت على السطح خلافات بين النظام الجديد برئاسة عبد ربه منصور هادي وجماعة الحوثي التي تطالب بإقالة الحكومة وبعض المطالب الاقتصادية. محمد صادق العديني، رئيس مركز حماية الحريات الصحافية اليمني CTPJF يعلق على الاحداث في بلاده قائلا إن الرئيس عبدربه منصور هادي، سيظل المسئول عن الدماء التي سفكت، والأرواح التي أزهقت في الأيام القليلة الماضية، والتي تزامنت مع مظاهرات أنصار الحوثي أمام رئاسة الوزراء، حيث سقط قرابة 10 قتلى، إضافة إلى عشرات الجرحى والمصابين. وأكد العديني، في تصريحات ل"البوابة نيوز"، أنه ليس أسوأ ممن يزج بالناس إلى التهلكة، سوى من هيأ الأسباب لذلك، ومن ثم قابلها باندفاع أهوج ومجنون متسلح بقلب آثم وروح مجرمة تستسهل القتل وسفك الدماء".. ولفت العديني إلى أن النظام الحالي قابل المتظاهرين العزل بالرصاص، بينما قابلوه هم بصدور عارية، ولم يردوا عليه بالمثل، مضيفا "سواء اتفقنا مع الحوثي وجماعته (أنصار الله) أو اختلفنا، يظل حقهم، وحقنا جميعا، في التظاهر الاحتجاجي والتعبير السلمي عن رفض سياسات وإجراءات حكومية خاطئة وظالمة، ولذلك سيظل مايحدث جريمة بشعة وعدوان آثم لاستخدام القوة والعنف ورصاصات القتل الحكومي ضد المتظاهرين". وأشار رئيس مركز حماية الحريات الصحافية اليمني CTPJF، إلى أن المشهد الدامي الذي شهدته صنعاء، حيث سفك الدماء البريئة، يتكرر ليشكل رابطا يجمع بين نظام الرئيس السابق على عبدالله صالح، قائلا:" نحن أمام نظام سابق وآخر لاحق فيوحدهما حماقة وسوء تدبير". ودعا العديني الرئيس هادي إلى عدد من القرارات لتدارك الخطأ الذي ارتكبته إدارته في التعامل مع أزمة الحوثيين الأخيرة، يأتي في مقدمتها الاعتذار المعلن للجرحي وأسر القتلى الذين سقطوا خلال تظاهرات أنصار الحوثي، والتي جرت أمام مجلس الوزراء. وتابع أنه أصبح لزاما على "هادي"، وهو رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن، ورئيس مؤتمر الحوار، وهيئة مراقبة تنفيذ مخرجاته، أن يقوم إضافة إلى ذلك بالتوجيه بتشكيل لجنة محايدة للتحقيق في جريمتي خط المطار، وساحة مجلس الوزراء، والكشف بكل صراحة وشفافية عن المتورطين، المحرضين، المتسببين في الدماء التي سالت، حيث سقط قرابة ال 10 قتلى، إضافة إلى عشرات الجرحى والمصابين. كما طالب بضرورة إقالة الحكومة وتشكيل أخرى من الكفاءات الخالية من المحاصصة وتقاسم شركاء المبادرة، إضافة إلى اتخاذ حزمة من الإجراءات والقرارات الكفيلة بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، والانتهاء من متطلبات المرحلة الانتقالية الثانية. وأضاف "أقول مجددا النصح لفخامة الرئيس هادي "أحذر أولئك الأوغاد الذين يسعون لجرك لفخ سفك الدماء.. استحضر حكمتك كرئيس وقائد.. وامنح مستشاريك إجازة تبعد عنك وسوسات المشورة غير الأمينة، أنت اليوم يا فخامة الرئيس من يحكم على رءوس الثعابين وحمران العيون". وأكمل: "اعلم يقينا بأنك تملك القدرة على تجاوز كل هذه المخاطر والشدائد والصعاب من أجل شعب اليمن المتطلع إليك بكل أمل للخلاص من هذه المحنة.. لا زلت أثق بك.. وعليك أنت أن تثق بقدرتك على النجاح وفعل الكثير من أجل اليمن بكل أرضه وإنسانه، حاضره ومستقبله". وشدد على إدانته المطلقة، باسمه وبالإنابة عن كل زملائه، نشطاء وصحافيي مركز التأهيل وحماية الحريات الصحافية CTPJF لكل هذه الجرائم التي ارتكبت وترتكب بحق مواطنين يمنيين مارسوا حقهم المشروع في الاحتجاج والاعتراض، مجددا التأكيد على رفض القمع بكل أشكاله ومصادره وأنواعة. وأكد على أن تلك الجرائم ستظل وصمة عار في جبين شركاء التسوية والمبادرة، ومعها جرائم ترهيب وتهديد السلم الاجتماعي وغياب سيادة الدولة وانهيار المنظومة الاقتصادية والأمنية والاجتماعية في البلاد، وكل تلك جرائم جنائية لا تسقط بالتقادم.