من الشائع في لبنان والعالم رؤية أطفال ما دون ال 6 أشهر يشربون الماء، هذا الأمر خطأ في المبدأ وهو خطرٌ وقد يودي بأرواح. توافق منظمة الصحة العالمية والأكاديمية الأميركية لطبّ الأطفال، هذه المنظمات ذات السمعةً الأفضل حول العالم في الشئون الصحية، على أن الأطفال ما دون ال 6 أشهر لا يحتاجون إلى سوائل إضافية تزيد عن حليب الثدي أو غيرها في أي وقتٍ كان. فالمياه، العصير، الشاي وغيرها من السوائل يمكن إعطاؤها فقط للأطفال الذين يبلغون أكثر من 6 أشهر. يولد الأطفال وهم يملكون احتياطًا لازمًا من المياه يكفيهم أقلّه لعمر ال 6 أشهر إن كانوا فقط يرضعون من دون شرب أي مياه إضافية حتى في أكثر الأيام حرًّا وجفافًا. ما هي الرضاعة الحصرية؟ تعني الرضاعة الحصرية أن يكون حليب الثدي المصدر الوحيد للطعام والسوائل المعطى للطفل. تنصح التعليمات العالمية بأن تكون الرضاعة المصدر الوحيد لغذاء الأطفال وفق مؤشر علمي يؤكد أن حليب الثدي يمنح الطفل دون شهره السادس كل الطاقة والمغذيات اللازمة. إعطاء الماء، الغذاء البديل، ماء الغلوكوز، الشاي العشبي مثل الينسون، العصير أو الحبوب خاصة بالأطفال تشكّل خطورة كبيرة على الطفل وقد تؤدي إلى مشاكل صحية كالإسهال حتى أنها قد تؤدي إلى الوفاة. أما الرضاعة الحصرية، فتقلّل من موت الرضّع جرّاء أمراض الإسهال والالتهاب الرئوي، كما تساعد في شفاء الطفل السريع من أي مرضٍ قد يصيبه. لما يعدّ حليب الثدي كافٍ؟ يحتوي حليب الثدي على الماء بنسبة 88%! ففي كلّ مرّةٍ ترضع الأمّ ابنها تمنحه المياه عبر حليب ثدييها. لذلك يمكن لها أن تلبّي كل حاجات طفلها للمياه في أكثر الأيام حرًّا وجفافًا. إلى ذلك، فالمياه الموجودة في حليب الثدي دائمة النظافة والصفاء للطفل لأنها منقّاة في جسم الأم لتخلو من التلوّث، الموادّ السامّة والباكتيريا التي نصادفها في زجاجات المياه. يتضمّن حليب الثدي كل الغذاء والسوائل التي تشفي جوع الطفل وعطشه طالما أنه لم يبلغ شهره السادس. فهو إذًا المصدر الأفضل للغذاء الذي يمكن أن يعطى لطفلٍ ما كي ينمو بصحة جيّدة وقويّة. ما هي مخاطر إعطاء الماء للطفل؟ إنّ جسم الأطفال ما دون شهرهم السادس معدّ لهضم المياه الموجودة في حليب الأم فقط، لذلك فإن منحهم مياهًا إضافية يمكن أن يثقل نظامهم الجسدي ويؤدّي إلى تأثيراتٍ سلبية. على سبيل المثال، قد يؤدي إعطاء الماء للطفل إلى الإسهال وهو المسبّب الأول لموت الرضّع، كما قد يجعله يصاب بالمغص والمرض. معدة الطفل صغيرة، فحين يتلقى كمية إضافية من المياه، تصبح الفسحة الباقية لتلقي المغذيات، اللازمة لنمو الطفل، والناتجة عن حليب الثدي في المعدة أصغر. لذلك فإعطاء الماء يرفع نسبة قلّة التغذية. وكلّما انخفضت كمية حليب الرضاعة الذي يتناوله الطفل، قلّت كمية الحليب التي تنتج عن ثدي الأم في اليوم التالي. ما العمل إن ظننت أن طفلك يشعر بالعطش؟ أرضعيه سريعًا! هذا ما سيمنح الطفل كل كمية المياه التي يحتاجها. قد تلاحظين أيضًا حاجة الطفل للرضاعة مرارًا وتكرارًا، كل 15 دقيقة تقريبًا، لمدّة دقائق معدودة فقط، في فصل الصيف الحارّ. هذا أمرٌ طبيعيّ وصحيّ. كل ما عليك فعله هو تبديل الثدي. عندما يحرّر الطفل الثدي الأول اعرضي عليه الثدي الثاني وكرري العملية حتّى يشعر الطفل بالشبع. سبب هذه الرضاعة القصيرة من كل ثدي يعود إلى أن أول قطرات حليب يحصل عليها الطفل من كل ثدي تحتوي على كمية أكبر من المياه. كلّما بقي الطفل على ثديٍ واحد، حصل على كمية مياهٍ أقلّ وصفوة أكثر. فإن شعر الطفل بالعطش، سيرغب في تبديل الثدي مرارًا، كل دقيقتين تقريبًا، ولكن إن كان يشعر بالجوع فسيرغب بالبقاء مطوّلًا على كلّ ثدي، أحيانًا أكثر من 45 دقيقة، ليصل إلى صفوة الحليب في آخر الثدي. لذلك ليس من الضروري تعيير الوقت الذي يرضع منه الطفل من كل ثدي. فالرضيع سيقرّر المدّة التي سيستغرقها بحسب شعوره بالجوع أو بالعطش! علينا أن نثق به لا غير ونعرض عليه الثدي عندما نشعر بأنه مهتمّ كلّما نستطيع خلال النهار، ففي المعدّل يجب أن يتمّ ترضيع الطفل أقلّه 8 إلى 10 مرّات خلال 24 ساعة مع تزايدٍ في العدد في الأيام الحارّة.